شخص فريق طبي بحثي أردني حالة نادرة من سرطان الثدي لسيدة سبعينية لتسجل بذلك الحالة رقم 30 عالمياً للإصابة بمرض سرطان الثدي المخاطي.
وقال قائد فريق البحث ومدير قسم المناعة في (مختبرات بيولاب الطبية Biolab) الدكتور عيسى أيوب أبودية في لقاء صحفي، أن سرطان الثدي المخاطي البشروي Mucinous Breast Cancer اكتشف عالميا عام 1978، وهي حالة الإصابة الأولى التي تُسجل في المملكة الأردنية والحالة رقم 30 عالمياً.
وبحسب وزارة الصحة الأردنية هناك 5416 حالة سرطان جديدة مسجلة بين الجنسين في الأردن منها 2564 للذكور ، 2852 للإناث.
وأشار أبو دية في حديث مع صحيفة “الرأي” أن المصابة وعمرها الآن 73 عاماً، راجعت قبل ثلاث سنوات قسم الأنسجة في المختبر وأخذ منها عينة لورم في الثدي. وبعد الفحص الدقيق تبين أنها تعاني من ورم سرطاني نادر الحدوث يدعى سرطان الثدي المخاطي البشروي.
وقال الدكتور أبو دية أنه سيتم قريباً نشر الورقة البحثية المتعلقة بهذه الحالة في مجلة علمية أميركية مُحكَّمة في مجال صحة المرأة وأمراض الثدي معتبرا البحث إضافة هامة في مجال أبحاث علم الأنسجة والوراثة الجزيئية Molecular biology وصحة المرأة خصوصاً فيما يتعلق بمرض سرطان الثدي الذي لا يزال يتصدر المرتبة الأولى في الأردن بين النساء.
وأوضح الدكتور أبودية أنه جرى استئصال الورم جراحياً بنجاح، ولم تحتاج المريضة إلى أي علاج شعاعي أو كيماوي نظراً إلى أن الورم لم يكن قد انتشر إلى الغدد الليمفاوية أو أي عضو من الجسم.
ويحدث سرطان الثدي المخاطي بنسبة أقل من 2٪ من جميع سرطان الثدي الأخري، وكثيرا ما يحدث جنبا إلى جنب مع نوع آخر من سرطان الثدي يسمى سرطان القنوات الغازي أو المتسلل Invasive (or infiltrating) ductal carcinoma.
ومن جهته كشف استشاري ورئيس قسم الأنسجة والخلايا بالمختبر الدكتور نصرت بابوق أن هذا النوع من الأورام دارج جداً في أورام الغدد اللعابية Salivary Gland Tumors، لكنه نادر الحدوث في الثدي، إذ تُقدّر نسبة حدوثه في الثدي حسب الأبحاث العالمية بحالة أو حالتين لكل 1000 إصابة بمرض سرطان الثدي.
وأشار أن ندرة هذه الحالة استدعت تشكيل فريق من الاستشاريين من تخصصات مختلفة من علم الأنسجة والمناعة والوراثة، بالتنسيق مع فريق مماثل في مركز الطب الوراثي في مانشستر للتعمق في هذا الاكتشاف (…) ولأن هذه الأمراض غالباً ما يكون لها انعكاس مناعي ووراثي يمكن من خلاله تحديد العلاجات المناسبة للمريضة، تمَّت دراسة أكثر من 60 جيناً وراثياً له علاقة بعلاج السرطان والكشف عن الشيفرة الوراثية لهذه الجينات بالكامل.
ويسعى الفريق البحثي الأردني عبر هذا البحث لإضافة ملاحظاته بخصوص التنوع المكتشف في الشيفرة الوراثية لهذا الجين إلى بنوك المعلومات الوراثية العالمية، ليستفيد منها المرضى والباحثون في علم السرطان حول العالم.
وبحسب التقرير الأخير للسجل الوطني للسرطان تبلغ إحصائيات الحالات المسجلة لسرطان الثدي في الأردن عند الاناث منذ عام 1996 وحتي آخر إحصائية عام 2013 نحو (12634) حالة.