توفي عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينغ بعد حياة حافلة بالإنجازات العلمية والأسئلة المحيرة للكثيرين أيضا حول كيف تمكنه من العيش لخمسة عقود، في الوقت الذي يتوقع في العيش مع مرض التصلب الجانبي الضموري لمدة 3 إلى 10 سنوات؟
على الرغم من كون ستيفن هوكينغ عاش طوال حياته على كرسي متحرك منذ العشرينات، إلا أن ذلك لم يمنع العالم الكبير من التوصل إلى إنجازات كبيرة لم تمنعها عنه الإعاقة.
يذكر أن العالم ستيفن هوكينغ توقف عن القدرة على التحدث والكلام في عام 1985 ، ولكن جهاز صوتي خاص سمح له بالاستمرار في التواصل والمحادثات حتى وفاته في صباح يوم الأربعاء في كامبريدج.
يعتبر العالم ستيفن هوكينغ هو أحد أشهر المصابين بمرض العصب الحركي، الذي لم يستطع العلماء حتى الآن معرفة أسبابه أو كيفية علاجه أو إبطاءه أو منعه، وبالتالي يعتبر العالم هوكينج معجزة طبية، حيث قدم الأمل لكثير من المصابين.
أيضا يشار إلى مرض التصلب الجانبي الضموري بالعصب الحركي، وهو حالة نادرة تسبب تلف أجزاء من الجهاز العصبي بشكل تدريجي، ويحدث بعد ذلك بعد توقف الخلايا العصبية المتخصصة في الدماغ والحبل الشوكي، والتي تسمى بالخلايا الحركية العصبية، وتعرف باسم التنكس العصبي.
وتعتبر حالة العالم هوكينج دليل على أن هذا المرض متغير أكثر مما يدركه الآخرين، كما أن هناك أشكال متعددة من المرض ويتم تقسيمها إلى:
- ALS وهو الذي يضعف الخلايا العصبية الحركية العليا أو السفلية أو كلاهما
- PMA يضعف الخلايا العصبية الحركية السفلية.
- PLS وهو يضعف في المقام الأول الخلايا العصبية الحركية العليا.
- الشلل الرخو بالتدريج وهو يضعف بشكل أساسي عضلات القحفي.
كل هذه الأشكال لديها القدرة على قتل المريض من خلال التأثير على الجهاز التنفسي ( الحجاب الحاجز) والتأثير على العضلات على البلع الذي يسبب سوء التغذية والجفاف، ومع ذلك ظل الحجاب الحاجز لهوكينج وعضلات البلع لديه سليمة حتى نهاية حياته.
وأظهر العلماء أنه إذا كان هو هذا الحال، يمكن للمريض أن يعيش فترة أطول من المتوقع حتى إذا فقد قدرته على التحدث، كما أظهرت حالة العالم أنه يمكن للمرضى المصابين بالمرض الهروب من التلف في الأجزاء الأساسية من الدماغ.
ويمكن لهذا المرض أن يؤثر على البالغين من جميع الأعمار بما في ذلك المراهقين، على الرغم من أن هذا نادر جدا
وعادة ما يتم تشخيصه في الأغلب لدى الرجال فوق سن الأربعين، ويكون معظم المصابين بالأعراض في الستينات من العمر.
أما العالم هوكينج لم يستخدم جهاز التنفس الصناعي على عكس الغالبية العظمى من المصابين بالمرض، أي أن المرض أثر عليه بشكل مخالف عن الآخرين، ويرجع بعض العلماء أن ذلك يرجع إلى الرعاية عالية الجودة التي حصل عليها ستيفن هوكينج.
جدير بالذكر أنه لا يوجد حاليا علاج لمرض الأعصاب الحركية، ولكن العلاج المتاح يهدف إلى جعل المريض يحصل على الارتياح والحصول على نوعية أفضل من الحياة الممكنة أو التعويض عن الفقدان التدريجي للوظائف الجسدية مثل الحركة والاتصال والبلع.
وأفضل خيار متاح للعلاج هو عقار يدعى edaravone تمت الموافقة عليه من إدارة الدواء والغذاء الأمريكية العام الماضي، وهو أول عقار معتمد للمرض منذ عشرين عاما، وذلك بعد تجربة سريرية ناجحة استمرت 6 أشهر أجريت في اليابان.
ولكن يوجد بعض الآثار الجانبية للعقار تحتاج معها الرعاية الطبية مثل خلايا النحل أو التورم أو ضيق التنفس والتفاعلات التحسسية.
بعض المرضى أيضا يقومون بالمغامرة بالعلاج بالخلايا الجذعية ويقومون بزراعة جهاز المناعة المتبرع به في أجسامهم، وفي بعض الحالات ساعد العلاج على بطء ظهور الأعراض أو عكسها.