فيروس كورونا يفاجئنا بسلالاته المتشعبة والمتحورة، والتي ينبغي معها اتخاذ كل إجراءات السلامة لجميع الفئات العمرية ولهذا السبب تطعيم الأطفال بلقاحات كورونا أصبح على رأس الأمور الضرورية الآن في معظم الدول الأوروبية وأمريكا أيضاً.
وتأتي هذه الضرورة بعدما انتشر متحور دلتا السلالة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا في الكثير من دول العالم، ويعتبر دلتا أختر وأشد نسخة من الفيروس للآن فهو شديد العدوى.
ومع اقتراب الموسم الدراسي يشعر كل الآباء والأمهات بالقلق بشأن أطفالهم، خوفاً من إصابتهم بالعدوى ولهذا جاءت ضرورة تطعيم الأطفال وتحصينهم ضد الفيروس والمتغير الجديد منه.
في وقتنا الحالي، تعتبر فئة الأطفال من عمر 12 عام لما أكبر من ذلك هم المحظوظون لأن يمكنهم الحصول على اللقاح وفقاً للدراسات التي تمت خلال الفترة الماضية، ولكن لحسن الحظ الفئات العمرية الأصغر من 12 عام سيكون اللقاح متاحاً لهم في القريب العاجل.
أما بالنسبة للدراسات والتجارب السريرية التي تجرى حالياً على الأطفال لتحديد بشأن لقاحات كورونا، فهي كالآتي:
- ففي الصدارة تأتي لقاحات شركتي ” Pfizer ” و ” Moderna ” لأنهم أطلقوا تجارب شاملة للقاح فيروس كورونا على الأطفال وحتى عمر ستة أشهر منذ شهر مارس الماضي، ونتائج هذه التجارب ستكون جاهزة خلال الفترة القصيرة القادمة وبالأخص في شهر سبتمبر القادم.
- أما شركة ” Johnson & Johnson ” تقوم حالياً بجمع وترتيب نتائج تجاربها السريرية حول لقاحها بالنسبة للأطفال ما بين عمر 12 عام و17 عام .. ويخططون أيضاً لبدء دراسات جديدة وتجارب للقاح الخاص بهم للأطفال ما بين عمر السنتين وحتى عمر 11 عام، خلال الفترة القادمة.
- بالنسبة لشركة ” Novavax ” فهي في طريقها لإنهاء تجاربها للفئات العمرية من سن 18 عاماً لما هم أكبر من ذلك، وتركز أيضاً على جمع وتحليل البيانات حول اللقاح الخاص بها لتضمن فاعليته ومدى سلامته على الفئات العمرية من 12 عام وحتى 17 عام.
والجزء الهام أيضاً والذي يركز عليه الباحثون والشركات هو حجم الجرعات الآمنة من اللقاحات وما هو الأفضل لكل فئة عمرية. فبالنسبة للبالغين فتتطابق الجرعات التي يتلقونها.
أما الأطفال فيتم دراسة الجرعات الآمنة لهم، والتجارب السريرية تركز على هذا الأمر حيث يتم تقسيم الأطفال في هذه التجارب إلى فئات عمرية منفصلة ومراحل ولكل مرحلة من الأعمار يتم اختبار الجرعة الآمنة لهم حسب نمو الطفل وتطوره.
والدليل على ذلك أن التجارب التي تجريها شركة فايزر مقسمة لمراحل مختلفة حسب أعمار الأطفال .. فالأطفال من عمر 5 لـ 11 عام في مرحلة منفصلة، والأطفال من عمر 2 لـ 5 سنوات في مرحلة منفصلة وخاصة بهم، والأطفال من عمر ستة أشهر لسنتين أيضاً لهم مرحلة خاصة بهم.
فجميعهم يأخذون نفس اللقاح ولكن بجرعات مختلفة، فالفئة العمرية الأصغر سناً تكون جرعتها قليلة مقارنة بالفئات العمرية الأكبر منها من الأطفال.
وجميع الشركات التي طلبت الأذن الطبي بتجربة لقاحها على الأطفال خاصة الأقل من 12 عام، نتائج درستهم وتجاربهم يجب أن يتم تسليمها لإدارة الغذاء والدواء FDA خلال فترة من 4 لـ 6 أشهر، والكثير منهم بدأ تجاربه في شهر مارس الماضي، أي أنه بقى القليل على ظهور النتائج كما قالوا بحلول الشهر القادم.
والنتائج الخاصة بكل شركة يجب أن توضح ما إذا كان اللقاح الخاص بها آمناً أم لا على الأطفال بجانب فاعليته. كما أوضحت إدارة الغذاء والدواء أنه يمكن للشركات التي أوشكت على تقديم كافة النتائج وبالأخص شركتي ” Pfizer ” و ” Moderna ” طلب إذن لاستخدام اللقاح في حالة الطواريء.
والمؤشرات التي ظهرت للآن توضح أن أقرب لقاح سيكون متاح للأطفال في فصل الخريف من هذا العام، وخاصة للأطفال من عمر 5 لـ 11 عام.
وتسعى شركة فايزر الآن لمشاركة نتائج دراساتها على اللقاح الخاص بها في القريب العاجل بحلول شهر سبتمبر أو أكتوبر على أقصى احتمال لتحصل على إذن رسمي بتطعيم الأطفال من عمر 5 لـ 11 عام .. خاصة وأن لقاحها هو اللقاح الوحيد المصرح به للأطفال من عمر 12 لـ 17 عام في أمريكا.
أما شركة موديرنا فهي أيضاً وضعت لنفسها نفس الجدول الزمني لشركة فايزر لتقديم نتائج مدى أمان وفاعلية لقاحها للأطفال خاصة من عمر 12لـ 17 عام لأخذ الموافقة والتطعيم به.. حيث أن لقاحها مصرح به للأعمار فوق 18 عام فقط الآن.
أما بالنسبة للأطفال الرضع والأصغر سناً فمن المتوقع أن يكون اللقاح مصرح به لهم خلال فصل الشتاء القادم، لأن الشركات تقوم بتجاربها السريرية من الفئات العمرية الأكبر فالأصغر لدراسة مدى أمان اللقاح لكل فئة.
ومع ظهور النتائج للفئات العمرية الأكبر سناً في الأطفال ستكون التجارب السريرية لمن هم أصغر منهم سريعة وواضحة أكثر للباحثين. أما الآن فاللقاح متوفر للأطفال من عمر 12 عام لما هم أكبر من ذلك .. ويتم تطعيم هذه الفئات الآن للالتفات للفئات العمرية الأصغر سناً الفترة المقبلة، وبالتحديد الشهر القادم.
الإمارات وخطتها لتطعيم الأطفال بلقاحات كورونا:
الإمارات من أكثر الدول العربية نشاطاً من حيث التطعيم بلقاحات كورونا لجميع الفئات العمرية لسكانها، حيث أنه وحسب التحديث الأخير لوزارة الصحة الإمارتيةـ فإن نسبة تصل لـ 79,55 من سكانها تلقوا الجرعة الأولى من لقاح كورونا، ونسبة 71,22 من السكان تلقوا الجرعتين من اللقاحات المتوفرة هناك.
وقد استجابة الإمارات كأول دولة عربية لتوصيات تطعيم الأطفال بلقاحات كورونا المستجد لمواجهة سلالة دلتا الأشد خطراً وضمان سلامة جميع سكانها.
كما أن الكتب الإعلامي لأبو ظبي أكد على بدء تجربة تطعيم الأطفال من عمر 3 لـ 17 عاماً باللقاح الصيني سينوفارم كما أن بعضاً من أفراد العائلة الحاكمة هناك اشتركت في هذه التجرية لتشجيع الأطفال وعائلاتهم على المشاركة.
والآن يراقبون الاستجابة المناعية لكل الأطفال المشاركين والذي يبلغ عددهم للآن 900 طفل، وذلك ضمن خطة لتطعيم كافة أطفال الإمارات لضمان سلامتهم وصحتهم.