محمد ابو سبحة
قالت دراسة حديثة أن الإفراط في إعطاء الرضع و الأطفال الصغار المضادات الحيوية قد يحولهم إلى مرضى بالسكري من النوع الأول.
و تبدو التحذيرات في هذه الدراسة “مقنعة” حيث ربطت بين المضادات الحيوية وزيادة مخاطر الإصابة بداء السكري من النوع الأول، الذي يتطور عادة في مرحلة الطفولة.
وقارن الباحثون من جامعة نيويورك بين مجموعة فئران أعطيت مضادات حيوية و مجموعة أخرى لم تعط أي أدوية.
و كانت مخاطر احتمال تطوير مرض السكري للفئران التي أعطيت المضادات الحيوية ثلاث أضعاف المجموعة الأخرى، وكان الذكور أكثر عرضة بشكل خاص.
و تم اختيار فئران عرضة وراثيا لتطوير مرض السكري من النوع الأول لتعكس تأثير طفل ينحدر من عائلة لها تاريخ مرضي من هذه الحالة.
وأعطيت الفئران جرعات من المضادات الحيوية تحاكي كثيرا ما تعطى للأطفال.
وقالت نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة Nature Microbiology reports أن الاطفال من عمر ست أسابيع وحتى سنتين ونصف يكونون عرضة لمخاطر السكري من النوع الاول.
وهناك ارتفاع حاد في إصابات السكري من النوع الأول لاسيما في الأطفال دون سن الخامسة بنسبة تزيد خمسة أضعاف عن السنوات العشرين الماضية.
ولازال مرض السكري من النوع الأول لغزا غير معروف سبب حدوثه.
ويحدث مرض السكري من النوع الأول عندما يتم تدمير الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
ويعتقد الباحثون الأمريكيون أن المضادات الحيوية تحدث خللا في الجهاز المناعي من خلال القضاء على البكتيريا النافعة والصديقة في الأمعاء التي تمنع تطور مرض السكري من النوع الأول وتعيق إفراز الجسم لهرمون الأنسولين.
وأظهرت التجارب الخلل الذي يحدث في أمعاء الفئران التي أعطيت المضادات الحيوية مقارنة مع تلك التي لم تأخد أي أدوية.
وقالت Jessica Dunne، من مؤسسة أبحاث السكري للصغار (JDRF)، التي مولت العمل: “إن نتيجة الدراسة مقنعة، وربطت آثار المضادات الحيوية في الفئران لمرض السكري من النوع الأول”.
وأضافت “نحن متحمسون لرؤية كيف يمكن لهذه النتائج أن تؤثر على اكتشاف العلاجات الوقائية لمرض السكري النوع الأول في المستقبل والبحوث في مجال اللقاحات”.