يُعد سرطان القولون من المسببات الرئيسية للوفاة في العالم ، لكن 90 % من المصابين به يمكنهم الشفاء منه إذا أُكتشفت إصابتهم مبكرا، وفضلات الإنسان قد تحمل له إنذارا مبكراً يحميه من الموت بالسرطان إذا إهتم بفحصها من حين لآخر.
فوجود دماء في الفضلات قد يعد إنذارا على احتمال الإصابة بسرطان القولون، كما أن التغير في قوام الفضلات قد يعني احتمال وجود شيء مقلق على وشك الحدوث، وفق نصائح قدمها استشاري بريطاني في سرطان القولون.
وتمكّن Ash Gupta، استشاري سرطان القولون، من رسم مخطط بياني للفضلات بالتعاون مع عيادة Ramsay Health Care الخاصة في بريطانيا، بهدف التوعية بالأعراض المتعلقة بالمرض.
المخطط بمثابة دليل سهل للتحقق من الأعراض المحتملة، وهو يبين أمثلة وينصح الناس بالتأكد من التغييرات، وخصوصا تلك التي تستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع.
ومن أهم العلامات التي ينبغي القلق بشأنها، الفضلات التي تبدو قاتمة – أو بلون القطران – فقد تكون علامة على المرض، وفي هذه الحالة ينصح المرضى بإستشارة الطبيب على الفور بحسب “جوبتا”.
وأضاف الاستشاري ” اذا شعرت بآلام في الأمعاء لأكثر من ثلاثة أسابيع، أو إذا كنت قد لاحظت دم في البراز، عليك أن تستشير طبيبك فورا “.
وقال جوبتا “ومن المفهوم أن أعراض الأمعاء قد تكون أحيانا محرجة لمناقشتها، ولكن لا بد من الحصول عليها للتحقيق فيها ومعالجتها في وقت مبكر من أجل تحقيق الشفاء.”
يعتبر سرطان القولون Colon Cancer ثالث أمراض السرطان شيوعا على مستوى العالم، والمسبب الثاني للموت في الولايات المتحدة والأول في السعودية، حيث أشارت إحصاءات إلى إصابة 1,4 مليون شخص في عام 2012، وهو أحدث إحصاء متعلق بالمرض.
وتقلّ فرصة نجاة الأشخاص الذين أوضح التشخيص أنهم في مراحل متأخرة من المرض عن 10 %، حيث ينحصر احتمال نجاتهم في أنهم سوف يعيشون لأكثر من 5 سنوات. لكنّ فرص النجاة قد تزيد بشكل ملحوظ حال اكتشاف المرض في مراحله الأولى.
خطر يمكن تفاديه
يقول جوبتا إن الشيء الأكثر إحباطاً المتعلق بهذا المرض القاتل يكمن في أن كثيراً من الوفيات التي تحدث كان يمكن الوقاية منها.
وأضاف قائلاً “الشيء الأصعب الذي ينبغي علي التعامل معه باعتباري استشاري أمراض سرطان القولون هو أن كثيراً من تلك الوفيات نحن في غنى عنها”.
وأوضح جوبتا “في حقيقة الأمر أكثر من 90% من الأشخاص الذين وصلوا إلى مراحل متأخرة من المرض كان ثمة احتمال لشفائهم إن اكتُشف المرض في مراحله الأولى، أو في بدايته”.
ومع هذا فإن الإشارات التحذيرية المتعلقة بهذا المرض يمكن في أغلب الأحوال اكتشافها بوضوح في عينة الفضلات.
ووجه الخبير نصيحته قائلاً “يمكن تفهم كم تبدو مناقشة أعراض الفضلات محرجة في كثير من الأحيان، وقد يتجنب الأشخاص الحديث عنها، ومع هذا فإن متابعة الأمر والتحقق منه يعد أمراً شديد الأهمية، فضلاً عن بدء العلاج في المراحل الأولى للمرض من أجل الشفاء منه”.
وأضاف “إذا لاحظت وجود نزيف في البراز، أو كان البراز رخو ومستمر هناك فحوصات تحتاج إلى القيام بها”.
واختتم جوبتا قوله “ثمة تحليل طبي يسمى منظار القولون، أو حتى تحليل الأشعة السينية للقولون، يمكننا الاستعانة به من أجل التشخيص، وفي الوقت نفسه ربما يساعد هذا التحليل في معالجة الأورام الحميدة بمراحلها الأولى”.
وتتزايد حالات الإصابة بسرطان الأمعاء Colon Cancer مع متوسطات الأعمار، فحوالي 40 في المائة من عدد السكان في سن 50 أو 55، لديهم أورام حميدة في الأمعاء، 10 في المائة فقط منهم تتحول إلى سرطان.
الطريقة الأكثر فعالية للحد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء هو التحقق من أي أعراض قد تبدو غريبة والتقدم الي الفحص اذا دعت الحاجة.
وقد أظهرت الدراسات أن حوالي نصف حالات الاصابة يمكن الوقاية منها عن طريق الأكل والشرب الصحي وممارسة النشاط البدني والحفاظ على وزن صحي، اذ أن تزايد تناول الوجبات الغذائية المكونة من اللحوم الحمراء والإقلال من تناول الخضروات والألياف يمكن أن يزيد من خطر الاصابة بسرطان القولون.
ويدعم هذا الاتجاه أن حوالي 54 في المائة من حالات سرطان الأمعاء تحدث في البلدان الأكثر تقدما التي يرتفع فيها مستوي الرفاهية.
ويصيب سرطان القولون الرجال أكثر من النساء، وأعمار تسعين في المائة من مرضى سرطان الأمعاء ممن هم أكبر من 50عاما.