خوفا من أن تهاجم أمراض السمنة جسدها الشاب، قررت هند أن تتخلص من وزنها الزائد، لكنها في نفس الوقت أرادت أن لا تحرم نفسها من الطعام، أمر قد يبدو خيالياً لدى البعض لكنها نجحت بالفعل في تحقيق هذه المعادلة الصعبة؛ تعالوا نستفيد من قصتها، من خلال حوارها التالي مع موقع “كل يوم معلومة طبية”.
أولا عرفينا بنفسك…
أنا هند عبد الهادى، أقيم في القاهرة، وأعمل مهندسة ديكور، عمري 28 سنة، طولي 176 سم، وزني الحالي 78 كجم بعد أن كان العام الماضي 135كجم.
متي قررتي التخلص من السمنة وما السبب؟
قررت التخلص من السمنة فى مارس 2015، والبداية كانت عندما بدأت أشعر بألم فى ركبتى أثناء صعود السلم وتسارع في أنفاسي مع أول مجهود، حينها أدركت أننى بحاجة لتخفيض وزنى فقد وصلت إلى مرحلة السمنة المفرطة، وخشيت أن يصيبني أى مرض من أمراض السمنة.
ما هو البرنامج الذي إعتمدتي عليه في التخلص من 60 كجم تقريبا في عام واحد؟
فى البداية إعتمدت على أكثر من برنامج تخسيس منتشر على الإنترنت يطلق عليه “الريجيم الكيميائى” وشعرت أنني أفقد وزنى بسرعة، ولكنى كنت أشعر بعدها أيضا بإرهاق شديد يتمثل في دوخة وصداع.
فقررت الإستغناء عن كل هذا وتناول الطعام الذي أحب، لكن هذه المرة بشكل صحي تماماً، فكنت أحضر كل أكلة أحبها من الطعام بشكل صحي، يعنى مثلا أطهو الطعام بزيت زيتون وأتناول اللحوم الخالية تماما من الدهون، وأستبدل الدقيق الأبيض بالأسمر-دقيق قمح مطحون بقشرته التي تحتوي على الألياف والحديد والكالسيوم و جنين القمح الذي يحتوي على فيتامين هـ وفيتامين ب- ، وأصبح الزبادي اللايت بالليمون عشائي كل يوم.
إضافة إلى ذلك كنت اتناول الكثير من الماء – اشرب 20 لتر أو أكثر يوميا- حتى أشغل نفسى عن الطعام أو أملأ معدتى بالماء، ومع الوقت أصبحت لا أجوع أصلا ، كذلك منعت السكر الأبيض والملح من طعامي نهائيا، وأصبحت أنام باكرا وأستيقظ باكرا.
يعنى حياة صحية بالكامل، ما عدا يوم واحد فى الأسبوع لا أتقيد فيه بشئ حتى لا أصاب بالملل، أما الرياضة فقد بدأت استمتع بالمشى على الأقل ساعة باليوم، بعد أن فقدت أول 40 كيلو جرام من وزني.
ما أكثر العوامل التي ساعدتك على الإستمرار على برنامج الغذاء الصحي ؟
رقم واحد كان مرض أبى، ففى صيف 2015 أصيب أبي بجلطة فى الشريان التاجى الأمامى فى القلب وذلك نتيجة للتدخين والعادات الغذائية الخاطئة، وقد كان ذلك حافزا لي للتخلص من الوزن الزائد. العامل الثاني كان كتاب قرأته بالصدفة اسمه ( أيقظ قواك الخفية ) للكاتب أنتونى روبنز ، يتحدث فيه عن قوه القرارات وأهمية التخطيط للسنوات العشر القادمة من حياتك ومن أهمها الحفاظ على الصحة، ثالث عامل اعتمدت عليه كان التشجيع الذي كنت أتلقاه من الناس بعدما بدأ شكل جسمي يتغير، فقررت أن أستمر إلى أن اصل للوزن المثالى، وان شاء الله سنه 2016 تكون سنة الرياضة بالنسبة لي.
البعض يرون أنهم سيفشلون في التخلص من السمنة بدون الاستعانة بالطبيب..ما رأيك؟
بدون طبيب أنا قرأت وفهمت معنى ” الدايت الصحى ” كيف يكون، فأنا آكل كل ما يحلو لى من طعام بطريقة صحية، وأبتعد عن النشويات والحلويات والمواد الغازية بإرادتى وليس بأوامر من الطبيب ففقدت وزني وأنا استمتع بالطعام وبدون حرمان.
متي شعرتي بأن هدفك في التخلص من السمنة يتحقق؟
في الحقيقة أنا قسمت هدفى إلى عدة أهداف صغيرة، وكان كل مقاس أصغر في الملابس هدف، وكنت كلما أصل لهدف منهم أطمع في الآخر، وحتى الأن لم أصل بعد إلى هدفى النهائي وهو جسم صحى رشيق رياضى خالى من الأمراض.
وماذا تفعلين الآن للحفاظ علي ثبات وزنك؟
أنا مازلت أريد فقدان 5 او 6 كيلو جرامات أخرى من وزني، ولكني محافظة على ثبات وزني من خلال الاستمرار في تناول الطعام الصحى لكن بدون حرمان فمثلا لم أمتنع عن تناول النشويات نهائيا لكن من الممكن أن أتناول في وجبة الغذاء 4 أو 5 ملاعق أرز مطهو بطريقة صحية -طهي بالبخار- ، مع الحفاظ علي المشي ساعة يوميا.
ما الرسالة التي توجهينها لكل من تأخر في إتخاذ قرار التخلص من السمنة؟
أقول لهم أحبوا انفسكم ، والحب يساوى اهتمام ، إذا كنت تفهم أن الحب هو أن تقبل جسمك بعيوبه، فأنت مخطئ . الحب هو أن تهتم بجسمك، فقبل أن تتناول لقمة ولو صغيرة اسأل نفسك هل ستضرنى أم ستفيدنى ، فإن كنت تعلم أنها ستضرك هل يفترض بك أن تفعل هذا فى جسمك الذى تحبه؟. فأجسامنا أمانة من رب العالمين وسنحاسب عليها يوم الدين.