مرحباً بكِ عزيزتي القارئة، نظراً لحرصنا على صحتكِ ورغبتنا في معرفتكِ لجميع المصطلحات الطبية الدقيقة لما قد تتعرضين له أنتِ أو شخص مقرب منك سوف نتعرف سوياً من التالي على بعض المعلومات الهامة عن واحدة من أشهر المشاكل التي تحدث لكثير من النساء في حياتنا، وهي متلازمة المرأة المعنفة، منها التعريف العلمي الدقيق لهذه المتلازمة وعلامات تُشير لوجودها وكيف تؤثر على المرأة ونصائح يمكن أن تساعد، فاحرصي على قراءة ما يلي وتذكري أنكِ لستِ بمفردك.
ما هي متلازمة المرأة المعنفة؟
متلازمة المرأة المعنفة أو متلازمة المرأة المنتهكة (بالإنجليزية Battered Woman Syndrome أو Battered Person Syndrome) هي حالة تُعتبر نوع فرعي من أنواع اضطرابات ما بعد الصدمة PTSD، ويُستخدم هذا المصطلح لوصف الآثار النفسية للعيش مع شريك يمارس العنف (بأشكاله المختلفة) تجاه شريكته والعيش اليومي مع الأزمة النفسية الناتجة عن التعرض للعنف بشكل متكرر.
وقامت طبيبة نفسية مشهورة بصياغة هذا المصطلح لأول مرة في كتاب تم إصداره عام 1979 يحمل نفس الاسم، وتصرح هذه الطبيبة بأن العنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي خلال هذه المتلازمة يحدث في دوائر، فيحدث تراكم للتوتر، يليه نوبة من العنف، ثم اعتذار من المعتدي مصحوب بوعد بعدم تكرار الأمر أو التحسن، ثم تبدأ الدورة مرة أخرى.
كما يمكن أن تتضمن تلك المتلازمة سيطرة قسرية، حيث يحتاج الشخص الذي يمارس العنف إلى معرفة مكان شريكته طوال الوقت، ويقوم بعزلها عن الأصدقاء والعائلة، ويتحكم في الأمور المالية حتى لا يتوفر لديها ما يكفي للخروج من هذه العلاقة، كما يمكن أن تتضمن تلك العلاقة تهديدات خطيرة للمرأة أو للأطفال، في حالة وجودهم، في حالة رغبتها في المغادرة أو الخروج من تلك العلاقة المسيئة.
ونظراً لاختلاف الظروف من امرأة لأخرى، فقد لا تظهر تلك المتلازمة بنفس الشكل لدى جميع المصابات بها، ولكن يُعتقد بوجود 4 مراحل لمتلازمة المرأة المعنفة:
- الإنكار: تتضمن عدم قدرة المرأة على تقبل حقيقة التعرض للعنف والإساءة أو قيامها بتبرير العنف.
- الذنب: هو اعتقاد المرأة أن العنف والإساءة تجاهها حدثت بسببها ونتيجة أفعال معينة قامت بها.
- الرؤية: في هذه المرحلة تبدأ الضحية بإدراك أنها لا تستحق هذه الإساءة والاعتراف بأن الشريك الآخر شخص عنيف ومعتدي.
- المسئولية: تتقبل الضحية بأن الشخص العنيف هو وحده المسئول عن العنف والإساءة، وفي العديد من الحالات تُعتبر هذه المرحلة هي المرحلة التي تقوم فيها المرأة بدراسة خياراتها لمغادرة وترك العلاقة.
أسباب حدوث متلازمة المرأة المعنفة
على الرغم من العنف الذي يتعرضن له، قد تبقى بعض السيدات في علاقة مسيئة لأسباب مختلفة، وقد تتضمن أسباب عدم مغادرتهن ما يلي:
- قلقها من عدم وجود طريقة لمساندة وإعانة نفسها هي وأطفالها في حالة المغادرة.
- قد تكون شهدت تاريخ عائلي من تعرض المرأة للعنف، وتم تعليمها بضرورة البحث عن الجانب الجيد في شريكها ووضع أعذار لأفعاله المسيئة.
- اعتقادها الشديد بأن الشريك العنيف يريد حقاً مساعدتها بأفعاله، حيث تتذكر بداية العلاقة عندما كان الشريك شخص جيد ومحب وتعتقد أنهم يمكن أن يعودوا مجدداً لتلك المرحلة.
- انخفاض ثقتها بنفسها واعتقادها أن هذا هو كل ما تستحقه.
- خوفها من زيادة حدة العنف في حالة معرفة الشريك برغبتها في المغادرة.
- البقاء من أجل الأطفال وعدم حرمانهم من وجود العائلة المتكاملة.
وبمجرد بقاء الضحية في دائرة العنف تتطور متلازمة المرأة المنتهكة، وهذه المتلازمة تجعل من الصعب على المصابات بها إعادة اكتساب السيطرة على حياتها. كما أن الضحايا اللاتي يعشن بهذه المتلازمة قد يشعرن بالعجز مما يجعلهن يعتقدن -بشكل خاطئ- أنهن يستحققن العيش مع الشخص العنيف، ولا يمكنهن الخروج من تلك العلافة، لذا لا تقوم العديد من السيدات بإخبار أي شخص أو الجهات المختصة عند تعرضها للعنف.
علامات تدل على متلازمة المرأة المعنفة
قد تنتج عن متلازمة المرأة المعنفة عدة أعراض وعلامات مميزة، فوجود الضحية في علاقة مسيئة قد يجعلها تظهر بالشكل التالي:
- تعتقد أن الإساءة والعنف خطأها.
- تقوم بإخفاء الإساءة عن الأصدقاء والعائلة.
- تشعر بالخوف المستمر على حياتها وحياة أطفالها.
- تعتقد أن الشخص العنيف يمكن أن يعرف كل خطواتها وما تقوم به في كل دقيقة.
- تكون خائفة بشكل مستمر ولا تعرف متى يمكن أن يظهر الجانب المسيء من الشريك.
وإذا كنت قلقة أو تعتقدين بأن أحد الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة قد يكون يتعرض للعنف أو مصاب بمتلازمة المرأة المنتهكة ويحتاج للمساعدة، يمكن البحث عن العلامات التالية:
- الانسحاب وخلق أعذار لعدم رؤية الأصدقاء أو العائلة أو لعمل الأنشطة التي اعتادوا القيام بها من قبل.
- الشعور بالقلق والخوف أثناء التواجد مع الشريك الآخر في نفس المكان.
- وجود كدمات أو إصابات متكررة يتم تبرير وجودها بأعذار كاذبة أو لا يمكن تفسيرها.
- ملاحظة وجود قلة في الأموال معهم بشكل دائم، على الرغم من عدم وجود أي ضائقة مادية.
- إظهار اختلافات شديدة في الشخصية عن المعتاد.
- اتصال الشريك الآخر باستمرار، خاصة لمعرفة أماكن تواجدهم باستمرار وما يقومون بعمله.
- ارتداء ملابس معينة لإخفاء الإصابات في غير فصلها، مثل ارتداء القمصان طويلة الأكمام في الصيف.
تأثير متلازمة المرأة المعنفة على المصابين بها
توجد عدة آثار جانبية خطيرة مرتبطة بمتلازمة المرأة المعنفة تظهر على المصابين بها وأبرزها:
آثار على المدى القصير:
- الاكتئاب.
- انخفاض الثقة بالنفس.
- تضرر العلاقات مع الأصدقاء والعائلة.
- القلق والتوتر الشديد.
- الشعور بعدم القيمة والعجز.
- الشعور بفقدان السيطرة على كل شيء.
آثار على المدى البعيد:
يُشير الباحثون إلى أن الإصابة بمتلازمة المرأة المعنفة أو التعرض للعنف المنزلي يمكن أن يتسببا في حدوث مضاعفات صحية على المدى البعيد يمكن أن تستمر لعقود، مثل:
- أعراض اضطراب ما بعد الصدمة مثل ذكريات من الماضي أو حالات انفصال عن الواقع أو حدوث نوبات غضب وعنف تجاه المعتدي.
- مشاكل صحية ناتجة عن التوتر مثل ارتفاع ضغط الدم ومشاكل قلبية.
- مشاكل صحية من الإساءة الجسدية مثل تضرر المفاصل أو التهاب المفاصل أو ألم في الظهر أو الصداع.
- مشاكل صحية ناتجة عن التعرض للضغط لمدة طويلة مثل زيادة خطر الإصابة بالسكري أو الربو أو الاكتئاب أو ضعف المناعة.
كيفية مساعدة المصابين بمتلازمة المرأة المعنفة
يجب أولاً أن نذكركم أعزاءنا القراء أنه في حالة معرفتك لشخص يعاني من تلك المتلازمة ورغبتك في مساعدتهم يجب الانتباه للتالي:
- أنه يجب مساعدتهم بدون إصدار أي أحكام، فالعديد من الأشخاص يتساءلون لما قد يبقى البعض في علاقة مسيئة أو لما قد يتقبل التعرض للإساءة، فالظروف والأسباب تختلف من شخص لآخر.
- من الضروري تذكر أنه لا يجب إجبار أي شخص مصاب بهذه المتلازمة على اتخاذ قرار أو عمل شيء فيما يتعلق بما يتعرضون له، فإجبارهم على هذا وهم غير مستعدين قد يجعلهم يعودون مرة أخرى للشخص المسيء.
وتتضمن الخطوات التي يمكنك القيام بها لمساعدتهم ما يلي:
- عمل خطة أمان وقد تتضمن عمل حركة معينة أو اختراع كلمة أمان تعني طلب المساعدة، وعند رؤيتها أو سماعها فهذا يعني أن الضحية بحاجة لمساعدة.
- إيجاد أماكن في المجتمع يمكن أن توفر الدعم والحماية مثل الملاجئ أو دور العبادة أو مكان آخر آمن.
- يمكن التحدث مع اختصاصي نفسي لإمدادك بالطرق المناسبة التي يمكن أن تستخدمها لمساعدة الشخص الذي تعرفه ويتعرض للعنف.
- في حالة خروج الشخص المتضرر من العلاقة المسيئة يمكنك إقناعه بضرورة الخضوع للعلاج النفسي، حيث يمكن أن يساعدهم في التعامل مع المشاكل والمشاعر التي تعرضوا لها واستعادة القدرة على السيطرة على حياتهم مرة أخرى. وطرق العلاج للمصابين بهذه المتلازمة قد تتضمن خليط ما بين الأدوية المضادة للتوتر ومضادات الاكتئاب والعلاج بالتحدث.
وفي النهاية نحب أن نؤكد لجميع من يقرأ أنه على الرغم من صعوبة تصديق وجود حياة خارج العلاقة المليئة بالعنف، وخاصة إذا استمرت لسنوات، إلا أنه توجد طرق للمساعدة والبدء من جديد، يكفي فقط أن تأخذوا قرار الابتعاد والاكتفاء وطلب المساعدة. نتمنى لكم دوام الصحة والعافية والقوة التي تحتاجونها لمواجهة أي أمر عصيب تمرون به.