تعتبر الشفة الأرنبية والشق الحلقي (شق سقف الحلق) Cleft lip and Cleft palate من أكثر تشوهات الولادة شيوعًا، وفي المقال التالي سنتحدث عن أبرز المعلومات الضرورية عن هذه الحالة.
ما هي الشفة الأرنبية؟
هما حالتين مترابطتين معا، وهما عبارة عن فتحات أو انشقاقات بالشفاه العلوية أو سقف الحلق أو كليهما، أثناء تطور الجنين داخل رحم الأم، نتيجة عدم التحام الأنسجة والعظام داخل الفم.
أسباب الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق
لم يحدد العلماء أسباب محددة لظهور هذه التشوهات، ولكن سنوضح لكم فيما يلي بعض العوامل التي تزيد من احتمالية ظهور هذه التشوهات للأطفال بعد الولادة:
- عوامل وراثية.
- التدخين وشرب الكحول وتعاطي المخدرات أثناء الحمل.
- نقص بعض الفيتامينات اللازم تناولها قبل الولادة، مثل حمض الفوليك.
- مرض السكري.
- مرض السمنة.
- تناول بعض الأدوية مثل الأدوية المضادة للتشنجات، وأقراص الستيرويد ودواء ميثوتريكسات، المستخدم لعلاج السرطان والصدفية والتهاب المفاصل.
- اضطرابات الولادة مثل متلازمة دي جورج، أو متلازمة بيير روبن.
أعراض الشفة الأرنبية والشق الحلقي
تظهر هذه الحالة بوضوح فور ولادة الطفل، وتظهر في الأشكال التالية:
- شق بجانب واحد من الشفاه أو بالجانبين.
- شق صغير بالشفاه، أو شق يمتد من الشفاه حتى اللثة العليا وسقف الحلق، وصولًا لأسفل الأنف.
- شق بسقف الحلق لا يؤثر على مظهر الوجه.
- الشق الحلقي قد يظهر في صورة فتحة خلف الفم، أو انشقاق بسقف الحلق يمتد إلى مقدمة الفم.
متى تظهر الشفة الأرنبية في السونار؟
عادة ما تظهر الشفة المشقوقة باستخدام الموجات فوق الصوتية، بين الأسبوع الثامن عشر والثاني والعشرين من الحمل، وقد يتم اكتشافها مبكرًا في الأسبوع الثاني عشر، أما الشق الحلقي يصعب ظهوره باستخدام الموجات فوق الصوتية.
مضاعفات الشفة الأرنبية والشق الحلقي
ينتج عن عدم علاج هذه التشوهات عند الولادة، العديد من المشكلات الصحية مثل:
- صعوبة إطعام الرضيع من خلال الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، لعدم قدرة الطفل على المص مثل الرضع الطبيعيين.
- زيادة خطر التعرض لعدوى الأذن، وتراكم السوائل بداخلها والتأثير على سمع الرضيع.
- مشكلات تتعلق بنمو الأسنان بصورة طبيعية، وزيادة احتمالية التعرض لتسوس الأسنان.
- مشكلات بالقدرة على الكلام في حالة عدم العلاج، مثل الصوت غير الواضح أو الصوت الأنفي ( الخنف).
علاج الشفة الأرنبية والشق الحلقي
قد يتطلب العلاج أكثر من عملية جراحية، والاستعانة بالأطباء من عدة تخصصات، لمتابعة حالة الطفل، مثل طبيب الأسنان وأخصائي التخاطب وطبيب أنف وأذن وحنجرة للاطمئنان على السمع باستمرار، وفيما يلي سنوضح المزيد عن علاج كلتا الحالتين:
1. علاج الشفة الأرنبية
عادة ما يتم إجراء عملية جراحية لعلاج الشفة المشقوقة والطفل في عمر بين 3 إلى 6 شهور، لغلق الشق الموجود في الشفاه، وقد يحتاج الطفل لعملية أخرى بعمر 6 أشهر حسب الحاجة.
2. علاج الشق الحلقي
عادة ما يخضع الأطفال لهذه العملية بين عمر 6 إلى 18 شهر، وخلال هذه الجراحة يتم الربط بين العضلات والأنسجة بجانبي الحنك لسد الشق الحلقي، وقد يحتاج الطفل للخضوع لعملية جراحية أخرى حسب الحاجة.
وبعد إجراء هذه العمليات الجراحية، لابد من الالتزام بتعليمات الطبيب فيما يتعلق بكيفية إطعام الرضع بصورة صحيحة، والأنواع المسموحة من الأطعمة بالنسبة للأطفال الأكبر عمرًا مثل البطاطس المهروسة والزبادي، والحرص على تجنب استخدام اللهاية أو الشفاطة، أو وضع الألعاب بالفم، والمتابعة المستمرة مع طبيب تقويم الأسنان أو أخصائي التخاطب أو طبيب الأنف والأذن والحنجرة حسب حاجة الطفل لذلك.