الجلطات الدموية عبارة عن تجمع يتحول فيه الدم من الحالة السائلة إلى شكل يشبه الجل أو يتحول لحالة شبه صلبة، ويعتبر تجلط الدم عملية ضرورية لحمايتك من فقدان المزيد من الدم في بعض المواقف مثل الأوقات التي تصاب فيها أو تتعرض للجرح.
عندما تتكون واحدة من الجلطات الدموية داخل أوردتك، لن تذوب هذه الجلطة من تلقاء نفسها، ويمكن أن يكون الأمر خطير جداً، وليس هذا فقط بل قد يصبح خطراً يهدد حياة الشخص المصاب.
الجلطات الغير متحركة في العادة لن تؤذيك، ولكن هناك احتمالية بأن تتحرك من مكانها وتصبح خطيرة، فلو تحركت إحدى الجلطات خلال تيار الدم من الوريد إلى القلب أو الرئة، فيمكن أن تقف في مكانها وتمنع سريان الدم، وحينها يصبح الأمر حالة طبية عاجلة.
يجب عليك الاتصال بالطبيب فوراً في حالة شككت في إصابتك بواحدة من الجلطات الدموية، فسيكون الطبيب قادر على التعرف على أعراضك وفحص تاريخك الطبي، ومن ثم سيخبرك بالخطوات التي يجب عليك اتباعها.
أنواع الجلطات الدموية
يتكون الجهاز الدوري من مجموعة من الأوعية الدموية والتي تسمى الشرايين والأوردة، والتي تقوم بنقل الدم خلال الجسم، يمكن أن تتكون الجلطات الدموية في كلاً من الشرايين والأوردة.
الجلطات الدموية الشريانية
عندما تتكون الجلطة الدموية داخل الشريان، تسمى بالجلطة الدموية الشريانية، ويتسبب هذا النوع في ظهور الأعراض مباشرة، كما يتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.
أعراض الجلطات الدموية الشريانية
من الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بالجلطة الدموية الشريانية:
- الألم الحاد، أو حدوث الشلل في بعض أجزاء الجسم، أو كلاهما.
- يمكن أن تتسبب الجلطة الدموية الشريانية في حدوث الأزمة القلبية والسكتة الدماغية.
الجلطات الشريانية الوريدية
عندما تتكون الجلطة الدموية داخل الوريد تسمى بـ الجلطة الدموية الوريدية، ويمكن لهذا النوع من الجلطات أن يتكون ببطيء مع مرور الوقت، ولكن تظل هذه الجلطات خطراً يهدد حياة الشخص، ومن أخطر أنواع الجلطات الدموية الوريدية والتي تسمى الخثار الوريدي العميق.
الخثار الوريدي العميق
الخثار الوريدي العميق هو اسم الجلطة التي تتكون في واحد من الأوردة الرئيسية العميقة الموجودة داخل الجسم، ومن الشائع حدوث هذه الجلـطات داخل واحدة من الساقين، ولكن يمكن أن تحدث في الذراعين، والحوض، والرئتين، أو حتى المخ.
ويمكن أن تحدث الجلطات الدموية بالإضافة إلى الانصمام الرئوي، ويمكن أن تتسبب هذه الأنواع في وفاة الأشخاص، ولن تستطيع معرفة إصابتك بالجلطة الدموية أو لا إلا من خلال الإرشاد الطبي، وإن كنت على دراية بالأعراض الشائعة وعوامل الخطر، فستكون قادراً على معرفة متى يحتاج الأمر إلى البحث عن طبيب.
أعراض الجلطات الدموية
أعراض الجلطة قد لا تظهر رغم الإصابة بها، وعند ظهور الأعراض قد تبدو مشابهة لأعراض الأمراض الأخرى، وإليك الأعراض والعلامات المبكرة للجلطات الدموية، والتي يمكن أن تحدث في الذراع، والساق، والقلب، والبطن، والمخ، والرئتين.
الجلطات الدموية في الساق والذراع
يعتبر الجزء السفلي من الساقين هو المكان الأكثر شيوعاً لحدوث الجلـطات الدموية، ويمكن أن تتنوع أعراض وعلامات الجلطات الدموية في الساق والذراع ومنها:
- التورم.
- الألم.
- الشعور بالألم عند الضغط على المنطقة المصابة.
- الإحساس بسخونة في المكان المصاب.
- ظهور لون أحمر على الجلد.
وستعتمد أعراض الجلطة الدموية على حجم الجلطة، ولهذا السبب قد لا تظهر أية أعراض، أو قد يحدث تورم خفيف دون حدوث الكثير من الألم، ولو كانت الجلطة الدموية كبيرة، فيمكن أن تتورم الرجل بالكامل، وبالتالي الشعور بالألم الشديد.
من الشائع حدوث الجلـطات في كلاً من الساقين والذراعين في نفس الوقت، وتزيد فرص إصابتك بالجلطة الدموية، إذا كانت أعراضك مقتصرة على رجل واحدة أو ذراع واحد فقط.
الجلطات الدموية في القلب
تتسبب الجلـطات الدموية في القلب في حدوث الأزمة القلبية، ويعتبر حدوث الجلطة الدموية في القلب مكان أقل شيوعاً، ولكن من الممكن حدوثها، ومن الأعراض التي قد تحدث عند الإصابة بالجلطة الدموية في منطقة القلب:
- ألم الصدر أو الشعور بالثقل.
- الدوخة.
- ضيق النفس وبعض الأعراض الأخرى.
الجلطات الدموية في البطن
من الأعراض التي قد تحدث عند الإصابة بالجلطة الدموية في منطقة البطن:
- ألم البطن الشديد.
- التورم.
ويمكن أن تكون الأعراض إشارة لحدوث الجلطة في أي مكان في البطن، ولكنها قد تكون إشارة لوجود فيروس في المعدة أو إشارة لـ التسمم الغذائي.
الجلطات الدموية في المخ
يُعرف تكون الجلـطات الدموية في المخ بـ السكتة الدماغية، ويمكن أن تتسبب الجلطة الدموية في المخ في حدوث:
- الصداع الشديد المؤلم.
- صعوبة الكلام.
- صعوبة الرؤية.
الجلطة الدموية في الرئتين
وتسمى الجلطة الدموية التي تنتقل إلى الرئتين بالانصمام الرئوي، ومن الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بالانصمام الرئوي:
- ضيق النفس.
- ألم الصدر.
- خفقان القلب.
- مشكلات التنفس.
- سعال الدم.
عوامل خطر الجلطات الدموية
تزيد بعض العوامل المحددة من خطر الإصابة بالجلطة الدموية، فالبقاء داخل المشفى نتيجة القيام بجراحة، يزيد من خطر الإصابة بالجلطة الدموية، ومن العوامل الشائعة لحدوث الجلطة الدموية:
- السن، خاصة الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الـ 65.
- رحلات السفر الطويلة، والتي تستدعي جلوسك لأكثر من أربع ساعات متتالية.
- الراحة في السرير لفترات طويلة.
- البدانة.
- الحمل.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالجلطات الدموية.
- التدخين.
- السرطان.
- بعض حبوب منع الحمل.
ضرورة استشارة الطبيب
تشخيص الجلـطات الدموية اعتماداً على الأعراض فقط يعتبر أمراً صعباً، فقد لا يعاني بعض الأشخاص المصابين بالخثار الوريدي العميق من أية أعراض، لذا من الأفضل اللجوء للطبيب في حالة شككت في إصابتك بواحدة من الجلـطات الدموية.
في حالة ظهور الأعراض المفاجئة يجب الاتصال بالطواريء خاصة لو شعرت بـ:
- ضيق النفس المفاجيء.
- شعور بالضغط في منطقة الصدر.
- صعوبة التنفس، أو الكلام، أو الرؤية.
وسيكون الطبيب قادراً على إبلاغك إن كان هناك سبب يدعو لشعورك القلق، وقد يطلب منك القيام بالمزيد من الفحوصات لتحديد السبب.
في عديد من الحالات ستكون الخطوة الأولى هي القيام بـ فحص بالموجات الفوق صوتية، حيث يستطيع هذا الفحص عرض صورة للشرايين والأوردة، والتي قد تساعد الطبيب في القيام بتشخيص الحالة.