التهاب القولون الغشائي الكاذب المعروف أيضاً بإسم التهاب القولون المرتبط بالمضادات الحيوية، أو التهاب القولون بالكلوستريديوم ديفيسيل (المطثية العسيرة)، هو التهاب القولون المرتبط بفرط نمو بكتيريا المطثية العسيرة. وترتبط هذه الزيادة في النمو في أغلب الأحيان باستخدام المضادات الحيوية الحديثة.
أعراض التهاب القولون الغشائي الكاذب
تتضمن علامات وأعراض التهاب القولون الغشائي الكاذب ما يلي:
- الإسهال الذي يمكن أن يكون مائياً، أو حتى دموياً.
- تقلصات البطن، الألم، أو التصلب.
- الحمى.
- الصديد (القيح)، أو المخاط في البراز.
- الغثيان.
- الجفاف.
ويمكن أن تبدأ أعراض التهاب القولون الغشائي الكاذب بعد فترة تتراوح من يوم إلى يومين فقط من بدء تناول المضاد الحيوي، أو بعد عدة أسابيع من الانتهاء من تناول المضاد الحيوي.
ضرورة استشارة الطبيب
اتصل بطبيبك إذا كنت تتناول المضادات الحيوية حالياً، أو قد تناولتها مؤخراً، وعانيت من الإسهال حتى إذا كان الإسهال بسيط نسبياً. ويجب أن ترى طبيبك أيضاً بمجرد أن تعاني من الإسهال الشديد مع الحمى، تقلصات البطن المؤلمة، أو وجود الدم، أو الصديد في البراز.
أسباب التهاب القولون الغشائي الكاذب
عادة ما يحتفظ جسمك بالعديد من البكتيريا في القولون في توازن صحي طبيعي، ومع ذلك يمكن أن تعطل المضادات الحيوية والأدوية الأخرى هذا التوازن. ويحدث التهاب القولون الغشائي الكاذب عندما تتفوق بكتيريا معينة، وعادة الكلوستريديوم ديفيسيل، في النمو سريعاً عن البكتيريا الأخرى التي تضعهم عادة تحت السيطرة. وقد ترتفع بعض السموم التى تنتجها بكتيريا الكلوستريديوم ديفيسيل، والتي تكون موجودة عادة بكميات صغيرة فقط، إلى مستويات عالية بما يكفي لكي تُسبب تلف القولون.
وفي حين أنه يمكن أن يُسبب أي مضاد حيوي التهاب القولون الغشائي الكاذب، إلا أن بعض المضادات الحيوية تُعتبر أكثر احتمالاً للتسبب في هذا المرض أكثر من غيرها، وتتضمن ما يلي:
- الفلوروكوينولونات، مثل سيبروفلوكساسين، وليفوفلوكساسين.
- البنسلينات، مثل أموكسيسيلين، وأمبيسيلين.
- كليندامايسين.
- السيفالوسبورينات، مثل سيفيكزيم.
الأسباب الأخرى
يمكن أن تؤدي الأدوية الأخرى بجانب المضادات الحيوية إلى الإصابة بالتهاب القولون الغشائي الكاذب في بعض الأحيان. وقد يعطل العلاج الكيميائي المستخدم في علاج السرطان التوازن الطبيعي للبكتيريا في القولون.
وقد تؤدي بعض الأمراض التي تُصيب القولون، مثل التهاب القولون التقرحي، أو مرض كرون إلى جعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالتهاب القولون الغشائي الكاذب.
تقاوم جراثيم الكلوستريديوم ديفيسيل العديد من المطهرات الشائعة، ويمكن أن تنتقل من أيدي أخصائيين الرعاية الصحية إلى المرضى. وقد ظهرت بكتيريا الكلوستريديوم ديفيسيل بشكل متزايد لدى الأشخاص الذين ليس لديهم عوامل خطر معروفة، بما في ذلك الأشخاص الذين لم يتصلوا مؤخراً بالرعاية الصحية، أو يستخدموا المضادات الحيوية، ويُعرف ذلك بإسم عدوى بكتيريا الكلوستريديوم ديفيسيل المكتسبة من المجتمع.
عوامل خطر التهاب القولون الغشائي الكاذب
تتضمن العوامل التي قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب القولون الغشائي الكاذب ما يلي:
- تناول المضادات الحيوية.
- البقاء في المستشفى، أو دار المسنين.
- زيادة العمر، خاصة أكثر من سن 65 سنة.
- الإصابة بضعف الجهاز المناعي.
- الإصابة بمرض القولون، مثل داء الأمعاء الالتهابي، أو سرطان القولون والمستقيم.
- الخضوع لإجراء جراحة الأمعاء.
- تلقي العلاج الكيميائي للسرطان.
مضاعفات التهاب القولون الغشائي الكاذب
عادة ما ينجح علاج التهاب القولون الغشائي الكاذب، ومع ذلك يمكن أن يكون التهاب القولون الغشائي الكاذب مهدداً للحياة حتى بعد التشخيص، والعلاج الفوري. وتتضمن المضاعفات المحتملة ما يلي:
- انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم بشكل غير طبيعي (نقص بوتاسيوم الدم)، بسبب فقدان البوتاسيوم أثناء الإسهال المفرط.
- الجفاف المؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بشكل غير طبيعي، ويرتبط بفقدان السوائل، والإلكتروليتات بشكل كبير نتيجة للإسهال.
- الفشل الكلوي بسبب الجفاف الشديد الناتج عن الإسهال.
- ثقب في الأمعاء (القولون المثقوب)، والذي يمكن أن يؤدي إلى التهاب تجويف البطن.
- تضخم القولون السُمي، وهو تضخم نادر، ولكنه خطير للقولون مما يجعله غير قادر على طرد الغازات، والبراز، مما قد يؤدي إلى تمزق القولون.
وبالإضافة إلى ذلك قد يعود التهاب القولون الغشائي الكاذب مرة أخرى في بعض الأحيان بعد أيام، أو حتى أسابيع من العلاج الناجح ظاهرياً.
تشخيص التهاب القولون الغشائي الكاذب
تتضمن الفحوصات والإجراءات المستخدمة في تشخيص التهاب القولون الغشائي الكاذب، والبحث عن المضاعفات ما يلي:
- عينة البراز، فهناك عدد من اختبارات عينة البراز المختلفة التي يمكن استخدامها للكشف عن عدوى الكلوستريديوم ديفيسيل في القولون.
- تحليل الدم، فقد يكشف عن زيادة عدد خلايا الدم البيضاء بشكل غير طبيعي (كثرة الكريات البيض) الذي قد يشير إلى التهاب القولون الغشائي الكاذب.
- تنظير القولون، أو التنظير السيني، وقد يستخدم طبيبك في كلاً من هذين الاختبارين أنبوب مزود بكاميرا مصغرة على طرفه، لفحص داخل القولون للتحقق من علامات التهاب القولون الغشائي الكاذب، وهي اللويحات الصفراء المرتفعة (القروح) بالإضافة إلى التورم.
- اختبارات التصوير، فإذا كنت تعاني من الأعراض الشديدة، قد يقوم طبيبك بإجراء الأشعة السينية للبطن، أو الأشعة المقطعية للبطن؛ للتحقق من المضاعفات، مثل تضخم القولون السُمي، أو تمزق القولون.
علاج التهاب القولون الغشائي الكاذب
استراتيجيات العلاج
إيقاف المضادات الحيوية أو الأدوية الأخرى
قد يكون إيقاف المضادات الحيوية، أو الأدوية الأخرى التي يُعتقد أنها السبب في العلامات، والأعراض إن أمكن، كافياً في بعض الأحيان لشفاء حالتك، أو تخفيف الأعراض على الأقل، مثل الإسهال.
البدء في المضاد الحيوي المناسب
إذا كنت لا تزال تعاني من العلامات والأعراض، قد يستخدم طبيبك مضاد حيوي مختلف لعلاج الكلوستريديوم ديفيسيل، مما يسمح للبكتيريا الطبيعية بالنمو مرة أخرى، مما يؤدي إلى استعادة التوازن السليم للبكتيريا في القولون. وقد يتم إعطائك المضادات الحيوية عن طريق الفم، من خلال الوريد، أو من خلال أنبوب يتم إدخاله عبر الأنف إلى المعدة (أنبوب أنفي مَعدي). وقد يستخدم الأطباء في أغلب الأحيان اعتماداً على حالتك مترونيدازول، فانكوميسين، فيداكسوميسين، أو مجموعة منهم.
الزرع الميكروبي البرازي
إذا كانت حالتك بالغة الخطورة، فقد تخضع لزرع البراز من متبرع سليم لاستعادة توازن البكتيريا في القولون. وقد يتم تسليم براز المتبرع من خلال أنبوب أنفي مَعدي يتم إدخاله إلى القولون، أو وضعه في كبسولة تبتلعها. وغالباً ما يستخدم الأطباء مجموعة من علاجات المضاد الحيوي يتبعها الزرع الميكروبي البرازي.
وبمجرد أن تبدأ العلاج لالتهاب القولون الغشائي الكاذب، قد تبدأ العلامات والأعراض في التحسن في خلال بضعة أيام. ويستكشف الباحثون علاجات جديدة لالتهاب القولون الغشائي الكاذب، بما في ذلك المضادات الحيوية البديلة، واللقاح.
علاج التهاب القولون الغشائي الكاذب المتكرر
يؤدي الظهور الطبيعي لسلالات جديدة أكثر عدوانية من الكلوستريديوم ديفيسيل، والتي تكون أكثر مقاومة للمضادات الحيوية، إلى جعل علاج التهاب القولون الغشائي الكاذب أكثر صعوبة، وتكراره أكثر شيوعاً. وتزيد فرصتك في الإصابة بتكرار إضافي مع كل مرة يتكرر فيها المرض. وقد تتضمن خيارات العلاج ما يلي:
تكرار المضادات الحيوية
قد تحتاج إلى تكرار دورة ثانية، أو ثالثة من المضادات الحيوية لعلاج حالتك.
العملية الجراحية
قد تكون العملية الجراحية خياراً لدى الأشخاص الذين يعانون من فشل تدريجي للعضو، وتمزق القولون، والتهاب بطانة جدار البطن (التهاب الغشاء البريتوني). وتتضمن العملية الجراحية عادة إزالة كل، أو جزء من القولون (استئصال القولون الكلي، أو الجزئي). وتُعتبر العملية الجراحية الأحدث التي تنطوي على خلق حلقة القولون، وتنظيفه باستخدام المنظار (تحويل حلقة الفغر اللفائفي، والغسل القولوني)، هو أقل توسعاً، وكان له نتائج إيجابية.
الزرع الميكروبي البرازي
يتم استخدام الزرع الميكروبي البرازي لعلاج التهاب القولون الغشائي الكاذب المتكرر. وسوف تتلقى براز صحي، ونظيف في كبسولة، أنفي مَعدي، أو إدخاله في القولون.
أسلوب الحياة وبعض العلاجات المنزلية
تقترح بعض الأبحاث أن المكملات الغذائية المركزة من البكتيريا الجيدة، والخمائر (البروبيوتيك)، يمكن أن تساعد على منع عدوى الكلوستريديوم ديفيسيل، ولكن ما زال هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لاستخدامهم في علاج التكرارات، وهي تعتبر آمنة للاستخدام، ومتوفرة في هيئة كبسولات، أو سائل بدون وصفة طبية.
ويمكنك تجربة النصائح التالية للتعامل مع الإسهال، والجفاف الذي يمكن أن يحدث مع التهاب القولون الغشائي الكاذب:
- شرب المزيد من السوائل، حيث يُعتبر الماء هو الأفضل، ولكن قد تفيد أيضاً السوائل المضاف إليها الصوديوم، والبوتاسيوم (الإلكتروليتات). وتجنب المشروبات الغنية بالسكر، أو المحتوية على الكحول، أو الكافيين، مثل القهوة، والشاي، والتي يمكن أن تُسبب تفاقم أعراضك.
- اختيار الأطعمة اللينة سهلة الهضم، وتتضمن عصير التفاح، والموز، والأرز. وتجنب الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفول، والمكسرات، والخضروات. وإذا كنت تشعر بتحسن أعراضك، يمكنك إعادة إضافة الأطعمة الغنية بالألياف ببطء إلى نظامك الغذائي.
- تناول عدة وجبات صغيرة بدلاً من بضعة وجبات كبيرة، قُم بتوزيع الوجبات الأصغر طوال اليوم.
- تجنب الأطعمة المهيجة، فيجب تجنب الأطعمة الحارة، الدهنية، أو المقلية، وأي أطعمة أخرى تُسبب تفاقم أعراضك.
الاستعداد لموعد الطبيب
يمكن أن يعالج طبيبك العام التهاب القولون الغشائي الكاذب. وقد تتم إحالتك إلى أخصائي في أمراض الجهاز الهضمي اعتماداً على علاماتك وأعراضك. وإذا كانت علاماتك، وأعراضك شديدة، فقد يُطلب منك البحث عن العلاج الطبي الطارئ. وسوف تساعدك هذه المعلومات للاستعداد لموعدك، ومعرفة ما يمكن أن تتوقعه من طبيبك.
ماذا يجب أن تفعل؟
يجب عليك عند تحديد الموعد أن تسأل إذا ما كان هناك شيئاً تحتاج إلى القيام به مسبقاً، مثل الصيام قبل إجراء فحص معين. وقُم بكتابة قائمة بما يلي:
- أعراضك، بما في ذلك تلك التي ليس لها علاقة بالسبب الذي حددت الموعد لأجله.
- المعلومات الشخصية الرئيسية، بما في ذلك الضغوط الكبيرة، وتغيرات الحياة الجديدة، والتاريخ الطبي العائلي.
- جميع الأدوية، الفيتامينات، أو المكملات الغذائية التي تتناولها، بما في ذلك الجرعات.
- الأسئلة التي قد تريد سؤال طبيبك عنها.
واصطحب معك أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك إن أمكن، لمساعدتك في تذكر المعلومات المتعلقة بمرض التهاب القولون الغشائي الكاذب والمقدمة لك أثناء الموعد.
أسئلة تسألها للطبيب
وتتضمن بعض الأسئلة الرئيسية التي قد تريد سؤال طبيبك عنها ما يلي:
- ما هو السبب الأكثر احتمالاً لأعراضي؟ هل هناك أسباب محتملة أخرى؟
- ما هي الفحوصات التي أحتاج إلى إجرائها؟
- هل تبدو حالتي مؤقتة، أم مزمنة؟
- ما هي أفضل طريقة للعلاج؟
- ما هي البدائل لطريقة العلاج الأولية التي تقترحها؟
- لدي هذه الحالات الصحية الأخرى، كيف يمكنني أن أتعامل معهم جميعاً؟
- هل هناك قيود أحتاج إلى اتباعها؟
- هل يجب أن أرى أخصائي؟
- هل توجد كتيبات، أو مواد أخرى مطبوعة يمكنني أخذها معي؟ ما هي المواقع الإلكترونية التي تنصحني بزيارتها؟
ولا تتردد في السؤال عن أي أسئلة أخرى أثناء الموعد.
ماذا تتوقع من طبيبك؟
من المحتمل أن يسألك طبيبك عدداً من الأسئلة التالية:
- متى بدأت تعاني من العلامات والأعراض لأول مرة؟
- هل تعاني من الإسهال؟
- هل يوجد دم، أو صديد في البراز؟
- هل تعاني من الحمى؟
- هل تعاني من ألم البطن؟
- هل تبقى أعراضك كما هي، أم تزداد سوءاً؟
- أثناء الأسابيع العديدة الماضية، هل تناولت المضادات الحيوية، خضعت لإجراء جراحي، أو دخلت إلى المستشفى؟
- هل يوجد أي شخص في المنزل مصاباً بالإسهال، أو دخل إلى المستشفى في الأسابيع العديدة الماضية؟
- هل سبق أن تم تشخيص إصابتك بالإسهال المرتبط بالكلوستريديوم ديفيسيل، أو المضادات الحيوية؟
- هل تعاني من التهاب القولون التقرحي، أو مرض كرون؟
- هل تم علاجك من أي حالات طبية أخرى؟
- هل سافرت مؤخراً إلى مناطق بها موارد مياه غير آمنة؟
- هل هناك أي شئ، إن وُجد، يمكنه أن يُحسن أعراضك أو يزيدها سوءاً؟
ما يمكنك فعله في هذه الأثناء
يجب عليك بينما تنتظر موعدك مع طبيبك أن تشرب المزيد من السوائل، وتناول الأطعمة اللطيفة لمساعدتك في التعامل مع الإسهال.