التهاب القولون هو التهاب في الطبقة المبطنة للقولون، ويكون مصحوباً بإسهال، ألم و خروج دم في البراز. وقد يُصيب أي جزء من القولون. وهو عضو أنبوبي مجوف، تصل إليه نواتج الهضم من الأمعاء الدقيقة، ويقوم بتخليص الجسم منها نهائياً عن طريق فتحة الشرج.
ويقوم بامتصاص السوائل والأملاح المعدنية المهمة من الطعام المهضوم، ليحول البراز إلى مادة صلبة عن طريق الطبقة المخاطية في جدار القولون، وتقوم الطبقة العضلية بتحريك الطعام على طول القولون ليخرج من الجسم عن طريق الشرج.
ويتكون من أربعة أجزاء، الأعور وهو بداية القولون ويصل بالأمعاء الدقيقة، القولون الصاعد والمتسعرض، ثم النازل والذى ينتهى بالمستقيم ثم الشرج.
والتهاب الأمعاء أو التهاب القولون أكثر شيوعاً في الأطفال بين سن 5 سنوات و 16 سنة، وفي البالغين تكون الذروة بين سن 15 و25، وذروة أقل منها بين سن 50 – 80 سنة.
أعراض التهاب القولون
- ألم في البطن، يُشبه التشنجات وغالباً ما يكون في الجزء السفلي من البطن، وقد يكون مصاحب لحركة الأمعاء ثم يختفي بعدها ليظهر مع حركة الأمعاء التالية.
- إسهال.
- خروج دم في البراز في بعض الحالات، نتيجة لالتهابات جدار القولون التي قد تؤدي إلى جرح الجدار.
- الحمى، في حالة العدوى .
- الجفاف الذي يحدث نتيجة لفقدان الماء بالإسهال ومن أعراضه الدوار، الضعف، جفاف الفم، وانخفاض كمية البول.
- ارهاق وضعف عام قد يحدث في بعض الحالات.
أسباب التهاب القولون
العدوى
قد تحدث بعد تناول المضادات الحيوية لعلاج عدوى أخرى في الجسم، حيث يُثبط المضاد الحيوي من نشاط البكتيريا الطبيعية الموجودة في القولون ويسمح للبكتيريا الأخرى بالنمو والتكاثر، وأكثر أنواع البكتيريا نمواً هي، الكلوستريديام ديفيسيل. وتوجد بعض البكتيريا الأخرى مثل، بكتيريا العطيفة، بكتيريا إي كولاي، والسالمونيلا.
تضييق الشرايين
يحدث تضيق للشرايين التي تحمل الدم للقولون، مع تقدم العمر. وهناك بعض الحالات المرضية التى تحفز ضيق الشرايين مثل، البول السكري، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع نسبة الكوليسترول، والتدخين.
وتوجد بعض الأسباب الأخرى التي يمكن أن تتسبب في حدوث التهاب القولون، ومنها:
- حالات انخفاض ضغط الدم، أو فقر الدم مع ضيق الشرايين.
- التواء الأوعية الدموية التى توصل الدم للقولون، نتيجة التفاف جزء منه حول نفسه (الانفتال)، أو وجود فتق في جزء من أجزائه.
- داء الأمعاء الالتهابي.
- التهاب القـولون التقرحي، الذي قد يكون سبباً في زيادة نشاط جهاز المناعة في الجسم.
- مرض كرون، وقد يحدث في أي جزء من الجهاز الهضمي، لكن أكثر الأمكان إصابة هي الأمعاء الدقيقة والقولون.
- غزو جدار القولن بـ الكولاجين أو خلايا كرات الدم البيضاء الليمفاوية، وهذا المرض مناعي وغير شائع، لكنه يحدث أكثر في النساء في الأعمار المتقدمة.
عوامل خطر التهاب القولون
تتضمن العوامل التي يمكن أن تُزيد من خطر الإصابة بالتهاب القولـون ما يلي:
- التدخين.
- التاريخ المرضي العائلي، فمرض التهاب الأمعاء له عوامل وراثية.
- استخدام بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية.
- العدوى البكتيرية، الفيروسية، أو الطفيلية في الجهاز الهضمي.
- حديثي الولادة الذين ولدوا بـ وزن جسم قليل، وقبل موعد الولادة.
مضاعفات التهاب القولون
- سرطان القولون.
- جفاف شديد يهدد حياة المريض.
- اختراق الالتهابات لجدار القولون (ثقب القولون).
- نزيف شديد وفقر دم.
- تورم سريع للقولون (تضخم القـولون السمي).
تشخيص التهاب القولون
يقوم الطبيب بتشخيص التهاب القولـون عن طريق القيام بالتالي:
- مراجعة التاريخ المرضي الذي يتضمن التاريخ الصحي وبداية ظهور الأعراض وتطورها.
- إجراء فحص جسدي كامل، يتضمن العلامات الحيوية (الحرارة، الضغط، والنبض)، فحص البطن لاكتشاف أي أورام أو تكتلات، فحص شرجي، و فحص للقلب والجهاز الدوري (خاصة شرايين البطن والفخذ).
- بعض التحاليل المعملية للدم.
- صورة الدم الكاملة، لتشخيص فقر الدم، ارتفاع عدد كرات الدم البيضاء لتشخيص حالات العدوى أو الالتهاب.
- تحليل كيمياء الدم، لتشخيص الجفاف عن طريق، نسبة الأملاح المعدنية في الجسم كالصوديوم والبوتاسيوم وفحص وظائف الكلى.
- معرفة نسبة البولينا والنيتروجين في الدم وكذلك نسبة الكرياتينين، فبعض العدوى البكتيرية قد تؤدي لحدوث الفشل الكلوي.
- عمل مزرعة البراز، لتشخيص العدوى البكتيرية أو الطفيلية.
- منظار القولون، لاستبعاد حالات سرطان القـولون أو الـزوائد الحميدة التى تنشأ في الطبقة المخاطية للجدار القولوني.
- الأشعة السينية.
- أخذ عينة من النسيج (خزعة)، حيث يتم سحب عينة نسيجية عن طريق المنظار لفحصها مجهرياً.
- الأشعة المقطعية.
- حقنة شرجية بمادة الباريوم.
علاج التهاب القولون
العلاج المبدئي
عادة ما يكون إنعاش للجسم عن طريق تعويض الماء المفقود بسبب الإسهال، إما عن طريق الفم أو المحاليل الوريدية.
علاج العدوى
يتم استخدام المضادات الحيوية حسب البكتيريا المسؤولة عن المرض، العدوى الفيروسية وبعض العدوى البكتيرية، كالسالمونيلا، تُشفى دون علاج بالأدوية، لكن تُستخدم علاجات للأعراض فقط.
علاج مرض التهاب الأمعاء
يتم علاج التهاب الأمعاء بواسطة عقاقير مضادة للالتهابات، وبعض العقاقير المثبطة للجهاز المناعي، وكذلك قد يحتاج المريض لتدخل جراحي كاستئصال الأمعاء الدقيقة والقـولون كلياً أو جزئياً.
علاج عدم وصول الدم للقولون
قد تحتاج لتدخل جراحي لاستئصال الجزء الذي لا يصله الدم، وعلاج السبب إذا أمكن (الفتق أو التفاف الأمعاء).
علاج الإسهال والألم
يمكن علاج الإسهال والألم عن طريق الراحة، تناول سوائل فقط لمدة 24 ساعة، تناول عقاقير مسكنة للألم كالاسيتامينوفين، علاج الاسهال باللوبيرامايد.
الجراحة
يمكن استئصال القولون جراحياً تماماً أو جزئياً.
الوقاية من التهاب القولون
يمكن الوقاية من هذا النوع من الالتهابات عن طريق عمل بعض التغييرات واتباع بعض النصائح مثل:
- النظافة، فيجب تناول أطعمة ومشروبات نظيفة، وتنظيف الأواني جيداً قبل وبعد تناول الطعام.
- الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، عن طريق الإقلاع عن التدخين، علاج ارتفاع ضغط الدم، تخفيض مستوى الكوليسترول في الدم، وعلاج مرض البول السكري.