ما هو التهاب البروستاتا المزمن؟ هل هو مرض خطير؟ وما أسباب حدوثه لبعض الرجال؟ وكيف يختلف عن التهاب البروستاتا الحاد؟ تعرفوا من مقالنا التالي على هذا المرض وأعراضه وأسبابه وطرق تشخيصه وعلاجه ومعلومات أخرى عديدة تهم كل رجل.
ما هو التهاب البروستاتا المزمن؟
التهاب البروستاتا المزمن (بالإنجليزية Chronic Prostatitis) هو التهاب يُصيب البروستاتا يستمر لمدة 3 أشهر أو أكثر. وعادة ما يكون مؤلم ويؤثر بشكل كبير على الوظائف الجنسية والقدرة على التبول لدى الرجل. وتوجد عدة أسباب قد تؤدي لحدوث هذا النوع من الالتهاب منها الالتهابات البكتيرية المتكررة ووجود ضرر في الأعصاب أو العضلات في منطقة الحوض.
ويوجد نوعان من التهاب البروستاتا المزمن، يحدثا لأسباب مختلفة وهما:
- التهاب البروستاتا البكتيري المزمن Chronic bacterial prostatitis: يحدث نتيجة التهاب أو عدوى بكتيرية ويمكن أن يحدث للرجال في أي عمر، ولكنه يظهر بشكل شائع لدى الشباب والرجال في منتصف العمر.
- متلازمة ألم الحوض المزمن CPPS: كانت تُعرف سابقاً باسم التهاب البروستاتا المزمن غير البكتيري، ولها أعراض مشابهة للنوع البكتيري ولكن أسباب حدوثها غير معروفة، ويُعتبر النوع الأكثر شيوعاً من أنواع التهاب البروستاتا المزمن.
أعراض التهاب البروستاتا المزمن
أبرز أعراض التهاب البروستاتا المزمن هو ألم الحوض أو ألم في الأعضاء التناسلية، وعند بعض الرجال قد يبدو هذا الألم كالنخر أو القرص وعند البعض الآخر قد يكون حاد وشديد، وقد يظهر الألم ويختفي ولكنه متواجد دائماً. وتتضمن الأعراض والعلامات الأخرى لهذا المرض ما يلي:
- الرغبة المتكررة في التبول، بما في ذلك الاستيقاظ أثناء الليل عدة مرات للتبول.
- الشعور بألم أثناء التبول.
- صعوبة في التبول.
- الشعور بالإلحاح أو الاستعجال عند التبول.
- الشعور بالألم في منطقة العجان، المنطقة أو المسافة ما بين كيس الصفن والمستقيم.
- ألم أسفل الظهر.
- ألم في المستقيم أو القضيب أو الخصيتين.
- الشعور بالألم عند القذف.
- صعوبة القذف.
- وجود علامات تدل على الالتهاب مثل الحمى والرعشة والغثيان أو التقيؤ.
وجدير بالذكر أن العلامات أو الأعراض الناتجة عن جميع أنواع التهاب البروستاتا المزمن متشابهة للغاية، وعادة ما تبدأ بسيطة ثم تزداد حدتها بمرور الوقت، لذا يجب استشارة الطبيب في حالة ظهور أي أعراض غير معتادة.
اسباب التهاب البروستاتا المزمن
كما ذكرنا سابقاً يوجد نوعان من هذا الالتهاب، ويحدث كل نوع لعدة أسباب:
التهاب البروستاتا البكتيري المزمن:
يحدث هذا النوع نتيجة دخول بكتيريا في البروستاتا عن طريق الإحليل (يقوم الإحليل بإخراج البول خارج الجسم). ويمكن أن يحدث الالتهاب البكتيري أيضاً نتيجة عدوى ناشئة في المثانة أو نتيجة إدخال قسطرة بولية غير معقمة في المثانة. وبعض الالتهابات البكتيرية يمكن أن تساهم في تكوين حصوات البروستاتا وهذه الحصوات من أسباب التهاب المسالك البولية المتكرر، والذي قد يزيد من صعوبة علاج التهاب البروستاتا البكتيري المزمن.
متلازمة ألم الحوض المزمن (التهاب البروستاتا غير البكتيري):
أسباب حدوث هذا النوع غير معروفة كلياً، ويمكن أن تختلف وفقاً لكل حالة منفصلة. وقد تتضمن الأسباب المحتملة ما يلي:
- انسداد في تدفق البول.
- كائنات دقيقة من الأمراض المنقولة جنسياً مثل الكلاميديا.
- هجوم الجهاز المناعي على البروستاتا.
- تهيج في البروستاتا ناتج عن حمض البوليك.
- وجود تغيرات في وظائف الأعصاب والعضلات.
كيفية تشخيص التهاب البروستاتا المزمن
لتشخيص هذه الحالة يقوم الطبيب أولاً بالتحقق من الأعراض الموجودة، وفي حالة كانت الأعراض تُشير لوجود التهاب في البروستاتا قد يتم إجراء الفحوصات التالية:
- فحص المستقيم الرقمي Digital rectal exam.
- التصوير بالرنين المغناطيسي MRI.
- تحليل البول Urine test.
في حالة وجود بكتيريا يتم تأكيد التشخيص، ولكن في حالة عدم وجودها في البول، يمكن أن يعاني الشخص من النوع الثاني من التهاب البروستاتا المزمن، وحينها قد يطكلب الطبيب فحوصات إضافية مثل:
- فحص السائل الذي يتم إفرازها عن طريق البروستاتا.
- تحليل دم.
- منظار المثانة.
علاج التهاب البروستاتا المزمن
تُشير معظم البيانات المتوفرة إلى عدم وجود علاج موحد يتم استخدامه في حالات التهاب البروستاتا المزمن، حيث يتم تجربة علاجات مختلفة وفقاً لكل حالة، وأحياناً قد يستفيد البعض وأحياناً قد يتطلب الأمر تغيير في العلاج. وتتضمن بعض خيارات العلاج التي يمكن اقتراحها ما يلي:
التهاب البروستاتا المزمن البكتيري:
- استخدام المضادات الحيوية لفترة طويلة، قد تصل إلى 3 أشهر في حالة عدم نجاح المضادات في تخفيف الأعراض خلال 4 أسابيع.
- استئصال المثانة، ويتم اللجوء أحياناً لهذا الخيار في حالة وجود حصوات في البروستاتا.
التهاب البروستاتا المزمن غير البكتيري:
يمكن تجربة المضادات الحيوية في البداية بسبب احتواء بعض الأنواع على خصائص مضادة للالتهاب أو بعض الأنواع قد تساعد في القضاء على بعض أنواع الجراثيم التي يصعب إيجادها، ولكن تُشير الأدلة إلى أن فعاليتها تكون محدودة، لذا يحدد الطبيب هل يتم استخدامها أم لا، وهذه بعض الخيارات العلاجية الأخرى:
- استخدام أدوية حاصرات ألفا لإرخاء الأنسجة العضلية للبروستاتا والمثانة.
- استخدام أدوية تساعد في تقليص حجم المثانة مثل فيناسترايد Finasteride.
- تجربة تقنيات تخفيف التوتر والألم للتعامل والتعايش مع الأعراض والآلام المزعجة الناتجة عن الحالة.
افضل علاج طبيعي لالتهاب البروستاتا المزمن
يمكن أن تساعد الطرق والنصائح الطبيعية التالية في تخفيف حدة الأعراض:
- الجلوس في حمام المقعدة.
- استخدام الكمادات الساخنة.
- الابتعاد عن الكافيين والكحول والأطعمة الحمضية التي قد تتسبب في تهيج المثانة.
- الحرص على شرب الكثير من المياه، لزيادة نسبة التبول وطرد البكتيريا من المثانة.
- تجربة بعض طرق العلاج البديلة لتخفيف الألم والتوتر مثل:
- الارتجاع البيولوجي.
- الوخز بالإبر.
- العلاجات العشبية مثل مستخلص حبوب لقاح عشب الجاودار.
هل يمكن علاج التهاب البروستاتا المزمن نهائيا؟
الرجال الذين يصابون بأي نوع من أنواع التهاب البروستاتا معرضون بنسبة كبيرة للإصابة به مرة أخرى، فقد لا تستطيع المضادات الحيوية الدخول بشكل كافي داخل غدة المثانة، كما أن بعض الكميات من البكتيريا المسببة للمرض قد يصعب إيجادها ولا يتم القضاء عليها بالمضادات الحيوية.
وفي بعض الحالات، وعند التوقف عن تناول المضادات الحيوية قد يعود الالتهاب مرة أخرى، وفي حالة الالتهاب المزمن قد يضطر الشخص المصاب لاستخدام الأدولة لفترات طويلة من الوقت.
التهاب البروستاتا المزمن والزواج
وفقاً لآراء بعض الخبراء، أنه في حالة التحكم في التهاب البروستاتا وفاعلية العلاج يمكن للرجل ممارسة العلاقة الجنسية مع الزوجة، ولكن في بعض الحالات الشديدة، قد يتسبب الالتهاب في حدوث تأثير على قدرة الرجل على الانتصاب، كما أنه أحياناً قد يعاني الرجل من خروج إفراز من القضيب وحمى وألم في المنطقة التناسلية، مما يجعل من الصعب ممارسة العلاقة الجنسية ويتسبب هذا أيضاً في حدوث انتصاب مؤلم يتداخل مع الرغبة الجنسية وقد يتحول إلى ضعف في الانتصاب.
الفرق بين التهاب البروستاتا المزمن والحاد
كما ذكرنا سابقاً التهاب البروستاتا المزمن هو التهاب يتطور تدريجياً ويستمر لعدة شهور أو سنوات، ويتم التشخيص بالإصابة بالنوع المزمن في حالة استمرار الأعراض لمدة 3 أشهر أو أكثر. كما يمكن أن لا يستجيب هذا النوع جيداً للعلاج المقترح.
بينما التهاب البروستاتا الحاد هو حالة طبية مؤقتة تحدث بشكل مفاجئ، يمكن أن تستمر لعدة أيام أو عدة أسابيع وعادة ما تستجيب بشكل جيد للعلاج. والعديد من أعراض التهاب البروستاتا الحاد مشابهة لأعراض التهاب المسالك البولية، وقد تتضمن الأعراض ما يلي:
- الحمى.
- ألم في الحوض.
- دم في البول.
- رعشة.
- ألم أعلى عظمة الحوض.
- ألم في المستقيم أو الخصيتين أو الأعضاء التناسلية.
- الشعور بألم عند التبول.
- زيادة عدد مرات التبول.
- بول له رائحة كريهة.
- ألم أو اضطراب في المعدة.
- تدفق بولي ضعيف.
- قذف مؤلم.
- وجود دم في السائل المنوي.
- مواجهة صعوبة في إفراغ المثانة.