سرطان القولون هو واحد من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً، وتزداد نسبة الإصابة به بعد عمر معين، لذا تعرفوا معنا من خلال المقال التالي على كل المعلومات المتعلقة بسرطان القولون وأعراضه وأسبابه وطرق علاجه ونصائح هامة للوقاية منه:
سرطان القولون وجميع مراحله
هو سرطان يصيب الأمعاء الغليظة (القولون) وهو آخر جزء من الجهاز الهضمي، ومعظم حالات سرطان القولون تبدأ بتجمعات صغيرة من الخلايا الحميدة الغير سرطانية. ومع مرور الوقت بعض هذه التجمعات قد تصبح سرطاناً للقولون.
وهذه التجمعات قد تكون صغيره وتُظهِر أعراضاً قليلة، ولهذا السبب يوصي الأطباء بفحوصات دورية للكشف المبكر لتساعد في الوقاية منها وإزالتها قبل أن تتحول إلي خلايا سرطانية.
وتوجد مراحل لسرطان القولون يتم تقسيمها كالتالي:
- المرحلة 0: تُعتبر هذه المرحلة أول مراحل سرطان القولون، وتعني عدم نمو السرطان خارج الغشاء المخاطي للقولون.
- المرحلة 1: تُشير المرحلة الأولى من سرطان القولون إلى بدء نمو السرطان داخل الطبقات الداخلية للقولون، ولكنه لم يصل للغدد اللمفاوية بعد.
- المرحلة 2: تعني انتشار السرطان للطبقات الخارجية للقولون، ولكنه لم يصل للغدد اللمفاوية بعد.
- المرحلة 3: تعني انتشار السرطان للطبقات العضلية للقولون وبالقرب من الغدد اللمفاوية، ولكن لم يصل بعد للغدد والأعضاء البعيدة.
- المرحلة 4: تعني انتشار السرطان للأعضاء البعيدة مثل الكبد أو الرئتين.
أعراض سرطان القولون
يتضمن سرطان القولون العلامات والأعراض الآتية:
- تغير في عادة أمعائك؛ متضمناً إسهال أو إمساك أو تغير في قوام البراز والذي قد يستمر لأكثر من أربعه أسابيع.
- نزيف من فتحة الشرج أو وجود دم في البراز.
- وجود ألم في البطن مستمر، مثل التقلصات أو الغازات.
- شعور بأن أمعائك ما زالت ممتلئة، ولم تفرغ بالشكل الكامل.
- تعب أو إرهاق.
- فقدان في الوزن غير مبرر.
والعديد من الأشخاص المصابون بسرطان القولون لا يشعرون بأي أعراض في المراحل الأولي من المرض. وبظهور الأعراض فإنها ستختلف من شخص لأخر بناءاً على حجم السرطان وموقعه في الأمعاء الغليظة.
أسباب سرطان القولون
في معظم الحالات لا يكون واضحاً ما هو سبب سرطان القولون، والأطباء يعلمون أن سرطان القولون يحدث عندما يكون هناك خطأ في الحمض النووي للخلايا السليمة للقولون.
فالخلايا السليمة تنمو وتنقسم بطريقة مرتبة ومنتظمة لكي تجعل الوظائف الحيوية للجسم طبيعية، ولكن عندما يتلف الحمض النووي للخلية فإنها تصبح خلية سرطانية، وتستمر الخلايا في الانقسام حتى في عدم وجود احتياج لخلايا جديدة وهذه الخلايا تتراكم مكونه الورم.
وعلى الرغم من عدم معرفة الأسباب في العديد من الحالات، توجد بعض العوامل التي قد تزيد من فرص الإصابة بسرطان القولون، من ضمنها:
- وجود أورام حميدة في جدار الأمعاء مثل الأورام الغدية، حيث تتحول هذه الأورام إلى سرطان من النوع الخبيث في حالة عدم إزالتهم بشكل كلي.
- وجود طفرات جينية موروثة للإصابة بسرطان القولون تنتقل عبر العائلات.
- اتباع أسلوب حياة غير صحي، ووجود سمنة أو التدخين بصفة مستمرة.
- الإصابة ببعض الحالات الصحية الأخرى، التي تم ربطها بخطر الإصابة بسرطان القولون مثل، السكري ووجود التهابات في الأمعاء.
عوامل خطورة الإصابة بسرطان القولون
هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية حدوث سرطان القولون:
- التقدم في العمر، فأغلب الأشخاص المشخصون بسرطان القولون أعمارهم تزيد عن 50 عاماً.
- وجود تاريخ مرضى من سرطان القولون المستقيمى أو السليلات.
- حالات التهابات الأمعاء، فأمراض التهاب القولون المزمنة مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، يزيدون من احتمالية الإصابة.
- المتلازمات الموروثة التي تزيد احتمالية الإصابة مثل، متلازمة لينش وداء السلائل الغدي العائلي.
- إصابة أحد أفراد العائلة بسرطان القولون من قبل.
- تناول الطعام الذي يحتوى على ألياف قليلة ودهون عالية، والتي تحتوى أيضاً على سعرات حرارية عالية.
- قلة الحركة، فإذا كنت دائما غير نشط يزيد من فرص الإصابة، وممارسة الأنشطة الرياضية باستمرار فالنشاط البدني يقلل من احتمالية إصابتك.
- مرض البول السكري، فالأشخاص المصابون بالسكري وعدم الاستجابة للأنسولين، لديهم نسبة عالية من احتمالية إصابتهم بسرطان القولون.
- السمنة المفرطة، فالأشخاص ذو السمنة المفرطة لديهم احتمالية عالية بالإصابة، والموت بسببه مقارنة بالأشخاص ذو الأوزان الطبيعية.
- التدخين.
- شرب الكحوليات بنسبة كبيرة.
- العلاج الإشعاعي للسرطان الموجه مباشرة لمنطقة البطن، يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون أو سرطان المستقيم.
تشخيص سرطان القولون
إذا كان لديك أعراض وعلامات تشير بإصابتك بسرطان القولون فقد يوصي طبيبك الخاص بفحص أو بعده فحوصات منها:
- المنظار القولوني
- اختبارات الدم
وبمجرد أن يتم تشخيصك، سيطلب منك الطبيب عمل فحوصات لمعرفة مدى انتشار السرطان أو مرحلته، لكي يحدد ما هو العلاج المناسب لمرحلتك. وتتضمن فحوصات معرفة انتشار السرطان الأشعة المقطعية على منطقة البطن والحوض والصدر. وفي كثير من الحالات لا يمكن تحديد انتشار المرض إلا بعد عملية جراحية للسرطان.
علاج سرطان القولون
تعتمد طريقة العلاج بشكل كبير على مرحلة انتشار السرطان، والاختيارات المتاحة الأساسية هي الجراحة أو العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي:
1- العلاج الجراحي
إذا كان السرطان قد نمى خلال القولون فالطبيب الجراح قد يوصي بالتالي:
- استئصال القولون بشكل جزئي، وخلال هذه العملية يقوم الجراح باستئصال جزء من القولون الذي يحتوى على السرطان وإزالة جزء من النسج السليم المحيط به لضمان إزالته كاملاً، ثم يُعيد توصيل جزئي القولون بعد إزالة الورم.
- جراحة لخلق منفذ لفضلات جسمك، ويتضمن هذا عمل فتحة في جدار البطن ليمر جزء من الأمعاء خلالها للتخلص من البراز في كيس ملائم تماماً، وتغلق هذه الفتحة جيداً.
- إزالة العقد الليمفاوية، فغالباً ما يتم إزالة العقد الليمفاوية المجاورة أثناء إزالة الورم، ويتم فحصها إذا كان قد وصل إليها خلايا سرطانية أم لا.
وإذا كان الورم في مرحلة متقدمة أو صحتك العامة ضعيفة جداً، فقد يوصي طبيبك بإجراء عملية لتخليصك من الانسداد المعوي بسبب الورم لتحسين أعراضك. وهذه الجراحة ليست هدفها هو إزالة السرطان، ولكن لتخفيف أعراضك المرضية مثل النزيف والألم.
وفي حالات محددة عندما ينتشر السرطان إلي الكبد فقط، ولكن صحتك العامة جيدة، فقد يوصى الطبيب بعملية جراحية لإزالة الورم السرطاني من الكبد. العلاج الكيميائي قد يستخدم قبل أو بعد هذا النوع من الجراحة.
2- العلاج الكيميائي
يُستخدم العلاج الكيميائي لتدمير الخلايا السرطانية، وغالباً ما يستخدم العلاج الكيميائي بعد الجراحة إذا كان السرطان قد وصل إلي العقد الليمفاوية. وبهذه الطريقة يساعد العلاج في تقليل حدوث السرطان مره أخري والموت بسببه.
وأحياناً العلاج الكيميائي يُستخدم قبل الجراحة أيضاً بهدف تقليص حجم السرطان قبل إجراء العملية. والعلاج الكيميائي أيضاً يمكن أن يعطى لتخفيف الأعراض الناتجة من انتشار السرطان في الجسم.
3- العلاج بالإشعاع
يستخدم العلاج الإشعاعي مصادر طاقة قوية مثل الأشعة السينية، لقتل الخلايا السرطانية، لتقليص حجم الأورام الكبيرة في الحجم قبل إجراء العملية، حتى يمكن إزالتها بسهوله أكثر أو لتخفيف أعراض السرطان.
ويُعد العلاج الإشعاعي سواء كان بمفرده أو بالإضافة إلي العلاج الكيميائي، واحد من الاختيارات الأساسية للعلاج الأولي لسرطان المستقيم ثم يتبع بالعملية الجراحية.
4- العلاج بالأدوية
هذه الأدوية تهدف لمنع نمو الخلايا السرطانية، تتضمن:
- بيفاسيزيوماب
- سيتيواكزيماب
- بانيتيوماماب
- راميوكيريوماب
- ريجورافينيب
- زيف-افليبيرسيبت
وهذه الأدوية يمكن تُعطى مع العلاج الكيميائي أو بمفردها، وهي مخصصة فقط للأشخاص المصابون بسرطان في القولون ذو المراحل المتأخرة. ويوازن الأطباء دائماً ما بين الفوائد المحتملة من تناول هذه الأدوية وخطورة الآثار الجانبية والتكلفة، لكي يقرروا هل سيتم تناول هذه الأدوية أم لا.
5- العلاج المناعي
بعض المرضى المصابون بسرطان في القولون في مرحلة متأخرة لديهم الفرصة للاستفادة من العلاج المناعي، وإذا كان سيستجيب سرطان القولون للعلاج المناعي أم لا، فهذا يتم تحديده عن طريق اختبارات خاصة لنسيج الورم.
كيف تحمي نفسك من الإصابة بسرطان القولون ؟
يمكنك تقليل خطر إصابتك بسرطان القولون بتغير أسلوب حياتك، وعمل بعض التغيرات وتتضمن هذه التغيرات ما يلي:
- تناول الكثير من الفواكه والخضراوات والبقوليات، حيث تحتوي على الفيتامينات والألياف ومضادات الأكسدة والتي تلعب دوراً هاماً في الحماية من الإصابة بهذا النوع من السرطان.
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة الرياضة أغلب أيام الأسبوع.
- الحفاظ على وزن صحي.
وتوجد بعض الأدوية لكي تقلل من احتمالية حدوث السرطان أو سليلات ما قبل السرطان، وعلى الرغم من عدم وجود أدلة كافية للتوصية بهذه الأدوية، فهي فقط مخصصة للأشخاص الذين لديهم نسبة عالية من احتمالية حدوث المرض.
الكشف المبكر لسرطان القولون
يوصي الأطباء بعدة اختبارات للأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من أي أعراض أو علامات للمرض، لكي يكتشفوا مبكراً إذا كانوا مصابون أم لا؛ لأن اكتشاف السرطان في المرحلة الأولي يساعد بشكل كبير جداً للشفاء منه. والاكتشاف المبكر يزيد من نسبة النجاة.
ويوجد الكثير من الفحوصات للاكتشاف المبكر لكل منه مميزاته وعيوبه، لذا تحدث مع طبيبك عن الاختيارات المتاحة واتخذا القرار المناسب لك سوياً. وإذا تم استخدام منظار القولون للفحص، فمن الممكن أن تزال أثناء إجراء الفحص قبل أن تتحول إلي خلايا سرطانية.
مدة علاج سرطان القولون
تعتمد مدة علاج سرطان القولون بشكل كبير على مرحلة السرطان، فالأشخاص الذين يعانون من سرطان في القولون الذي لم ينتشر لأعضاء بعيدة عن القولون، عادة ما يعتمدون على الجراحة، ويحدث هذا عند اكتشاف المرض.
وعادة ما تستمر طرق لعلاج الأخرى كالعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي لمدة تتراوح ما بين 3 إلى 6 شهور، وتختلف المدة وفقاً لاستجابة الجسم للعلاج.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا لاحظت أياً من الأعراض السابق ذكرها، مثل وجود دم في البراز أو تغيير مستمر في عادة أمعائك، فلا تتردد في الذهاب إلي الطبيب. وتحدث مع طبيبك عن موعد البدء في الفحوصات اللازمة لاستكشاف وتأكيد تشخيص الإصابة بسرطان القولون، فالاكتشاف المبكر هو أبرز عامل في نجاح العلاج.