تعذر الارتخاء المريئي هو اضطراب نادر يُسبب صعوبة مرور الطعام، والسوائل إلى المعدة. ويحدث تعذر الارتخاء المريئي عندما تتلف أو تتضرر الأعصاب الموجودة في الأنبوب الذي يربط بين الفم والمعدة (المرئ)، وكنتيجة لذلك يفقد المرئ القدرة على الضغط على الطعام لأسفل، ولا يرتخي الصمام العضلي بين المرئ، والمعدة (العضلة العاصرة المريئية السفلى) تماماً، مما يؤدي إلى صعوبة مرور الطعام إلى المعدة.
ولا يوجد علاج لتعذر الارتخاء المريئي، ولكن يمكن أن يتم السيطرة عادة على الأعراض عن طريق العلاج ذو الحد الأدنى من التدخل الجراحي، أو العملية الجراحية.
[diseaseheading4]
تشخيص تعذر الارتخاء المريئي
يمكن أن يتم التغاضي عن تعذر الارتخاء المريئي، أو تشخيصه بشكل خاطئ، وذلك لأن أعراضه تتشابه مع أعراض الاضطرابات الهضمية الأخرى. ومن الحتمل أن يُوصي طبيبك بما يلي، للتحقق من تعذر الارتخاء المريئي:
قياس الضغط المريئي
يقيس هذا الاختبار تقلصات العضلات في المرئ أثناء البلع، والتنسيق، والقوة المبذولة بواسطة عضلات المرئ، ومدى ارتخاء العضلة العاصرة المريئية السفلى، أو فتحها أثناء البلع.
الأشعة السينية للجزء العلوي من الجهاز الهضمي
يتم إجراء الأشعة السينية بعد شرب السائل الطباشيري الذي يُغلف، ويملأ البطانة الداخلية للجهاز الهضمي. ويسمح هذا التغليف لطبيبك بأن يرى صورة ظلية للمرئ، والمعدة، والأمعاء العلوية. وقد يُطلب منك أيضاً أن تقوم بابتلاع قرص الباريوم الذي يمكن أن يساعد على توضيح انسداد المرئ.
التنظير الداخلي العلوي
يقوم طبيبك بإدخال أنبوب رفيع مرن مزوداً بضوء، وكاميرا (منظار) أسفل الحلق، لفحص داخل المرئ، والمعدة. ويمكن أن يتم استخدام التنظير الداخلي لتحديد الانسداد الجزئي للمرئ إذا كانت أعراضك، أو نتائج دراسة الباريوم تشير إلى إحتمالية حدوث ذلك. ويمكن أن يتم استخدام التنظير الداخلي أيضاً لجمع عينة من الأنسجة (خزعة) لتحليلها للتحقق من مضاعفات الارتجاع، مثل مرئ باريت.
[diseaseheading5]
علاج تعذر الارتخاء المريئي
يركز علاج تعذر الارتخاء المريئي على إرخاء أو إجبار العضلة العاصرة المريئية السفلى على الفتح حتى يتحرك الطعام، والسائل بسهولة أكبر من خلال الجهاز الهضمي. ويعتمد العلاج المحدد على سنك، وشدة الحالة.
العلاج الغير جراحي
تتضمن خيارات العلاج الغير جراحي ما يلي:
التوسيع الهوائي
يعمل البالون الذي يتم إدخاله إلى العضلة العاصرة المريئية، ويتم نفخه على توسيع الفتحة. وقد يلزم تكرار هذا الإجراء الذي يتم في العيادات الخارجية إذا لم يتم فتح العضلة العاصرة المريئية. ويحتاج ما يقرب من ثلث الأشخاص الذين يتم علاجهم باستخدام بالون التوسيع إلى تكرار العلاج في خلال ستة سنوات.
البوتوكس
يتم حقن مرخي العضلات البوتوكس مباشرة في العضلة العاصرة المريئية باستخدام المنظار الداخلي. وقد يلزم تكرار هذا الحقن، وقد يؤدي هذا التكرار إلى زيادة صعوبة إجراء العملية الجراحية لاحقاً إذا لزم الأمر. ويمكن التوصية باستخدام البوتوكس فقط للأشخاص الغير مؤهلين بشكل جيد للتوسيع الهوائي، أو العملية الجراحية بسبب السن، أو الصحة العامة.
الدواء
قد يقترح طبيبك استخدام مرخيات العضلات، مثل نيتروغليسرين، أو نيفيديبين قبل تناول الطعام. ويكون لهذه الأدوية تأثير علاجي محدود، وآثار جانبية شديدة. ويتم عادة استخدام الأدوية فقط إذا كنت غير مؤهلاً للتوسيع الهوائي، أو العملية الجراحية، وإذا كان البوتوكس لا يساعد في العلاج.
العملية الجراحية
قد يتم التوصية بإجراء العملية الجراحية للأشخاص الأصغر سناً، لأن العلاج الغير جراحي يميل إلى أن يكون أقل فعالية بالنسبة لهذه الفئة العمرية. وتتضمن الخيارات الجراحية ما يلي:
بَضْع العضل هيلير
يقوم الجراح بقطع العضلة في الطرف السفلي من العضلة العاصرة المريئية للسماح للطعام بالمرور بسهولة أكبر إلى المعدة. ويمكن أن يتم الإجراء بطريقة غير جراحية (بضع العضل هيلير بالمنظار). وقد يعاني الأشخاص الذين يخضعون لإجراء بضع العضل هيلير لاحقاً من ارتجاع المرئ.
تثنية القاع
يقوم الجراح بلف الجزء العلوي من المعدة حول العضلة العاصرة المريئية السفلى؛ لتضييق العضلة، ومنع ارتجاع الحمض. وقد يتم إجراء تثنية القاع في نفس الوقت مع إجراء بَضْع العضل هيلير؛ لتجنب المشاكل المستقبلية مع ارتجاع الحمض. وعادة ما يتم إجراء تثنية القاع بواسطة إجراء أقل جراحياً (المنظار).
بَضْع العضل بالمنظار عن طريق الفم
يستخدم الجراح المنظار الذي يتم إدخاله من خلال الفم، وأسفل الحلق لخلق شق في البطانة الداخلية للمرئ، ثم يقوم الجراح كما يتم في بضع العضل هيلير بقطع العضلة في الطرف السفلي من العضلة العاصرة المريئية. ولا يتضمن إجراء بضع العضل بالمنظار بطريق الفم إجراء مضاد للارتجاع.