الجذام هو مرض مزمن يحدث نتيجة الإصابة بالعدوى البكتيرية التي تُسببها البكتيريا المتفطرة الجذامية، ويقوم هذا المرض بإصابة أعصاب الأطراف والجلد، وجدار الأنف، والجزء العلوي من الجهاز التنفسي، ويُعرف مرض الجزام باسم مرض هانسن.
ويتسبب هذا المرض في حدوث تقرحات الجلد وتلف الأعصاب، وضعف العضلات إذا لم يتم علاجه. وقد يتسبب حينها في حدوث تشوه وإعاقة شديدة. ويُعتبر الجذام من الأمراض المعروفة منذ القدم، حيث ظهرت أول حالة للمرض منذ 600 سنة قبل الميلاد، وينتشر مرض الجذام في العديد من الدول، خاصة الدول ذات المناخ الاستوائي أو شبه الاستوائي.
أعراض الجذام
تتضمن الأعراض الرئيسية للجذام ما يلي:
- ضعف العضلات.
- الشعور بالخدر في اليدين، والذراعين، والقدمين، والرجلين.
- البقع الجلدية، وتتسبب هذه البقع الجلدية في قلة الإحساس باللمس، والإحساس بالحرارة والألم. ولا تختفي الأعراض حتى بعد مرور عدة أسابيع، وعادة ما تكون البقع أفتح من لون الجلد، أو قد تكون أكثر حُمرة نتيجة للإصابة بالالتهابات.
مضاعفات الجذام
قد يؤدي تأخر التشخيص والعلاج للعديد من المضاعفات الخطيرة، ومنها:
- حدوث تشوه.
- تساقط الشعر، خاصة حاجب العين والرموش.
- ضعف العضلات.
- تلف دائم لأعصاب الذراعين والرجلين.
- عدم القدرة على استخدام اليدين والرجلين.
- التهاب الأنف المزمن، ونزيف الأنف، وانهيار الحاجز الأنفي.
- التهاب القزحية، وهو التهاب يصيب قزحية العين.
- مرض المياه الزرقاء، وهو مرض يُصيب العين ويتسبب في تلف العصب البصري.
- العمى.
- الضعف الجنسي.
- العقم.
- الفشل الكلوي.
أسباب الجذام
يحدث هذا المرض نتيجة الإصابة بالبكتيريا المتفطرة الجذامية، كما قد يحدث نتيجة للتعرض للإفراز المخاطي للشخص المصاب به، ويحدث هذا عندما يقوم الشخص المصاب بالكحة أو العطس. ويمكن أن ينتقل هذا المرض عن طريق حيوان المدرع.
ولا يُعتبر الجذام من الأمراض المعدية جداً أو شديدة العدوى، ولكن تكرار التعامل مع شخص لم يتم شفاؤه من المرض قد يزيد من خطر الإصابة. وتتكاثر البكتيريا المسببة له ببطيء، وتبلغ فترة حضانة المرض ما يقارب الخمس سنوات تبعاً لمنظمة الصحة العالمية، وقد لا تظهر أعراضه قبل مرور عشرين عاماً من الإصابة به.
الوقاية من الجذام
أفضل طريقة للوقاية منه هى تجنب التعامل لفترات طويلة وعن قرب مع شخص مصاب به، ولم يتم علاجه من المرض.
تشخيص الجذام
عادة ما يتم التشخيص من خلال إجراء فحص جسدي للبحث عن وجود أية أعراض، أو علامات للمرض، أو قد يتم أخذ عينة من الجلد أو العصب وإرسالها إلى المختبر ليتم تحليلها.
وقد يقوم الطبيب بعمل اختبار الليبرومين، وذلك لتحديد نوع الجذام، حيث سيقوم الطبيب بحقن المرض بكمية صغيرة من البكتيريا الخاملة المسببة للجذام، ويتم حقن هذه العينة في الجلد تحديداً في الجزء العلوي من الساعد. وستكون النتائج إيجابية، وستظهر مكان الحقنة في حالة كان الشخص مصاب بالجذام الدرني، والجذام الشبه درني.
أنواع الجذام
يعتمد تصنيف المرض اعتماداً على عدد ونوع القروح الموجودة لدى المريض، وتعتمد أعراض وطرق علاج المرض على النوع المصاب به الشخص، وأنواعه هى:
الجذام الدرني
وهو نوع متوسط وأقل حدة من أنواع الجذام، حيث يظهر لدى هؤلاء الأشخاص بقعة أو عدد قليل من البقع الشاحبة على سطح الجلد، وقد يشعر المريض بحالة من الخدر في المنطقة المصابة نتيجة لتلف الأعصاب الموجودة بهذه المنطقة. ويتسبب هذا النوع في حدوث العدوى بنسبة أقل من الأنواع الأخرى.
الجـذام الورمي
وهو نوع أكثر حدة، حيث تنتشر النتوءات، والطفح الجلدي على الجلد، وشعور بالخدر، وضعف العضلات. وقد يؤثر هذا النوع على الأنف، والكليتين، والأعضاء التناسلية لدى الذكور، وهو معدي أكثر من الجذام الدرني.
الجزام الشبه درني
وفي هذا النوع يكون المصاب لديه أعراض من كلا المرضين الدرني والورمي.
علاج الجذام
قامت منظمة الصحة العالمية بتطوير عدد من الأدوية لعلاج الجذام بجميع أنواعه في عام 1995، وتُعتبر هذه الأدوية من الأدوية المتاحة والمجانية حول العالم. وبالإضافة إلى ذلك فمن الممكن استخدام العديد من المضادات الحيوية التي تعالج الجذام عن طريق قتل البكتيريا المسببة له، ومن هذه المضادات الحيوية:
- دابسون.
- ريفامبيسين.
- كلوفازيمين.
- مينوسيكلين.
- أوفلوكساسين.
وعادة ما يقوم الطبيب بوصف أكثر من نوع من المضادات الحيوية للمريض ليستخدمها في آن واحد. وقد يصف الطبيب بعض مضادات الالتهاب للمريض مثل الأسبرين، بريدنيزون، ثاليدوميد، وقد يستمر العلاج لعدة أشهر أو قد يصل إلى سنة أو اثنين. ويمنع استخدام ثاليدوميد في حالة النساء الحوامل، حيث أنه قد يتسبب في حدوث العديد من العيوب الخلقية لدى الجنين.
النتائج على المدى البعيد
تكون النتائج جيدة على المدى البعيد في حالة قام الطبيب بتشخيص المرض قبل أن يصبح أكثر حدة، حيث أن العلاج المبكر سيمنع حدوث تلف الأنسجة على المدى البعيد، ويمنع انتشار المرض، ويمنع حدوث المضاعفات الصحية الخطيرة.
وتكون النتائج أكثر سوء إذا تم التشخيص في المراحل المتقدمة، وبعد حدوث تشوه أو إعاقة، وعلى الرغم من هذا لابد من الخضوع للعلاج لمنع حدوث أي من الأضرار الجسدية، أو انتشارها لأماكن أخرى من الجسم.
وقد تكون هناك بعض المضاعفات الطبية على الرغم من الخضوع لكورس من المضادات الحيوية، ولكن قد يساعد الأخصائي الفزيائي على توفير قدر من العناية المناسبة، والتي ستؤهل المريض للتعامل مع أى أثر جانبي للحالة.