كثير من الناس يُعانون من مشكلة النسيان هذه الأيام، ويشتكون من عدم تذكّر المعلومات الهامة حين يحتاجونها، نتحدث عن بعض الخطوات البسيطة التي من الممكن ممارستها لـ تحسين الذاكرة في الحياة اليومية، وكذلك في المذاكرة، على اعتبار أننا في موسم الإمتحانات هذه الأيام ،إذا أردت تحسين ذاكرتك -عزيزي القارئ يمكن أن تتبع هذه الخطوات:
الاعتقاد
ربما يكون السبب الحقيقي لإخفاقنا هو إيماننا التام أننا لا نستطيع النجاح، وتذكّر دائماً أننا نُذاكر كي ننجح فقط، لن نصبح الأوائل أبداً ، لأن الإنسان في هذا الوقت سيبذل مجهوداً متناسباً مع اعتقاداته المتواضعة عن نفسه.
الفهم
يُحكى أن ولداً كان يغشّ في الإمتحان،فسأل صاحبه: “إجابة السؤال الخامس ما هي؟” فأجاب: “الرسول صلى الله عليه وسلم” فسأله من جديد: “صلى الله عليه وماذا؟!!”.
لو كنت تُذاكر درساً لا تفهم منه حرفاً،ستجد أن تذكّره صعب للغاية،لذلك ينصح أن تقرأ الدرس (أو تستوعب الشيء المراد تذكّره) وتفهم المعاني الموجودة فيه أولاً.
التكرار
هناك معلومات لا يمكنك نسيانها أبداً (إسمك- عنوانك-..) في حين تغيب معلومات كثيرة عن أذهاننا رغم أهميتها (ما هو رقم بطاقتك؟) والسبب هو أن المعلومات المستخدمة بكثرة؛ يعتبرها المخ معلومات مهمة وتنتقل إلى الذاكرة طويلة الأمد، لـ تحسين الذاكرة تكرار المعلومة يساعد على تثبيتها بشكل أفضل ،لذلك حاول استخدام المعلومة الجديدة قدر المستطاع.
الإيقاع الصوتي:
إذا كنت تتذكر دروسك كما تتذكر الأغاني لكان أفضل لك !” ، لا تخلو عبارة التوبيخ الشهيرة هذه من حكمة ما،فالأغاني فعلاً سهلة الحفظ ، لأن من السهل استرجاع المعلومات التي تم تلحينها،فمثلاً يمكنك حفظ (أسماء الله الحسنى) لو تذكّرتها باللحن الإنشادي الشهير، وكذلك أغنية الحروف الأبجدية الإنجليزية ، لهذا السبب تمّ تنظيم قواعد اللغة العربية في قصيدة شعرية (ألفية ابن مالك) كي يسهُل على الدارسين حفظها،الأغاني نفسها، ستتذكرها بشكل أسرع لو سمعتها بدلاً من قراءة كلماتها فقط،لـ تحسين الذاكرة فإن استعصت عليك معلومة ما،ربما يكون الحل هو أن تقوم بتلحينها كي تستطيع استرجاعها بسهولة.
المرح لـ تحسين الذاكرة
إضفاء عنصر المرح والسخرية على المعلومات يجعلها أسهل في الحفظ؛ فمثلاً لو أردت أن تحفظ اسم عالم الأحياء (مالبيجي) يمكنك أن تتخيله في شكل الفنان محمود (المليجي)، وهو يلبس بالطو أبيض ويمسك بالسماعة! عندها سيكون حفظ الإسم أسهل، حتى لو أردت أن تحفظ إسم شخص ما، قد يكون من المفيد جداً أن تفهم معنى هذا الإسم وتربطه بهذا الشخص بشكل مضحك، فلو كان اسمه (سعيد) يمكنك أن تتخيله وهو يضحك حين ولادته، بدلاً من أن يبكي ككل الأطفال الرضّع لأنه سعيد! وهكذا،يمكنك كذلك أن ترسم رسوماً هزلية صغيرة أمام كل معلومة تريد حفظها في الكتاب، ستجد أن تذكّر هذه الرسوم، سيستدعي المعلومات نفسها في ذهنك.
الربط المكاني
سيكون من الأسهل أن تحفظ معلومة جديدة، لو ربطتها بمعلومة قديمة موجودة أصلاً في الذاكرة، على سبيل المثال: لو قال لك شخص تُقابله لأول مرة أن اسمه (أسامة)سيكون من الأسهل أن تتذكر اسمه، لو ربطته بأحد (الأُسامات) الذين عرفتهم في حياتك.. فلو انتبهت أن اسمه مثل اسم (أسامة بن لادن)، سيكون من السهل استرجاع الإسم،هذه الفكرة هي أساس طريقة الربط المكاني، فلو أردت أن تحفظ معلومات طويلة متسلسلة بالترتيب (عناوين الموضوعات في هذه الصفحة مثلاً)، يمكنك أن تتخيل أنك تدخل مكاناً تعرفه جيداً،ليكن منزلك مثلاً، وتخيّل أن هذه المعلومات مُوَزعة في أرجاء المنزل،فحين تدخل من الباب ستجد أمامك مباشرة المعلومة الأولى ،وفي المطبخ المعلومة الثانية، وفي غرفتك المعلومة الثالثة وهكذا ،حاول أن تربط هذه المعلومات بالمكان الموجودة فيه بطريقة المرح التي تكلّمنا عنها، عندها ستجد أن حفظ المعلومات المتسلسلة قد أصبح مسلياً.
مصدر واحد
كثير من الشباب يقعون في خطأ جسيم قبل الامتحانات ، وهو أنهم يقومون بجمع مذكرات أو ملخصات يرونها لأول مرة، ويتركون الأوراق أو الكتب التي اعتادوا مطالعتها ، على أساس أن هذه الملخّصات ستفيدك !لـ تحسين الذاكرة ذاكر أو احفظ المعلومة من مصدر واحد لأن تكرار شكل الصفحة سيساعد العقل على تتبع مكان المعلومة في الصورة الذهنية التي تم تخزينها،حتى وإن كنت تحفظ بشكل سماعي، حاول أن تتذكر نفس نبرة الصوت أو نفس اللحن ،من الأسهل أن تحفظ القرآن من تلاوة قارئ بعينه ،بدلاً من أن تشتّت عقلك في أكثر من لحن.
الاهتمام
معظم الشباب يعرفون جيداً أسماء لاعبي الكرة، أكثر من أسماء وزراء مصر!السبب هو أن المعلومة غير المهمة بالنسبة لنا تسقط من الذاكرة حتى وإن تكررت عشرات المرات ،لـ تحسين الذاكرة لو لم تكن المعلومة المراد حفظها تثير فضولك وتستدعي انتباهك، وتنبع من مجال اهتماماتك، سيكون من الصعب التركيز في حفظها، وستجد عقلك شارداً في عشرات الموضوعات الأكثر أهمية من وجهة نظرك، فلو أعطيتك كتاباً في “البيولوجيا الجزيئية” قد تجد صعوبة في قراءته؛ فضلاً عن حفظه ، أما إذا كنت مهتماً بهذا الفرع الشيّق من العلوم، ستكون مستمتعاً بالقراءة، ومن ثم قادراً على استرجاع المعلومات.
قد يسألني أحد الأصدقاء سؤالاً وجيهاً، وهو: “ماذا لو كنت لا أحب المادة التي أدرسها؟”الإجابة البسيطة هي: “أحب المادة التي تدرسها!”فالحب والكُره ليسا عملية لا إرادية، كما سنعرف في موضوع قادم ، فبإمكانك مثلاً أن تثير فضولك تجاه هذه المادة لو كنت لا تحبها فمثلاً: لو كنت تكره الفيزياء.. تخيّل أنك عالم فيزيائي سينقذ كوكب الأرض من دمار وشيك، عن طريق معرفة هذه المعادلات الفيزيائية واستخدامها، أو تخيّل أنك مدرّس، سيقوم بشرح هذه المعلومات لطلبته بعد قليل، لو استخدمت هذه اللعبة ستكون المذاكرة مسلّية وستكتسب المعلومات أهمية أكبر بالنسبة لك.
البروفة العقلية
بعض الطلبة يُعانون من مشكلة محدّدة، وهي أنهم يذاكرون جيداً ويحفظون دروسهم جيداً، لكنهم وقت الامتحان يشعرون بالرهبة فينسون كل شيء، لتجنّب هذا الموضوع يمكن أن تجلس بعد المذاكرة وتتخيل أنك في لجنة الامتحان، وجرّب أن تحلّ أحد الامتحانات بالفعل، هذه التمثيلية مهمة للغاية لأنها تساعد على تخطّي المواقف التي نخشى مواجهتها ،أسلوب البروفة العقلية (أو كما يسميه علماء النفس Desensitization ) يساعد على تهدئة الأعصاب، لأنك درّبت عقلك على مواجهة هذا الموقف واستطعت استرجاع المعلومات بالفعل في هذه الظروف.
الصحة العامة
في فترة الامتحان ينصبّ معسكر المذاكرة وتقلّ الحركة ، مما قد يؤدي إلى الخمول والنعاس، لذلك ينصح ببعض التمرينات الرياضية البسيطة أو ما يطلق عليه “سويدي” التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية لاستدعاء التركيز والنشاط ، كما يفضّل تناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة (كالأسماك واللحوم الحمراء والبيضاء والخضروات..)،كثير من الطلبة يتفاخرون بأنهم (مطبّقين بقالهم يومين) أي أنهم لم يناموا قبل الامتحان، وهي ممارسات خاطئة، لأن النوم الجيّد قبل الامتحان يساعد على استرجاع المعلومات بشكل أفضل.
اقرأ أيضاً: