هل سبق أن تعرضت لنوبة هلع عند النوم أو أثناء النوم؟ حدوث مثل هذا الأمر عند النوم قد يكون مخيفاً للغاية في بعض الحالات، فلماذا قد يحدث هذا؟ وكيف يعرف الشخص أنه يتعرض لنوبة هلع أثناء نومه؟ تعرفوا من المقال التالي على تعريف نوبات الهلع الليلية وأعراض وأسباب حدوثها وكيف يمكن علاجها والوقاية من حدوثها في المستقبل ومعلومات أخرى عديدة.
ما هي نوبات الهلع الليلية؟
نوبات الهلع الليلية (بالإنجليزية Nocturnal panic attacks) هي نوبة هلع تحدث أثناء الليل تتسبب في استيقاظ الشخص من النوم بسبب الخوف، ويستيقظ الشخص في حالة من الذعر وهو يتعرض لأعراض جسدية مثل تسارع نبضات القلب وصعوبة التنفس.
ويمكن أن يتعرض أي شخص لنوبات الهلع الليلية، خاصة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع، وارتفاع مستويات القلق والتوتر يمكن أن يزيد أيضاً من خطر إصابة الشخص بهذا النوع من النوبات. كما يمكن أن تحدث نوبات الهلع الليلية في الحالات التالية:
- للأشخاص الذين يعانون من بعض أنواع اضطرابات النوم مثل الأرق وانقطاع النفس النومي.
- للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة PTSD.
- للأشخاص الذين يعانون من الهلع العام أو اضطراب القلق.
وعادة ما تبلغ أعراض نوبة الهلع الليلية ذروتها خلال 10 دقائق ثم تبدأ حدتها بالانخفاض، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت للعودة للنوم مرة أخرى.
أعراض نوبات الهلع عند النوم
يمكن أن تحدث نوبات الهلع الليلية بدون أي محفز واضح وتتسبب في إيقاظ الشخص من النوم، وعادة ما يختبر الشخص أعراض جسدية أكثر حدة أشهرها صعوبة التنفس، وكما هو الأمر مع نوبات الهلع التي تحدث أثناء اليوم، يمكن أن تحدث نوبات الهلع عند النوم إذا اختبر الشخص مجموعة من الأعراض التالية:
- ألم الصدر.
- الرعشة.
- الهبات الساخنة.
- الشعور بالاختناق.
- الغربة أو الانفصال عن الواقع.
- الشعور بالدوار أو الدوخة وقرب الإغماء.
- الخوف من الموت.
- الخوف من فقدان السيطرة.
- الشعور بأن أحد يقوم بخنقه.
- الغثيان.
- ألم في المعدة.
- شعور بالتنميل.
- سرعة نبضات القلب.
- قصور التنفس.
- التعرق.
وعلى الرغم من أعراض نوبة الهلع تصل للذروة خلال عدة دقائق قبل أن تبدأ في الاختفاء، يمكن أن يظل تأثير هذه النوبة على الشخص لفترة أطول، والقلق والخوف الزائد المرتبط بالنوبات الليلية يمكن أن يؤدي إلى حدوث الأرق.
أسباب نوبات الهلع عند النوم
ما زال الخبراء يحاولون معرفة سبب تعرض بعض الأشخاص لنوبات الهلع الليلية، ولكن تزداد احتمال حدوثها لدى المصابين باضطراب الهلع، فما يقرب من 71% من هؤلاء المصابين أبلغوا عن تعرضهم لنوبة هلع أثناء الليل واحدة على الأقل. كما حدد الخبراء بعض العوامل التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من النوبات ومنها:
- اختلال كيميائي في الدماغ.
- وجود تاريخ عائلي من نوبات الهلع.
- وجود توتر كبير.
- التعرض لأحداث حياتية صادمة.
- وجود مشاكل صحية كامنة مثل الاكتئاب واضطراب القلق الاجتماعي.
هل قلة النوم تسبب نوبات الهلع؟
يمكن أن تزيد قلة النوم من أعراض التوتر والقلق والذي بالتالي يمكن أن يزيد من احتمال الإصابة بنوبات الهلع، فالتفاعل الكيميائي الناتج عن قلة النوم يمكن أن يجعل الشخص يشعر بالتوتر والعصبية، ووجود التوتر والعصبية يمكن أن يتسبب في حدوث رد فعل من الجهاز العصبي يجعل تنفس الشخص قصير وسطحي مما يؤدي لاحتباس ثاني أكسيد الكربون.
وزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجسم يمكن أن تحفز حدوث نوبة هلع سواء في النهار أو الليل والخوف، لذا تم الربط ما بين قلة النوم وبين احتمال حدوث هذه النوبات.
مضاعفات نوبات الهلع الليلية
يمكن أن تتسبب نوبات الهلع الليلية في حدوث تأثير مباشر وغير مباشر على الجسم، فالتأثير المباشر يتضمن الشعور بعدم الراحة والخوف، والتأثير غير المباشر يمكن أن يتسبب في ارتفاع مستويات التوتر والقلق في حياة الإنسان وقد يؤثر هذا على جميع نواحي الحياة المختلفة، فعند تعرض الشخص لنوبة واحدة يبدأ بتوقع وانتظار نوبة أخرى، وقد يتسبب هذا في حدوث التالي:
- الخوف من النوم.
- الإصابة بالأرق.
- تجربة أشياء مختلفة قد تساعد في تخفيف الأعراض مثل شرب الكحوليات وتناول المخدرات.
- التعرض للتوتر أثناء النهار.
كما تم الربط ما بين نوبات الهلع وبين ارتفاع نسبة حدوث الحالات التالية:
- الاكتئاب.
- اضطراب القلق العام.
- اضطراب الهلع.
- مشاكل جسدية.
- اكتساب الوزن.
- الانتحار.
علاج نوبات الهلع الليلية
عادة ما يتم اتباع نفس طرق العلاج لنوبات الهلع التي تحدث أثناء النهار ونوبات الهلع الليلية، وقد تتضمن طرق علاج نوبات الهلع عند النوم ما يلي:
- مضادات الاكتئاب وأدوية مضادات القلق والتوتر لتقليل حدو ومدى تكرار حدوث هذه النوبات.
- أدوية البنزوديازيبينات التي يمكن أن تقلل من الأعراض الحادة، ولكن لا يجب استخدام هذه الأدوية إلا بأمر من الطبيب وبجرعات معينة لأن هذه الأدوية قد تُسبب الإدمان.
- حاصرات بيتا التي يمكن أن تقلل من الأعراض الجسدية لنوبة الهلع، وقد يتم وصف هذه الأدوية عند الشعور بقرب نوبة جديدة.
- العلاج المعرفي السلوكي ويتضمن التحدث مع طبيب مختص لمعرفة محفزات نوبات الهلع الليلية ومعرفة بعض طرق التكيف والاستجابة لتلك المحفزات لتقليل حدة ومرات حدوث هذه النوبات.
هل يمكن الوقاية من نوبات الهلع الليلية؟
على الرغم من عدم وجود طريقة للوقاية بشكل كلي أو منع حدوث نوبات الهلع الليلي، إلا أنه توجد بعض الخطوات التي يمكن القيام بها لتقليل نسبة حدوثها وتتضمن طرق الوقاية التي قد تساعد ما يلي:
- تقليل كمية الكافيين، وخاصة بعد الظهر وفي المساء.
- اتباع نظام صحي غذائي متوزان.
- الحصول على تمارين رياضية بشكل منتظم.
- إيجاد طريقة للتعامل مع مستويات التوتر.
- الحصول على كمية نوم كافية وممارسة عادات نوم جيدة وصحية.
الفرق بين الذعر الليلي ونوبات الهلع الليلي
الذعر الليلي Night terrors هو أحد اضطرابات النوم التي تعرف علمياً باسم الخطل النومي Parasomnia، وقد يتعرض المصابين بالذعر الليلي ونوبات الهلع الليلية ببعض الأعراض المتشابهة ولكن يوجد اختلاف رئيسي بين الحالتين، وهو وعي المريض وإدراكه بما يحدث.
ففي حالة الذعر الليلي يكون الشخص غير واعي ومدرك بأنه يتعرض لتلك النوبات، وقد يبدو الشخص مستيقظ وقد يصرخ أو يقفز من السرير، ولكنه في الواقع مستغرق في النوم ويكون من الصعب إيقاظه في تلك الحالة.
وعند انتهاء نوبة الذعر الليلي يعود الشخص مرة أخرى للنوم وقد لا يتذكر ما حدث أثناء الليل في الصباح، ويُعتبر الأطفال أكثر عرضة للإصابة بنوبات الذعر الليلي مقارنة بالبالغين ولكن يمكن للبالغين أن يتعرضوا لها أيضاً.
بينما نوبة الهلع الليلي تتسبب في إيقاظ الشخص من النوم ويكون الشخص مدرك لمشاعر الخوف وأعراض النوبة الأخرى التي يتعرض لها، وقد يستغرق الأم طويلاً حتى يعود الشخص للنوم مرة أخرى. وتؤثر نوبة الهلع الليلي بشكل رئيسي على المراهقين والبالغين.