هل تسمع رنينا متواصلا في أذنك؟ لعلك تقع ضمن مجموعة من الملايين الذين يتعايشون مع حالة صفير الاذن tinnitus، وهي الأصوات المزعجة التي قد تتداخل مع الحياة اليومية.
يقول الدكتور فليبي سانتوس، الأختصاصي في الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى ماساتشوستس للعين والأذن المدرس في كلية الطب بجامعة هارفارد: «بينما يكون أغلب المرضى واعيين بأن حالة صفير الاذن لديهم ليس لها تأثير سلبي على نوعية أو جودة الحياة الكلية لهم، فإن لدي عددًا من المرضى الذين لا يمكنهم تركيز الانتباه أثناء العمل أو النوم أثناء الليل لأنهم يسمعون الطنين في آذانهم دوما».
إن تقدم العمر، والضوضاء الصاخبة، أو بعض أنواع الأدوية (مثل الجرعات الكبيرة من الأسبرين) بمقدورها إحداث الضرر في آلة السمع (العظام والأعصاب) في أذن الإنسان.
وتظهر لدى بعض الأشخاص حالة عابرة من صفير الاذن نتيجة تعرضهم لنوبة من الصداع النصفي (الشقيقة) أو نتيجة تناول الكافيين.
وتشير الدلائل المتوفرة إلى أن أداء مراكز السمع في الدماغ يمكن أن يتدهور، الأمر الذي يؤدي إلى توليدها «أصواتا» غير موجودة هناك! ويمكن لاختصاصي في السمع تقييم حالات صفير الاذن.
ولكن لا يوجد أي علاج شاف لها، ولذلك تنصب المعالجة على تقليل الأعراض، «أي أننا نحاول ببساطة أن نجعل صفير الاذن أقل إزعاجا، فعلى سبيل المثال فإن هناك معالجة (تستند إلى العلاج المعرفي)، وأخرى إلى علاج لإعادة التدريب»، كما يقول الدكتور سانتوس، الذي يضيف أن «هذين العلاجين يهدفان إلى التقليل من النواتج السلبية للصوت».
وللأشخاص الذين تحققوا من فائدة هذين العلاجين، فإن صفير الاذن يظل ملازما لهم، إلا أنه ينزاح إلى الخلفية.
كما أن هناك عددا من الأدوية المتوفرة لحالات صفير الاذن، إلا أن الدكتور سانتوس يقول إن فاعليتها غير مثبتة بشكل جيد؛ ولذا فإنه يوصي بالتشاور مع الطبيب قبل التوجه لتناولها.
وقد يساعد وجود ضجيج في خلفية الأماكن التي يوجد بها المصاب، مثل الموسيقى الهادئة، على تخفيف الحالة، وعلى العكس فإن التوتر يمكن أن يزيدها شدة، لذا ينبغي توظيف وسائل الاسترخاء، مثل التأمل والمشي.
وعليك تجنب الكافيين والابتعاد عن المشروبات الكحولية، والحفاظ على أذنيك من الضوضاء، إذ أن صفير الاذن يزداد مع تدهور السمع بسبب تلك الضوضاء، ولكي تنام بشكل أفضل عليك وضع آلة صوتية أو مروحة بالقرب من سريرك.