يؤثر شهر رمضان المبارك في شخصية الطفل بكل جوانبها الجسدية والنفسية، ولما كان الآباء والأمهات ينشغلون بصحة أطفالهم ومدى تأثير الصيام عليهم، لذا فيجب أن يتعرفوا على نصائح وإرشادات د. رشاد لاشين – الخبير التربوي وإستشاري طب الأطفال بالعيادات الملكية بالدوحة- المتعلقة بـ صوم الطفل والارشادات الغذائية والصحية المطلوب اتباعها مع الأطفال خلال رمضان.
يؤكد د. رشاد لاشين أنه ثبت علميا أن جسم الإنسان السليم به مخزونات غذائية تجعله يتحمل الصيام لعدة أيام وليس لعدة ساعات كما أن هناك فوائد طبية كثيرة للصيام حيث يساعد على تخليص الجسم من السموم وتنشيط دورة تجديد خلايا الجسم وتخفيض نسبة الدهون والكوليسترول في الدم، فلا داعي للقلق من صوم الطفل إذا اتبعتم الإرشادات التالية.
الأطفال المسموح لهم بالصوم
- يجب تقييم صحة الطفل قبل الصيام للاطمئنان على قدرته على الصيام وذلك بتقييم النمو والتطور وهل هناك ما يمنع صوم الطفل مثل الأنيميا ( فقر الدم) ويا حبذا أن يتم إجراء الفحص الطبي الدوري الشامل قبل رمضان كل عام ( تقييم الوزن والطول ومعايير التطور وفحص الدم والبول والبراز ) وأن يحصل على الارشادات الصحية والغذائية بما يخص مرحلته السنية.
- يستثنى من الصيام الأطفال أصحاب الأمراض المزمنة التي تتطلب علاج مستمر مثل (مرض السكر أو الربو) وكذلك الأمراض الحادة الطارئة مثل النزلات المعوية ونزلات البرد والحميات وكل الحالات التي تحتاج إلى علاج وتغذية مناسبة وشرب كمية من السوائل حتى لا يدخل الطفل في حالة جفاف بسبب الصيام.
- كقاعدة عامة (إصابة الطفل بأي مرض تتيح الإفطار) لأن الطفل في حالة تدريب حيث الفرض الكامل يكون عند البلوغ وحتى البالغ يجوز له الإفطار عند المرض فالطفل في مرحلة النمو الإفطار له أوجب.
الأطفال والرياضة أثناء رمضان
- الطفل في مراحل النمو والتطور يحتاج إلى النشاط الحركي والرياضة ولذا يمكن ممارسة الرياضة ليلاً على الأقل بعد تناول الافطار بساعتين ؛ وأثناء النهار يمكن ممارسة الرياضة المعتدلة حسب طاقة التحمل بالنسبة لقدرة كل طفل.
- يراعى تجنب التعرض للشمس والرياضات والأنشطة العنيفة حفاظاً على طاقة الجسم وتجنباً لحدوث الجفاف.
الارشادات الغذائية لـ صوم الطفل
- الاهتمام بالغذاء الصحي الطازج المتوازن الذي يلبي احتياجات جسم الطفل حسب مرحلته السنية
- يراعى للأطفال تقديم 4 وجبات على مراحل بإضافة وجبتين خفيفتين بين الافطار والسحور
- يراعى تأخير سحور الطفل إلى قبيل الفجر حتى لا يعاني من الجوع الشديد ولتجنيبه الضرر ولمساعدته على إكمال الصيام.
- يراعى أن يحتوي سحور الطفل على البروتينات والدهون والكربوهيدرات والفواكه والحليب وأن تكون وجبة كافية متوازنة
- يفضل أن يكون جزءاً من وجبة سحور الطفل من النشويات بطيئة الهضم مثل الحبوب الكاملة والبقوليات التي تبقى فترة أطول في القناة الهضمية حيث أنها بطيئة التحلل وبطيئة الامتصاص مما يزيد مدة إحساس الطفل بالشبع
- يمكن إعطاء الشيكولاتة للطفل فقط بعد وجبة الإفطار وتجنبها باقي الليل وخصوصاً مع السحور لاحتوائها على الكافيين المدر للبول والمسبب للأرق
احتياجات الطفل من السوائل
يجب أن يحصل الطفل على كمية السوائل المقررة للجسم خلال 24 ساعة حسب المرحلة العمرية طبقاً لمنظمة الصحة العالمية ؛ حيث يتم تناول تلك الكمية بين المغرب والفجر أي خلال 9 ساعات توزع على رأس كل ساعة كالتالي:
- الأطفال ذكوراً وإناثاً من عمر 7-8 سنوات يحتاجون 1.7 لتر يومياً وبالتالي يجب أن يحصلوا عليها في الفترة من المغرب حتى الفجر.
- الأطفال الذكور من عمر 9-13 سنة يحتاجون يومياً 2.4 لتر يومياً، أما الإناث من عمر 9-13 سنة يحتجن 2.1 لتر يومياً.
- الذكور من عمر 14-18 سنة يحتاجون يومياً 3.3 لتر يومياً.
- الإناث من عمر 14-18 سنة يحتجن 2.7 لتر يومياً.
- السوائل تشمل العصائر والمشروبات واللبن والشوربة وكل الأطعمة التي تحتوي على الماء.
- يراعى عدم تناول كمية كبيرة من الماء مرة واحدة بل توزيعها على فترات لأن الجسم يمارس عملية إخراج الماء عن طريق الكلى ويصل البول إلى المثانة في خلال 40 دقيقة تقريباً بعد الشرب وبالتالي الكمية الكبيرة مرة واحدة لا تفيد الجسم.
أخيراً، إذا كان طفلك يستطيع الصيام ولديه الرغبة والقدرة فلا تقلق، ولتعلم أن هناك فائدة طبية من صوم الطفل ، لأنه أثناء الصيام تفرز المعدة الفارغة هرمون يسمي (جريلين Ghrelin) هذا الهرمون يسمى هرمون الجوع أو هرمون الصيام وهو أحد هرمونات السعادة وله عدة وظائف مفيدة منها زيادة هرمون النمو وبالتالي يفيد الصيام المتقطع في زيادة نمو الأطفال على عكس ما هو متوقع.
اقرأ أيضا: