في بداية هذا الملف عن نزيف المستقيم يجب توضيح المقصود بهذا المصطلح ، المقصود بمصطلح نزيف المستقيم هو التعبير عن نطاق من الحالات الطبية تتراوح بين خروج أي كمية من الدم مع البراز ، إلى نزول دم صريح من فتحة الشرج ، و يرجع استعمال مصطلح نزيف المستقيم إلى أن المستقيم هو الجزء الأخير من القناة الأمعائية ، رغم أن مصدر نزيف الدم في أحيان كثيرة لا يكون المستقيم و يكون أجزاء أخرى من الأمعاء أو من مصادر خارج الأمعاء .
حالات نزيف المستقيم
الحالات البسيطة
تلك التي يلاحظ فيها الشخص نزول نقط قليلة من الدماء أثناء التبرز ، و ذلك بملاحظة تغير مياه التواليت إلى اللون الاحمر الفاتح ، أو ملاحظة اللون الاحمر على المناديل الورقية ، هذا النوع من الحالات قد يتم علاجه بواسطة الطبيب دون الحاجة إلى الذهاب للمشفى أو الحجز بها .
الحالات المتوسطة
يحدث فيها نزول دماء أثناء التبرز بكميات أكبر ، و التي تكون عادة ً مختلطة بالبراز أو كميات من الدم المتجلط .
الحالات الشديدة
تلك التي يلاحظ فيها الشخص نزول نقط قليلة من الدماء أثناء التبرز ، و ذلك بملاحظة تغير مياه التواليت إلى اللون الاحمر الفاتح ، أو ملاحظة اللون الاحمر على المناديل الورقية ، هذا النوع من الحالات قد يتم علاجه بواسطة الطبيب دون الحاجة إلى الذهاب للمشفى أو الحجز ب .
من أين يأتي نزيف المستقيم ؟
أغلب حالات خروج الدم مع البراز تكون مرتبطة بالجزء الأخير من الأمعاء الغليظة و المتمثل في القولون و المستقيم و فتحة الشرج ، و يمكن ملاحظة أن الدم كلما كان لونه داكن أكثر كان مصدره بعيد عن فتحة الشرج ، لذا يكون الدم فاتح اللون عندما يكون مصدره الجزء الأخير من القولون أو من المستقيم أو فتحة الشرج ، بينما يكون اللون داكن عندما يكون مصدره بدايات القولون من أعلى ،قد يصل اللون إلى درجة السواد إذا كان مصدره نزيف في المعدة أو الأمعاء الدقيقة أو أعلى أجزاء القولون .
البراز الأسود (ميلينا )
يعتبر من أكثر الحالات لفتاً للانظار ، حيث يكون البراز ذات لو أسود و رائحة كريهة ، و يرجع ذلك إلى أن مصدر النزيف ربما يكون من المعدة مما يعرض الدم لتفاعلات الأحماض الهاضمة ، أو يكون من الأمعاء الدقيقة أو بدايات القولون العلوية ، و التي يسبب بقاء الدم فيها لمدة طويلة تحلله كيميائياً لبعض المركبات الآخرى .
النزيف الغير مرئي
يختلف هذا النوع من النزيف عن نزيف المستقيم و عن البراز الأسود ، بأنه يكون غير ملحوظ بالعين المجردة ، و يحتاج لفحص البراز ميكروسكوبياً لاكتشاف وجوده ، و قد يحدث هذا بسبب حالات مثل النزيف في القرح المعوية بطيئة التقدم أو تكتلات القولونية أو السرطانات .
أسباب نزيف المستقيم
التمزقات الشرجية
هي عبارة عن قطع في البطانة الخارجية لفتحة الشرج مما ينتج عنه نزيف و نزول دماء ، و يكون لون النزيف فيها احمر فاتح ، و كميته قليلة نسبياً .
البواسير
هي عبارة عن تكتلات نسيجية داخل المستقيم تحتوي أوعية دموية ، و هذه التكتلات توجد بصورة طبيعية في جميع البشر ، لكن المشكلة تنتج عندما تتضخم هذه الأنسجة و تخرج خارج نطاقها الطبيعي مما يعرضها لاحتكاكات تجرح الأوعية الدموية بداخلها مسببة النزيف ، و مثل التمزقات الشرجية تتصف أيضاً بصغر كمية النزيف .
الأكياس القولونية (ديفرتكيولوسيس )
- هذه الحالة تعبر عن ظهور نتؤات على شكل أكياس في جدار القولون ، و تنتج في الغالب عن ضعف الجدار العضلي للقولون خاصة مع التقدم في السن ، و اكتشاف واحدة منها يعني وجود العديد في جدار القولون ، و يعتبر العلاج الوحيد لها هو إزالتها جراحياً
- رغم ذلك فإن هذه الحالة تكاد لا تسبب أي أعراض ، لكن النزيف يحدث عندما ينقطع أحد الأوعية الدموية داخل هذه الأكياس .
- كما تتضاعف المشكلة عندما يحدث انفجار أو فتح في أحد هذه الأكياس المتكونة في جدار القولون ، مما ينتج عنه حدوث عدوى و تكوين خراج و ما يصاحب ذلك من أعراض عامة في جسم الإنسان .
- و تعتبر هذه الحالة من المصادر الأساسية للنزيف المتوسط و الشديد ، و قد تحتاج النقل للمستشفى بسرعة ، و رغم أنها تتوقف أحيانا من تلقاء نفسها لكنها قد تسبب فقد كبير للدم ، كما أنها تميل للحدوث المتكرر .
أورام القولون و المستقيم
تعتبر أورام القولون و المستقيم بنوعيها الحميد و الخبيث من أسباب نزيف المستقيم ، حيث تظهر في الغالب على شكل نتؤات و كتل على الجدار الداخلي للقولون و المستقيم ، لكن النزيف في هذه الحالة يميل إلى الكميات الصغيرة أو المتوسطة ، لذا لا يسبب مضاعفات سريعة لنزف الدم المفقود ، و قد تسبب الأورام المتواجدة في الجزء العلوي من القولون نزيف غير مرئي لا يكتشف إلا بالفحص الميكروسكوبي للبراز .
استئصال الزوائد القولونية
تعتبر الزوائد القولونية نوع من الأورام الحميدة التي تظهر في الجدار الداخلي للقولون ، و قد يستمر النزيف بعد العملية الجراحية بضعة أيام أو بضعة أسابيع .
مشاكل الأوعية الدموية المبطنة للقولون
داخل الجدار المكون للقولون تظهر أحيانا مشكلات في الاوعية الدموية الموجودة حيث يحدث تجمعات ذات أحجام غير معتادة لها في بعض مناطق جدار القولون ، و بالذات مع الكبر في السن .
التهابات القولون و المستقيم
حدوث التهابات في جدران القولون أو المستقيم و ما ينتج عن ذلك من احتقان في الأنسجة و ضعف يجعلها أكثر عرضة للنزيف ، و يتصف هذا النوع من النزيف بأنه يكون مصحوب بكثير من الأعراض المرتبطة بتفاعل الجهاز المناعي للجسم مع التهابات الأنسجة ، مثل آلام البطن و الإسهال و غيرها من الأعراض .
زائدة ميكيل
هى زائدة كيسية تقع في نهاية الأمعاء الدقيقة بالقرب من بدايات القولون ، و هي توجد منذ الولادة في حوالي 2 % من البشر ، و قد تبدأ هذه الزائدة في إفراز الأحماض في وسط غير ملائم لها مما ينتج عنه حدوث قرحة ، و من هذه القرحة قد يحدث نزيف .
أسباب نادرة
هي أسباب للنزيف نادرة الحدوث مثل حدوث قرحة تتوسع خارج جدار القناة الهضمية حتى تصل إلى وعاء دموي قريب و تقوم بعمل ثقب متقرح فيه يتسرب منه الدم ، كذلك حدوث قرحة في المستقيم أو ورم في الأمعاء الدقيقة .
التشخيص
يعتمد التشخيص على المعلومات الخاصة بالحالة بجانب الفحوصات و التحاليل التشخيصية ، حيث تعتمد المعلومات على ما ذكر سابقاً من سن المريض و حالته الصحية العامة و كمية النزيف و لونه و مدى تكراره ، كما تتوقف أغلب الفحوصات على مناظير القولون التي تقوم بتصوير و كشف الجدار الداخلي للقولون و حالة الأنسجة المبطنة له و الأوعية الدموية المغذية لها ، و من أهم المناظير المستخدمة للكشف الداخلي على القولون و المستقيم المنظار الشرجي و المنظار القولوني .
يمكن استعمال بعض أنواع الأشعة في التشخيص مثل :
أشعة ميكيل
التي تستخدم في اكتشاف وجود زائدة ميكيل ، حيث يحقن المريض بمادة نشطة إشعاعياً ، و يقوم الجهاز بتصويره بعد فترة زمنية لاكتشاف وجود زائدة ميكيل تمتص المادة المحقونة بواسطة الإفراز الحمضي لزائدة ميكيل .
كرات الدم الحمراء المشعة
التي يؤخذ فيها كمية من دم المريض و يتم خلطها بمادة نشطة إشعاعياً ، حيث تصبح خلايا الدم هذه ذات لون إشعاعي مميز و يتم إعادتها داخل جسم المريض ، و تصويرها إشعاعياً لاكتشاف ما إذا كانت ستمر من أي منطقة داخل القولون بطريقة غير معتادة تشير لوجود نزيف في أحد الأوعية الدموية الداخلية .
أشعة بالصبغة على الأوعية الدموية
حيث يتم حقن مادة صبغية داخل بعض الأوعية الدموية القريبة من القولون ، و تصوير مسار هذه الصبغة داخل الأوعية الدموية لاكتشاف أي تسرب قد يظهر عند مرورها بوعاء دموي غير سليم يسبب نزيف ، كما يتم استعمال بعض تحاليل الدم لاكتشاف الأنيميا التي تنتج أحياناً من النزيف و فقد الدم لفترات طويلة .
علاج نزيف المستقيم
يعتمد علاج نزيف المستقيم على ثلاث خطوات رئيسية :
- تعويض الدم المفقود من النزف و التعامل مع الأنيميا .
- تحديد سبب و مكان النزيف كما هو مذكور سابقاً .
- إيقاف النزيف و منع تكراره.
اقرأ أيضاً: