في الحقيقة هناك العديد من المفاهيم الخاطئة عن داء السكري و التي يتداولها المصابون بالسكري بينهم بدون التأكد من صحتها و هذا هو الأمر الذي يسبب في تأخر أخذ العلاج اللازم أحياناً أو الاستعمال الخاطئ لعلاج السكري الأمر الذي يترتب عنه حدوث مشاكل للمصابين بالسكري كان من السهل جداً تفاديها، و سأكتفي بذكر عشرة مفاهيم خاطئة و التي أعتقد أنها أهم تلك المفاهيم الخاطئة .
1- داء السكري لدي بسيط
في الحقيقة إما أن تكون مصاب بـ داء السكري و إمَا أنك غير مصاب بالسكري ، فلا يوجد هناك سكر بسيط أو سكر هامشي، ( و هناك قرائتان فقط لسكر الدم أكثر من 126 ملجم/ديسيليتر و أنت صائم ( أو أكثر من 200 ملجم/ديسليتر في عينة عشوائية مع وجود أعراض السكري) ، فإن هذا يعني أنك مصاب بداء السكري و عليك تعلم كيفية التعامل معه و اكتساب المهارات الأساسية للتعامل مع داء السكري و ذلك لتفادي حدوث مضاعفات السكري و خاصةً المزمنة منها، فانتبه لا يوجد هناك سكر بسيط أو هامشي.
2-لماذا أُصبت بـ داء السكري بالرغم من أنني لا أتناول الحلويات
هناك شيء مهم و هو أن كل ما نأكله من النشويات (سواء الحلويات أو المعجنات مثل الخبز و المكرونة و الكسكسي و الأرز ..) كلها تتحول إلى جلوكوز (سكر) ثم تمتص في الدم، فالمهم في الحقيقة هو كمية الأكل و ليس نوع الأكل أقصد أنه كلما زادت كمية السعرات الحرارية المأكولة مع عدم استخدامها و حرقها (بالرياضة و الحركة) كلما كان الإنسان عُرضة إلى السمنة الأمر الذي يجعله عُرضةً لحدوث داء السكري النوع الثاني، فالمهم في إصابتك بداء السكري هو السمنة و ليس كمية السكريات التي تأكلها، مع ملاحظة هامة و هي أن الحديث هنا عن النوع الثاني من داء السكري.
3- لقد امتنعت عن أكل النشويات حتى لا يرتفع سكر الدم
الامتناع التام عن أكل النشويات خطأ و بالرغم من أن النشويات تزيد من سكر الدم حتى للأشخاص الغير مصابين بالسكري، و لكن من المهم جداً للمصابين بالسكري أن يأكلوا النشويات (مثل الخبز و المكرونة و الكسكسي و الأرز..) ولكن بقدر معلوم بحيث لا يتجاوز 50% من كمية الأكل في الوجبة الرئيسية الواحدة ( أي حوالي سبعة إلى ثمانية ملاعق من ملاعق الأكل المعروفة)، لأن عدم تناول النشويات و الامتناع عنها سيسبب فشل بالجسم و عدم القدرة على النشاط الجسدي لأن النشويات هي المصدر الأساسي للطاقة التي يحتاجها الجسم لأداء و ظائفه الحيوية، ثم بالإضافة إلى النشويات فإنه بإمكان الشخص أن يُكثر من أكل الخضروات و السلاطات.
4- يقال أن الإنسولين يسبب مضاعفات السكري
بالطبع الحديث هنا عن النوع الثاني من داء السكري، في الحقيقة لا أدري ما السبب في هذا المفهوم و لكن ربما لأن هناك بعض الأشخاص بدأوا يستخدمون حُقن الإنسولين في مراحل متقدمة من داء السكري ( أي بعد حدوث المضاعفات المزمنة لداء السكري) .
و هذا المفهوم في الحقيقة ليس صحيحاً فإنك ستحتاج إلى استخدام حُقن الإنسولين في أية لحظة يراها الطبيب أنها مناسبة و ذلك نظراً لأن طبيعة داء السكري النوع الثاني الإستمرارية، أي أن ضعف خلايا البيتا بالبنكرياس هي من إحدى مسببات النوع الثاني لداء السكري و وُجد أن هذا الضعف في خلايا البيتا بالبنكرياس مستمر في التدهور حتى لو كان المصاب بالسكري يستخدم في أقراصه العلاجية لتخفيض سكر الدم بطريقة جيدة و لكن الحاجة إلى الإنسولين أمر متوقع الحدوث.
ثم أن الأبحاث العلمية الحديثة أوضحت أنه كلما استخدم المصاب بالسكري النوع الثاني حُقن الإنسولين في مراحل متقدمة من تشخيص المرض كلما كان هذا أفضل لحالته الصحية و لمنع حدوث المضاعفات المزمنة لداء السكري.
5- أي شخص يستخدم الإنسولين هو مصاب بالنوع الأول من داء السكري
ليس بالضرورة ذلك ، صحيح أن الإنسولين هو العلاج المستخدم لعلاج النوع الأول من داء السكري و لا يمكن علاج النوع الأول من داء السكري باستخدام الأقراص الخافضة لسكر الدم.
و لكن ليس بالضرورة أن كل الذين يستخدمون في الإنسولين هم من النوع الأول لداء السكري، فكما ذكرت في النقطة رقم 4 في الأعلى فإن هناك العديد من المصابين بالسكري النوع الثاني سيستخدمون الإنسولين في مرحلة معينة من مراحل المرض.
كما أن هناك بعض الأسباب الأخرى لزيادة سكر الدم و ليست من ضمن النوعين الأول و الثاني من داء السكري و في معظمها فإن الإنسولين هو العلاج الأنسب لعلاج زيادة سكر الدم.
6- قيل أن الإنسولين يسبب في مضاعفات السكري
الإنسولين هو هرمون أساسي، و الإنسولين المصنع حديثاً هو شبيه للإنسولين البشري تماماً و هو نقي جداً، و هذا الأمر يجعل المضاعفات نتيجة الإنسولين قليلة جداً، كما أن هناك العديد من الأبحاث المهمة و التي أوضحت بأنه لا توجد أية علاقة بين استخدام الإنسولين و زيادة مضاعفات السكري.
بل بالعكس فإن معظم الدرسات الهامة أوضحت أن استخدام الإنسولين بصورة صحيحة يحد من حدوث المضاعفات للسكري بقيم كبيرة جداً.
7- حالتي الصحية جيدة فما الذي يجعلني أهتم بالعناية الدائمة لداء السكري
في الحقيقة هذا الشعور حقيقي، أقصد أن مريض السكري ليس لديه أعراض كثيرة و خاصةً في بداية تشخيص المرض و عند البدء في العلاج، و عندما تختفي الأعراض التي كانت موجودة بسبب ارتفاع سكر الدم أثناء التشخيص فقد يعتقد المريض بأنه شُفي من داء السكري أو أن داء السكري ليس خطير أو أن داء السكري ليس بحاجة إلى عناية دائمة.
إن هذه المشاعر خاطئة في الحقيقة لأن خطورة داء السكري هو حدوث المضاعفات المزمنة و التي تحدث بعد مرور مدة من الزمن ليست بالقصيرة أي بعد مرور 15 أو 20 سنة من بداية تشخيص المرض و تحدث المضاعفات في حالة عدم التحكم الجيد بسكر الدم و قد تكون الزيادة في سكر الدم غير ملحوظة من قِبل المصاب بالسكري، و هنا تكمن خطورة داء السكري (حتى أن بعضهم يصف داء السكري بالقاتل الصامت)، فيجب الاهتمام و التأكد من التحكم في داء السكري و ذلك للحصول على القيم المقترحة لسكر الدم و ذلك باستخدام أجهزة قياس سكر الدم و التحليل الدوري للسكر التراكمي لسكر الدم و متابعة ضغط الدم و تحليل الدهون بالدم من وقت لآخر.
8- ليس هناك أهمية من قياس سكرالدم فأنا أشعر بزيادته
الكثير من مرضى السكري يقولون ذلك، وفي الحقيقة فإنه فعلاً هناك بعض المصابين بالسكري و لديهم القدرة على الشعور بزيادة سكر الدم، و لكن الأبحاث العلمية أوضحت بأن معظم المصابين بالسكري ليس لديهم القدرة على التخمين الصحيح بمعدل سكر الدم و هناك من يقول لك بأنه لا يشعر بزيادة السكر بدمه و هو في الحقيقة أكثر من 200 ملجم/ديسيليتر، و البعض الآخر لا يشعر بأعراض زيادة سكر الدم بعد أن يكون سكر دمه أكثر من 350 ملجم/ديسيليتر.
9- سأهتم بنفسي و اتبع حمية غذائية و أمارس الرياضة و لن أستمر في أدوية علاج داء السكري
(بالطبع الحديث هنا عن النوع الثاني من داء السكري) في الحقيقة قد يكون ذلك ممكناً و لكن لعدد قليل جداً من المصابين بالسكري النوع الثاني، حيث أن داء السكري النوع الثاني من طبيعته الاستمرارية، أي أن السبب في حدوث النوع الثاني من داء السكري مستمر حتى لو أن المصاب بالسكري مستمر و بصورة جيدة في الحمية الغذائية و ممارسة الرياضة.
و هذه الاستمرارية في تدهور المرض ستجعل استخدام الأقراص الخافضة للسكر أمراً حتمياً، إذاً هل صحيح يمكن الاستغناء عن استخدام الأقراص لعلاج السكري ؟ الإجابة : في الغالب لابد من استخدام الأقراص أو الحقن بمرور الوقت.
10- مضاعفات داء السكري حتمية
بالطبع هذا مفهوم خاطئ و قد ثبث علمياً أن التحكم الجيد في سكر الدم يخفف من حدوث مضاعفات السكري المزمنة بصورة كبيرة جداً قد تصل أحياناً إلى 70% و هذه النسب مهمة و جيدة الأمر الذي يجعل المصاب بالسكري حريص و متحمس على اتباع الحمية الغذائية المناسبة و ممارسة الرياضة و أخذ العلاج الطبي بصورة منتظمة و كذلك المتابعة الطبية المنتظمة و ذلك للتحكم الجيد في سكر الدم.
اقرأ أيضاً :