جهاز المناعة هو أحد الأجهزة الهامة في الجسم فهو الحصن المنيع الذي يدافع عنك بقوة ضد أي ميكروبات قد تسبب لك الأمراض، بالإضافة لوظائفه الأخرى التي تساعد الجسم على التخلص من أي مواد سامة أو مسببة للحساسية، مستخدماً في ذلك الآليات الفطرية والتكيفية التي تكشف عن أي ميكروب ومن ثم تقضي عليه. لذلك تعالوا نتعرف كيف تكون الاستجابة المناعية وكيف تعمل؟!
آليات عمل جهاز المناعة
العالم من حولنا مليء بالميكروبات التي قد تتسبب في كثير من الأمراض للإنسان، وهذه الميكروبات تحتوي على مواد سامة ومسببات للحساسية، ولهذا خلق جهاز المناعة، فهو يقوم بالتعرف على الكائنات الغريبة وأيضا الخلايا والأنسجة الغريبة على الجسم، ليقوم بمطاردتها وهذا ما يعرف بـ الاستجابة المناعية. مستخدماً في ذلك مجموعة معقدة من آليات الحماية ليسيطر على أي كائنات حية وأيضاً السموم ويقضي عليها.
الاستجابة المناعية وكيف يتعرف جسمك على الكائنات والمواد الضارة
يقوم جهاز المناعة بحماية الجسم من أي مواد أو كائنات من المحتمل أن تكون ضارة والتي تسمى بالمستضدات والاستجابة لها، والمستضدات عبارة عن مواد في العادة “بروتينات” تكون على سطح الخلايا والفطريات والفيروسات والبكتيريا، ومن الممكن أن تكون أيضاً مواد غير حية كالسموم والأدوية والمواد الكيميائية. ودور جهاز المناعة هنا هو التعرف على هذه المواد المحتوية على المستضدات وتدميرها.
ومن هنا فتعرف الاستجابة المناعية على أنها مجموعة الظواهر تتحد معاً للتعرف على أي عامل خارجي وغريب عن الجسم. كما أن خلايا الجسم تحتوي هي الأخرى على بروتينات مستضدات تسمى مستضدات HLA، ولكن الجهاز المناعي يتعلم رؤيتها بشكل طبيعي وفي العادة لا يتفاعل معها.
أنواع المناعة في جسم الإنسان
تختلف أنظمة المناعة من جسم لآخر ومن شخص لآخر، لكن هذه الأنظمة تكون في أقوى حالتها في مرحلة البلوغ لأن جهاز المناعة خلال هذه المرحلة يكون درس أي مواد غريبة وضارة قد يتعرض لها بشكل جيد ويكون جاهز لمحاربتها، أما بالنسبة لأنواع المناعة فيمكن تقسيمها إلى ما يلي:
المناعة الفطرية
وهي الحصانة المناعية ونظام الدفاع الذي يولد الشخص به، يقوم هذا النظام بحمايتك من جميع المستضدات لأنه يحتوي ويتضمن حواجز تمنع دخول أي مواد ضارة للجسم، وهذه الحواجز تعتبر خط الدفاع الأول في الاستجابة المناعية ومن أهم الأمثلة على هذا النوع من المناعة:
- منعكس السعال
- زيوت الجلد
- إنزيمات الدموع
- الأغشية المخاطية التي تقوم بحجز البكتيريا والجزيئات الصغيرة
- البشرة
- حمض المعدة
المناعة المكتسبة
إذا قامت أحد المستضدات بتجاوز حدود وحواجز المناعة الفطرية، يقوم جزء أخرى من الجهاز المناعي بالاستجابة المناعية ويبدأ بمهاجمتها وتدميرها وهذا الجزء هو المناعة المكتسبة. ويطلق عليه أيضاً المناعة التكيفية، وهي حصانة تتطور مع التعرض لمختلف المستضدات حيث يقوم جهاز المناعي ببناء دفاع محدد من الأجسام المضادة ضد هذه المستضد الجديد.
المناعة السلبية
المناعة السلبية عبارة عن أجسام مضادة يتم إنتاجها في جسم غير جسمك، ويتم استعارتها من مصدر آخر ولكن لا تستمر طويلاً مجرد فترة وتنتهي هذه الأجسام. ومن أمثلة ذلك: الرضع حيث تكون لديهم مناعة سلبية ويولدون بأجسام مضادة تنتقل لهم عن طريق المشيمة من أمهاتهم، وتختفي هذه الأجسام في غصون 6 لـ 12 شهر.
وقد تكون المناعة السلبية أيضاً ناتجة عن حقن مصل مضاد، يحتوي على بعض الأجسام المضادة التي تكونت من شخص آخر أو حيوان آخر، وهذا المصل يوفر حماية ودفاع فوري ضد مستضد بعينه لكنه ليس طويل الأمد مثل الجلوبيولين المناعي الذي يعطى في حال التعرض لالتهاب الكبد.
مكونات الدم في جهاز المناعة
يحتوي الجهاز المناعي في الجسم على أنواع معينة من خلايا الدم البيضاء وهي تدور بصورة مستمرة في الأوعية الدموية والأوعية اللمفاوية بالإضافة لبعض المواد الكيميائية والبروتينات في الدم، يعملون معاً لمساعدة خلايا الجهاز المناعي.
الخلايا اللمفاوية
هي أحد أنواع خلايا الدم البيضاء، وتنقسم لنوعين T و B. وهي خلايا تساعد الجسم على تذكر المستضدات التي تهاجمه، وتستدعي الخلايا المناعية لمهاجمتها. وهذه الخلايا اللمفاوية تبدأ في نخاع العظام، بعضها يستقر في النخاع وبعضها يتطور ويصبح خلايا لمفاوية ب، والبعض الآخر يصبح خلايا لمفاوية تائية بعد اتجاهها للغدة الصعترية. وهذان النوعان لهم مهام وأدوار مختلفة:
تساعد الخلايا اللمفاوية الجسم على تذكر الغزاة السابقين الذين هاجموا القصر (الجسم) من قبل، والتعرف عليهم إذا عادوا للهجوم مرة أخرى، تبدأ الخلايا اللمفاوية حياتها في نخاع العظام، يبقى بعضها في النخاع ويتطور لخلايا ليمفاوية ب، بينما البعض الآخر يتجه للغدة الصعترية ويصبح الخلايا اللمفاوية التائية، ولهذين النوعين أدوار مختلفة كما يلي:
الخلايا اللمفاوية B: تقوم بإنتاج الأجسام المضادة وأيضاً تنبه الخلايا اللمفاوية التائية ضد مستضد معين
الخلايا اللمفاوية T: تقوم بتدمير المستضدات مباشرة وتساعد في التحكم في الاستجابة المناعية وتنبه خلايا الدم البيضاء الأخرى
وبمجرد تكوين الخلايا البائية والتائية ستتضاعف بعض الخلايا وتوفر ذاكرة لجهاز المناعة لديك وهذا يتيح لجهاز المناعة الاستجابة بشكل أسرع وأكثر كفاءة في المرات القادمة التي سيتعرض الجسم فيها لنفس المستضد وقد يمنعك من الإصابة بالمرض مرة أخرى لأنك تكون محصناً.
الاستجابة الالتهابية
يحدث هذا النوع من الاستجابة عندما تصاب الأنسجة بالبكتيريا أو السموم .. إلخ، فتقوم الخلايا التالفة في هذه الحالة بإطلاق مواد كيميائية تعمل على تسريب الأوعية الدموية للسوائل داخل الأنسجة، وهذا ما قد ينتج عنه التورم الذي يساعد على عزل المادة الغريبة من أي تلامس إضافي مع أنسجة الجسم. والمواد الكيميائية هذه تجذب أيضاً خلايا الدم البيضاء التي تعرف بإسم الخلايا البلعمية، وهي التي تأكل الجراثيم والخلايا الميتة والتالفة،
اضطراب جهاز المناعة والحساسية
تحدث اضطرابات الجهاز المناعي نتيجة لكونه شديد التعقيد وفرص حدوث خلل بداخله واردة وهذه الاضطرابات ناتجة عن:
نقص المناعة: ويكون نتيجة لـ ” السمنة، تقدم العمر، الإدمان على الحكوليات، سوء التغذية، بعض الأمراض كالإيدز
المناعة الذاتية: وهذه الحالة معقدة لأن الجهاز المناعي في هذه الحالة يقوم بمهاجمة خلايا الجسم السليمة بدلا ًمن المستضدات التي تسبب المرض، ومن الأمثلة على ذلك التهاب المفاصل الروماتويدي والاضطرابات الهضمية ومرض جريفر
فرط الحساسية: وفي هذه الحالة يتفاعل الجهاز المناعي داخل الجسم بطريقة غريبة تتسبب في تلف الأجهزة السليمة ومن الأمثلة على ذلك صدمة الحساسية التي يستجيب فيها الجسم لكن بطريقة تكون مهددة للحياة.
تحصين جهاز المناعة و الاستجابة المناعية
التطعيمات والتحصينات هي طريقة فعالة لتحفيز الاستجابة المناعية ، حيث يتم خلالها إعطاء جرعات صغيرة ضد المستضدات كالفيروسات الحية، الميتة أو الضعيفة. وذلك لتنشيط ذاكرة الجهاز المناعي وهذا يسمح لجسمك التفاعل بشكل سريع وبكفاءة أكثر.
والاستجابة المناعية الفعالة تحمي من العديد من الأمراض والاضطرابات، أما الاستجابة المناعية غير الفعالة تساعد على تطور الأمراض. أما الاستجابة المناعية الخاطئة فتتسبب في حدوث اضطرابات جهاز المناعة. كما أن الاستجابة المناعية المفرطة تؤدي إلى تطور أمراض المناعة الذاتية، لأن الأجسام المضادة تكون ضد أنسجة الجسم نفسها.
مضاعفات الاستجابة المناعية
أما المضاعفات المحتملة لـ الاستجابات المناعية المتغيرة فتتضمن ما يلي:
- الحساسية
- الحساسية المفرطة
- اضطرابات المناعة الذاتية
- اضطرابات نقص المناعة
- داء المصل
- رفض الزرع