للصيام فوائد كثيرة في معالجة العديد من الأمراض المزمنة، فالصوم يقلل أخطار السمنة والضغط النفسي، وارتفاع مستوى السكر في الدم ومستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية وضغط الدم ومشاكل الكلى وأمراض القلب، لذلك يعد رمضان فرصة لراحة الجهاز الهضمي من عمله المتواصل طوال العام، ولكن هل الصيام لمرضى الكبد مفيد لهم؟ هذا ما سنتناوله في المقال التالي، لذلك تابع معنا عزيزي القارئ.
الصيام لمرضى الكبد
عن صيام مريض الكبد يؤكد الدكتور سعيد شلبي أستاذ الباطنة والجهاز الهضمي والكبد ورئيس قسم الطب التكميلي بالمركز القومى للبحوث أن هناك بعض مرضى الكبد يستفيدون صحياً من فريضة الصيام، وفي مقدمتهم مرضى الكبد الدهني، حيث يساعدهم صيام شهر رمضام على خفض الوزن.
و أوضح شلبي أن إستفادة مرضى تدهن الكبد إستفادة قصوى من الصيام خلال شهر رمضان يجب أن يكون متزامناً مع تجنبهم لتناول الأغذية التي تحتوي على الدهون، ولحم الضأن، والكبدة، والكلاوي، والمخ، والسمن البلدي، فضلاً عن استخدام زيت الذرة والزيتون عند إعداد طعامهم.
وقال “إن تدهن الكبد نوعان الأول منهما بسيط ويصاحبه إنزيمات كبد طبيعية ويسمح للمريض به بالصوم، فيما يوصف الثاني بأنه تدهن الكبد الالتهابي، والذي ترتفع فيه إنزيمات الكبد ويمكن للمريض في تلك الحالة الصوم بشرط ضمان عدم وجود مضاعفات”.
وأشار إلى أن مرضى الكبد ينقسمون إلى ثلاث مجموعات، هي مرضى يعانون من:
التهاب مزمن بالكبد
ويكون نتيجة للفيروس الكبدي “بي”، و “سي” أو من الأمراض المزمنة الأخرى للكبد وهذه المجموعة يمكنها الصوم، وخاصة في وجود إنزيمات طبيعية للكبد مع تناولهم العلاجات المناسبة حسبما يحددها الطبيب المعالج، موضحاً أن هذه المجموعة تشمل المرضى الذين يتم علاجهم بحقن الإنترفيرون في حالة عدم وجود مضاعفات، مع الإكثار من تناول الماء في السحور.
تليف بسيط بالكبد
وفي وجود وظائف كبد طبيعية يسمح لهم بالصيام ما لم تحدث مضاعفات.
تليف بالكبد في مرحلة متأخرة
وغالبا لا يسمح لهم بالصوم نظرا لاحتياج المريض إلى العلاج في أوقات معينة.
وأكد أن مرضى الإستسقاء والغيبوبة الكبدية والقىء الدموي وغيرها من مضاعفات التليف المتأخر لا يسمح لهم بالصوم على الإطلاق للضرر، بالإضافة إلى احتمال انخفاض مستوى سكر الدم، مما يترتب عليه عدم قدرة المريض الصائم على تكملة اليوم.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد مدحت أستاذ ورئيس أقسام الكبد بمستشفى الشرطة، أن مرضى الكبد ينقسمون إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى
الحالات المستقرة، وهذه المجموعة ينبغي عليها تجنب الإكثار من البروتين الحيواني والنباتي مثل اللحوم، سواء كانت حمراء أو لحوم الدواجن.
أما البروتين النباتي فيشمل الفول والعدس واللوبيا والفاصوليا، كما يجب على مريض الكبد في هذه المجموعة تجنب كثرة تناول المأكولات المالحة مثل: المخللات، والجبن المالح، والأسماك المملحة.
المجموعة الثانية
الحالات غير المستقرة والتي تسمى بما قبل الغيبوبة الكبدية، وهم الذين يتعرضون في بعض الأحيان إلى حدوث عدم تركيز، فهؤلاء المرضى يجب ألا تتعدى كمية البروتين الحيواني التي يتناولونها 50 جراما في اليوم.
أما البروتين النباتي مثل الفول فيجب ألا يزيد عن ثلاث ملاعق في السحور، وعند تناول أنواع البقوليات الأخرى في وجبة الإفطار مثل الفاصوليا، واللوبيا الجافة، والعدس، فيجب أن تكون الكمية قليلة حتى لا يدخل المريض في الغيبوبة وتسوء حالته.
هل يمكن الصيام لمرضى الكبد؟
في غالب الأحيان يكون الجواب “نعم” يمكنهم الصيام في الحالات الآتية:
- يكون المرض غير مزمن وليس في مراحله المتأخرة.
- لا توجد لديهم مضاعفات أو أمراض أخرى تمنعهم من الصيام.
- لا توجد أدوية تؤخذ على فترات متقاربة أو مدرات للبول تؤخذ بجرعات عالية، وذلك لتجنيب المريض خطورة فقد السوائل الحاد مع الصيام.
وقد يكون الصيام مفيدا لبعض المرضى مثل المصابين بتشحم الكبد، حيث إن الصيام مع الحمية الغذائية المناسبة قد يؤديان إلى انخفاض الوزن وانخفاض نسبة الدهون في الدم ومن ثم تحسن حالة الكبد، لكن يجب استشارة الطبيب دائما لأخذ النصائح لكل حالة على حدة.
متى يكون الصيام لمرضى الكبد خطر؟
يمنع الصيام لمرضى الكبد في الحالات التالية:
المرضى المصابون بأمراض مزمنة
خاصة في مراحلها المتأخرة، مثل مرضى تليف الكبد (بأسبابه المختلفة)، والمصحوبة بفشل كبدي و وجود مضاعفات مثل: تكرر الغيبوبة الكبدية، والتهاب الغشاء البريتوني في البطن، وسوء الحالة العامة والصحية للمريض والإعياء العام، خصوصاً إن كانوا مصابين بأمراض مزمنة أخرى مثل: السكري وأمراض القلب والكلى وغيرها.
المرضى الذين يتعاطون أدوية مدرة للبول
خصوصا بجرعات عالية لعلاج الإستسقاء واحتباس السوائل في الجسم، مما قد يعرضهم لفقد كميات كبيرة من السوائل والأملاح، خصوصاً في فصل الصيف، حيث الجو حار ومدة الصيام تكون أطول، ففي هذه الحالة يكون عدم الصيام أفضل.
المرضى الذين يتعاطون أدوية تؤخذ على فترات متقاربة
مثل الملينات التي تعطي للمرضى المصابين باعتلال المخ الكبدي والغيبوبة الكبدية وتكرار حدوثها، أو المرضى الذين يتعاطون دواء “الإنترفيرون” الذي يسبب لهم مضاعفات مثل: ارتفاع درجة الحرارة، والغثيان، والتقيؤ، أو الإعياء العام مما قد يجعل الصيام صعباً عليهم، خصوصاً في الأيام التي يتعاطون فيها الجرعة العلاجية.
بعض المرضى في فترة ما بعد علاج نزيف دوالي المرئ
والذي يكون عن طريق المنظار بالحقن، حيث يكونون عرضة للإصابة بالقروح، سواء في المرئ أو المعدة، وذلك بناءا على مكان الحقن العلاجية بالتحديد، أو وجود التهابات شديدة، وقروح معوية مدمية تستلزم المتابعة والعلاج الدقيق، فيكون عدم الصيام أفضل.
أمور يجب مراعاتها
- الابتعاد عن الأكل المضاف إليه ملح للذين لديهم إستسقاء وتورم في القدمين وسوائل في تجويف البطن.
- التقليل قدر المستطاع من الدهون الحيوانية الموجودة في اللحم والألبان ومشتقاتهما، واستخدام كميات قليلة من الدهون النباتية.
- تقليل كمية البروتينات للمرضى المصابين بمرض مزمن والمصابين بتكرر اعتلال المخ والغيبوبة الكبدية.
- الإقلال من العصائر والتمور لما تحتويه من كميات عالية من البوتاسيوم، وذلك للمرضى الذين يتناولون مدرات للبول ومن النوع الذي يؤدي إلى الاحتفاظ بالبوتاسيوم في الجسم مثل دواء “الداكتون” ويمكن تناولها بكميات قليلة ومقننة.
نصائح مهمة
يجب علي مريض الكبد القيام بالآتي:
- قم بالإكثار من السكريات في السحور مع الحرص على تأخيره والتعجيل بالإفطار، حتى يمكنه تعويض السكريات المنخفضة بالدم أثناء فترة الصيام.
- يفضل الإكثار من السلطة الخضراء، حتى تعطي له السوائل التي يحتاجها الجسم.
- ضرورة تناول الفواكه بكميات كبيرة، حتى يحقق جميع احتياجات الجسم من الفيتامينات والسوائل والسكريات، مع مراعاة تجنب الإمساك.
- تناول الخبز البلدي الذي يحتوي على الرده والنخالة، فهو يساعد في تنشيط القولون وطرد الفضلات.
- تجنب الدهنيات والمعلبات لأنها تسبب الحموضة وعسر الهضم.
- يمكن شرب الكركديه والدوم المنقوع والينسون والحلبة المغلية كبدائل إضافية، حيث أن الحلبة المغلية يمكن أن تساعد على خفض مستوى سكر الدم.