قد تكون سمعت عن المياه القلوية مؤخراً، وسمعت أنها تساعد على إبطاء عملية الشيخوخة، وتنظم الرقم الهيدروجيني للجسم ، بل ومنع الأمراض المزمنة، لكن هل هذا صحيح؟ الإجابة على كل تلك التساؤلات ستجدها في المقال التالي عزيزي القارئ.

ما هي المياه القلوية ؟

المقصود بكلمة القلوية في المياه القلوية هو الرقم الهيدروجيني، ومستوى الرقم الهيدروجيني هو رقم يقيس مدى حمضية أو قلوية المواد على مقياس من 0 إلى 14، فعلى سبيل المثال، الأطعمة مع الرقم الهيدروجيني رقم 1 يعتبر حمضي جدا، أما على رقم 13 فهو يعتبر قلوي جدا.

تحتوي المياه القلوية على مستوى أعلى من الرقم الهيدروجيني مقارنة بمياه الشرب العادية، ولذلك يعتقد البعض أنه يمكن لهذه المياه تنظيم درجة الحموضة في جسمك، وعادة ما يكون لمياه الشرب العادية درجة رقم هيدروجيني محايدة تصل إلى 7 أما المياه القلوية فعادة لها رقم هيدروجيني من 8 إلى 9.

فوائد المياه القلوية

تعتبر المياه القلوية مثيرة للجدل، وهناك الكثير المعترضين على استخدامها، وحجته أنه لا يوجد أبحاث كافية تدعم تلك الفوائد المزعومة، لكن وفقا لموقع مايو كلينيك تعتبر المياه العادية هي الأفضل بالنسبة لمعظم الناس، خاصة مع عدم وجود ما يدعم هذه الإداعاءات.

لكن مع ذلك هناك بعض الدراسات التي قد تشير إلى فوائد المياه القلوية لبعض الحالات، ففي دراسة أجريت أظهرت أن شرب المياه القلوية ذات الرقم الهيدروجيني 8.8 قد يساعد على تعطيل الببسين، وهو الإنزيم الرئيسي الذي يسبب ارتداد الحمض.

وأشارت دراسة أخرى أن شرب المياه القلوية قد يكون له فوائد للذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، والسكري وارتفاع الكوليسترول، ومع ذلك هناك حاجة لمزيد من البحوث وراء هذه الدراسات الصغيرة، خاصة فيما يخص باقي الإداعاءات.

وذكر البعض أن فوائد المياه القلوية تتمثل في:

مكافحة الشيخوخة من خلال خصائص مضادات الأكسدة.
خصائص لتطهير القولون.
دعم الجهاز المناعي.
الترطيب، خاصة لصحة الجلد.
خسارة الوزن.
مقاومة السرطان.

الآثار الجانبية وأضرار الماء القلوي

بالرغم من أن المياه القلوية تعتبر آمنة للشرب، إلا أنه هناك بعض الآثار الجانبية المحتملة لهذه المياه منها، خفض أحماض المعدة الطبيعية، التي تساعد على قتل البكتيريا وطرد مسببات الأمراض الغير مرغوب فيها من دخول مجرى الدم.

أيضا قد يسبب الإفراط في النسب القلوية في الجسم في التسبب في مشاكل للجهاز الهضمي، وتهيج الجلد، كما أن الكثير من القلويات يمكن أن يسبب التأثير على درجة حموضة الجسم الطبيعية، مما يؤدي إلى القلاء الاستقلابي وقد ينتج عنه الأعراض التالية:

غثيان وقئ.
هزات اليد.
ارتعاش العضلات.
وخز في الأطراف أو الوجه.
ارتباك وتشوش.

القلاء يمكن أن يسبب انخفاض الكالسيوم والذي بدوره يؤثر على صحة العظام، ومع ذلك فإن السبب الأكثر شيوعا لنقص كالسيوم الدم ليس من شرب المياه القلوية، ولكن بسبب عدم نشاط الغدة الدرقية.

أنواع المياه القلوية

تعتبر المياه القلوية طبيعية في حال كانت المياه تمر بين الصخور مثل الينابيع التي تلتقط بدورها المعادن والتي تزيد من مستوى القلوية في المياه.

وتكون صناعية وفقا لرأي بعض الخبراء، بسبب العملية الكيميائية التي تعرف بـ التحليل الكهربائي، وذلك لرفع درجة الحموضة للمياه العادية من خلال ما يعرف بالمؤين، حيث يذكر المصنعين أن الكهرباء تستخدم لفصل الجزيئات في الماء التي تكون أكثر حمضية أو أكثر قلوية، وهنا يذكر الأطباء والباحثين أنه لا يوجد أبحاث كفاية تدعم ذلك.

كما تحذر منظمة الصحة العالمية من شرب المياه ذات المحتوى المعدني المنخفض على أساس منتظم.

كيف تصنع المياه القلوية في المنزل؟

يمكنك صنع المياه القلوية في المنزل من خلال إضافة عصير الليمون على الرغم من درجة حمضيته، فالليمون يحتوي على المعادن التي تقوم بتغيير تكوين المياه:

قم بإضافة عصير الليمون إلى كوب من الماء لتصبح قلوية أكثر.
يمكنك إضافة صودا الخبز لجعل المياه أكثر قلوية أيضا.

من المهم أن تستخدم المياه المقطرة، لأن مياه الصنبور أو المياه المعبأة في زجاجات قد يكون لها إضافات أخرى.

هل الماء القلوي يعتبر آمن للشرب؟

في الحقيقة يعتبر جوهر الخلاف حول هذه المياه هو مدى قدرتها على تحقيق الفوائد التي يدعيها البعض، وليس مدى الأمان في الشرب بشكل عام، فالمياه القلوية آمنة بشكل عام لأنها تحتوي على المعادن الطبيعية، ومع ذلك يجب توخي الحذر من المياه القلوية الاصطناعية التي تحتوي على قدر أقل من المعادن مقارنة بارتفاع درجة الحموضة فيه، فالإفراط يسبب نقص المعادن في جسمك.

في النهاية عزيزي القارئ، قبل أن تقوم بتغيير عاداتك من تلقاء نفسك مع كل هذا الجدل، قم باستشارة الطبيب، ويمكنك أن تقوم باستشارة أحد أطبائنا.. من هنا لأي استفسار طبي.