العملية القيصرية هي عبارة عن شق البطن والرحم من أجل الوصول للجنين، ويتم إجرائها بناءً على أسباب يحددها الطبيب، ولكن من مضاعفاتها المحتملة والنادرة في الوقت ذاته هو الفتق، اعرفي معنا في هذا المقال ما هو فتق بعد العملية القيصرية وأعراضه وطرق علاجه.
ما هو فتق بعد العملية القيصرية؟
الفتق هو من المضاعفات النادرة للولادة القيصرية، وعبارة عن ضعف جزء من جدار البطن، مما يتسبب في بروز جزء من المعدة أو الأمعاء أو اندفاعها من خلال تلك المنطقة الضعيفة، ليؤدي في النهاية لانتفاخ البطن أو تورمها، وفي حالة الولادة القيصرية تكون المنطقة الضعيفة هي جرح العملية.
النساء الأكثر عرضة لفتق بعد العملية القيصرية:
- يعانون من السمنة (الوزن الزائد يضع ضغطًا إضافيًا على المعدة).
- شق قيصري أكبر.
- مصابة بمرض السكري.
- ضعف الأنسجة.
شكل فتق العملية القيصرية
يكون شكل الفتق بعد العملية القيصرية عبارة عن بروز جزء من البطن أو انتفاخ صغير مثل حجم حبة العنب، أو يمكن أن يكون كبيرًا جدًا، ويمكن أن يكون على شكل كتلة في البطن تتحرك أو قد تبقى مكانها بعد الولادة القيصرية.
أعراض الفتق بعد الولادة القيصرية
الفتق بعد العملية القيصرية لا يتسبب عادةً أعراضًا سوى الأعراض الجسدية، لذا تدارك العلامات والأعراض التالية قد يساعدك في تشخيص حالتك مبكرًا، وتشمل الأعراض ما يلي:
انتفاخ البطن
يتمثل أكثر أعراض الفتق بعد العملية القيصرية شيوعًا في انتفاخ غير عادي بالقرب من مكان الشق الجراحي أو متصل به، وقد يغير الفتق وضعه أو ينمو بمرور الوقت فمن الممكن ملاحظة هذا الانتفاخ بعد أشهر من ولادة طفلك، حيث يكون انتفاخًا على طول ندبة باهتة.
ألم أو الشعور بعدم راحة
في بعض الأحيان يمكن أن يتسبب الفتق الجراحي في الألم وعدم الشعور بالراحة، خاصةً عندما يكون الانتفاخ في المعدة أكثر وضوحًا، ويمكن أن يمثل هذا العرض تحديًا للأم الجديدة للتعرف عليه في البداية، فعملية التعافي بعد الولادة القيصرية يمكن أن تسبب عدم الشعور بالراحة، بينما الانزعاج والشعور بالضيق من الفتق سيستمر حتى بعد التعافي من الولادة القيصرية.
الغثيان أو الإمساك
يؤثر الفتق الجراحي على المناطق المحيطة بالمعدة، لذا يمكن أن يسبب اضطرابًا في المعدة، وهذا يشمل الغثيان والقيء، بينما الإمساك هو عرض آخر لأن الفتق يمكن أن يتسبب في خروج الأمعاء من مكانها، مما يجعل حركة الأمعاء أكثر صعوبة.
يمكن أن يساعد إدراك العلامات والأعراض مبكرًا على الحصول على العلاج الطبي المناسب.
طرق التشخيص
عادة ما يكون الطبيب قادرًا على تشخيص الفتق عن طريق فحص المنطقة الموجود بها جرح الولادة، وأحيانًا يكون الفتق مرئيًا فقط في أوضاع معينة، أو عند السعال، لذلك قد يلمس الطبيب الجرح ويطلب منكِ الانحناء للأمام أو السعال.
ولكن هناك بعض الحالات التي يمكن أن تحدث بعد العملية القيصرية مع أعراض مشابهة للفتق، وتتضمن هذه الحالات ما يلي:
- خراج.
- ورم دموي.
- بطانة جدار البطن.
- تمزق الرحم.
- عدوى الجرح.
لذا يستخدم الأطباء أحيانًا الأشعة لاستبعاد الحالات الأخرى ولتأكيد تشخيص الفتق، أو لتقييم ما إذا كانت الأمعاء محاصرة داخل الفتق، وتشمل الأشعة المستخدمة الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية.
علاج الفتق بعد الولادة القيصرية
الجراحة هي العلاج المعتاد للفتق الجراحي، ولكن الأطباء لا ينصحون عادة بإجراء جراحة إلا إذا كانت المرأة تعاني من أعراض معينة، وتشمل ما يلي:
- الفتق يزداد في الحجم ويصبح أكثر وضوحًا.
- الفتق يسبب إزعاجًا يجعل من الصعب عليكِ إكمال أنشطتك اليومية.
- الفتق مختنق أو مسجون -الأمعاء محاصرة في الفتق ولا تحصل على الكثير من تدفق الدم، وعادة ما تسبب الكثير من الألم-
لا توجد أي أدوية يمكنك تناولها لتصغير الفتق، بينما ترتدي بعض النساء حزامًا مطاطيًا يمنع الفتق من البروز، ولكن لن يؤدي هذا إلى التخلص من الفتق ولكنه قد يساعد في تخفيف الأعراض، بينما يمكن للجراحة فقط أن تقلل بشكل نهائي من ظهور الفتق.
يقوم الطبيب الجراح بتقييم الفتق الخاص بك والتوصية بطريقة علاج محددة للتخلص منه، على سبيل المثال سيستخدم بعض الجراحين تقنية “مفتوحة” يتضمن ذلك عمل شق أكبر لإصلاح الفتق، بدلاً من ذلك تتضمن الأساليب التنظيرية أو تقنيات الحد الأدنى من التدخل إجراء شقوق صغيرة للوصول إلى المنطقة المصابة.
عادة مع كلا الطريقتين الجراحيين سيضع الطبيب قطعة من الشبكة الجراحية فوق المنطقة الضعيفة، وهذا يساعد على تثبيتها في مكانها بشكل صحيح.
مضاعفات فتق بعد العملية القيصرية
يمكن أن يشفي الفتق الصغير في بعض الحالات دون أدوية أو تدخل جراحي من تلقاء نفسه، وعلى الرغم من ذلك هناك خطر من أن يحدث اختناق للفتق أو يصبح محاصرًا، لذا يتطلب حينها اللجوء للرعاية الطبية على الفور.
ما هو الفتق المختنق بعد الولادة القيصرية؟
اختناق الفتق هو حالة طبية نادرة الحدوث، ويمكن أن يحدث هذا إذا أصبح النسيج المنفتق محاصرًا أو محبوسًا، ولكن سيؤدي حينها إلى قطع إمداد الدم للأعضاء الحيوية في المعدة، بما في ذلك الأمعاء.
وتشمل أعراض الفتق المختنق ما يلي:
- ألم يزداد ببطء في المعدة.
- حنان أو ألم في الفتق أو بالقرب منه.
- قيء وغثيان.
- احمرار وتورم في المعدة.
يمكن للفتق المختنق أن يهدد الحياة، فقد يسبب مشاكل مثل:
- ثقب في الأمعاء.
- انسداد في الأمعاء.
- نزيف داخلي.
- سائل في تجويف البطن.
الفتق بعد العملية القيصرية المختنق هو حالة طبية طارئة تستدعي التوجه إلى غرفة الطوارئ في أقرب مشفى على الفور.
متى يكون الفتق بعد الولادة القيصرية أكثر وضوحًا؟
- عادة ما يكون أكثر وضوحًا في الظروف التالية:
- عندما تكونين منتصبة وطويلة القامة.
- عندما تشاركين في نشاط بدني مثل رفع شيء فوق رأسك.
- عندما تسعلين.
فقد يبدو شكل جلد البطن حينها مرتخيًا أو مغمورًا أو منتفخًا بعد الولادة، وهذا يمكن أن يجعل من الصعب معرفة ما إذا كنتِ تعانين من أعراض الفتق أو أن كنتِ تتعافين ببساطة من الولادة القيصرية، لذا تحتاجين إلى متابعة الطبيب للتأكد من السبب في هذه الأعراض.
ما هو معدل الإصابة بفتق بعد الولادة القيصرية؟
أشارت دراسة بحثية أنه من كل 1000 ولادة قيصرية 2 من النساء يصابون بالفتق، حيث يتطلب الأمر علاجه جراحيًا في غضون 10 سنوات من الولادة.
ومن المحتمل أن يكون هناك عدد أكبر من النساء مصابات بالفتق بعد العملية القيصرية، لكن قد لا يخضعن لعملية جراحية لعلاجه لبعض الوقت أو على الإطلاق.
وجدت الدراسة أيضًا أن النساء اللواتي لديهن شق رأسي أكثر عرضة للإصابة بفتق بعد الولادة القيصرية مقارنة بالنساء اللواتي لديهن شق عرضي، حيث ظهرت أعراض الفتق بعد العملية القيصرية على نصف الحالات خلال السنة الأولى.
وفي النهاية بعد أن عرفتِ أعراض وعلامات فتق العملية القيصرية وطرق العلاج اللازمة، عليكِ إن لاحظتِ أي من العلامات السابقة سرعة التوجه للطبيب للتعافي في أسرع وقت وعدم التعرض لمخاطر، ونتمنى لكِ دوام الصحة والعافية.