على الرغم من أن الأدوية المسكنة للألم والعلاجات الهرموني هي الخط الأول لعلاج بطانة الرحم المهاجرة، إلا أن بعض النساء تستخدمن علاج بطانة الرحم المهاجرة بالاعشاب كعلاج مكمل لها. فمرض بطانة الرحم المهاجرة هو مرض مزمن حيث تتطور أنسجة شبيهة بأنسجة بطانة الرحم خارجه، وتنمو تنزف تأثرًا بالتغيرات الهرمونية في جسم المرأة.
تعاني الكثيرات من أعراض بطانة الرحم المهاجرة مثل ألم الحوض، وغزارة النزيف أثناء الدورة الشهرية، وآلام أثناء الجماع، وغيرها من الأعراض الأخرى. في هذا المقال سنتطرق إلى مزيد من التفاصيل عن دور الأعشاب في تخفيف تلك الأعراض، ونصائح غذائية مهمة.
علاج بطانة الرحم المهاجرة بالاعشاب
فيما يلي أهم الأعشاب التي يمكنها أن تساعد في تخفيف أعراض بطانة الرحم المهاجرة، ولكن يجب أن يتم تناولها بعد استشارة الطبيب:
1. القرفة وبطانة الرحم المهاجرة
تعتبر القرفة من الأعشاب أو البهارات المفضلة لدى الكثير من الناس في معظم دول العالم، وتتميز القرفة باحتوائها على مضادات الأكسدة، وبالتالي تظهر فوائدها كمضادة للالتهاب.
هناك دراسة تم إجراؤها عام 2013 لاختبار تأثير مزيج زيوت كل من القرفة، والقرنفل، والورد، واللافندر، وذلك باستخدام زيت اللوز كزيت قاعدة Base oil، وأظهرت نتائج تلك الدراسة وجود تأثير لتخفيف ألم الدورة الشهرية مع استخدام تدليك العلاج العطري aromatherapy massage، ويقترح بعض الأشخاص تأثير هذا الخليط على تخفيف الألم المصاحب للبطانة المهاجرة، ولكن ما زالت هناك حاجة لمزيد من الدراسات.
2. علاج بطانة الرحم المهاجرة بالزنجبيل
يتمتع الزنجبيل بفوائد عديدة، ويُستخدم والعلاجات الطبية بكثرة، وفي دراستين نشرتا عامي 2014 و 2016 تم توضيح أن الزنجبيل يقلل من من الألم المصاحب للدورة الشهرية، وهذا قد يشير أيضًا أنه من الممكن أن يكون له نفس التأثير مع البطانة المهاجرة.
3. علاج بطانة الرحم المهاجرة بالقسط الهندي
القسط هو نبات مزهر، ويرتبط بالشوك، وكان يُستخدم في الطب الصيني القديم والهند والكثير من الدول الأسيوية لعلاج بعض الحالات، ويُعتقد بأنه يعالج الالتهابات، ويخفف الألم، ويقي من العدوى، ومع ذلك لا توجد دراسات موثوقة كافية تشير إلى تلك مدى تأثير هذه الفوائد على الإنسان بالفعل، كما أنه لا توجد معلومات كافية عن علاج بطانة الرحم المهاجرة بالاعشاب من فصائل القسط الهندي.
4. الكركم
يحتوي الكركم على المادة الرئيسية “الكركمين” ذات الفوائد الجمة، وأهمها الخصائص المضادة للالتهاب، وفي دراسة نُشرت عام 2013 تشير إلى فوائد الكركم في علاج بطانة الرحم المهاجرة عن طريق تقليل إنتاج هرمون الاستراديول estradiol، وفي دراسة أخرى نشرت في 2015 ترجح بأن الكركمين قد يلعب دورًا في عدم تكون بطانة مهاجرة، أما في عام 2018 تم نشر دراسة تقترح أن الخصائص التي يتميز بها الكركمين مثل الخصائص المضادة للالتهابات، ومضادات الأكسدة يمكن أن تقلل من أعراض بطانة الرحم المهاجرة.
5. البردقوش والميرمية لعلاج بطانة الرحم المهاجرة
وفقًا للمصادر؛ هناك دراسة تم نشرها عام 2012 توضح الآتي:
تم مزج خليط من زيوت اللافندر والميرمية والبردقوش مع كريم غير معطر، ثم طُلب من المشاركات في الدراسة تدليك منطقة البطن السفلية باستخدام هذا المزيج طوال فترة ما بين نهاية إحدى دورات الطمث، وبداية الدورة التي تليها، ولوحظ أن النساء اللاتي استخدمن هذا المزيج أبلغوا أنهن شعرن بألم أخف في فترة الحيض عن المجموعة الأخرى.
بناء على هذا النوع من الدراسات يرجح مشجعي علاج بطانة الرحم المهاجرة بالاعشاب أنه مع ربط ألم الدورة الشهرية مع الألم المصاحب لبطانة الرحم المهاجرة؛ فقد يكون هناك تأثير لكل من مزيج البردقوش واللافندر والميرمية لعلاج بطانة الرحم المهاجرة وتخفيف الألم.
6. النعناع
عند التفكير في علاج بطانة الرحم المهاجرة بالاعشاب، فإن النعناع يمكن أن يكون على رأس القائمة، إذ يتميز النعناع بخصائص مضادة للأكسدة. وهناك إحدى الدراسات التي تشير إلى أن استخدام أعشاب ومكملات تحتوي على مضادات الأكسدة مثل النعناع يمكن أن يخفف من آلام الحوض الناجمة من البطانة المهاجرة، كما نشرت دراسة أخرى توضح أن النعناع يقلل من شدة الألم الناجم من التقلصات.
7. عشبة الأشواجندا
هناك بعض الدراسات التي تشير أن الأشواغندا تستخدم لعلاج التوتر. تشير المصادر أن النساء اللاتي تعانين من البطانة المهاجرة لديهن مستويات أعلى من هرمون الكورتيزول وهو من الهرمونات التي تلعب دورًا في استجابة الجسم للتوتر. وعلى الرغم من وجود الحاجة لمزيد من الدراسات الداعمة لتلك النظرية، إلا أنه يُعتقد أن الأشواجندا لها تأثير في الحد من ذلك التوتر.
8. الكاموميل
وفقًا لدراسة نشرت عن دور الكاموميل لعلاج بطانة الرحم المهاجرة؛ فإن هذا العشب يحتوي على مادة الكريسين Chrysin الذي يُعتقد بأن له دورًا في تثبيط نمو الخلايا الغير طبيعية، ومع هذا فإن تلك الدراسة أجريت في المعامل فقط، وما زالت هناك الحاجة لدراسة هذا التأثير في جسم الإنسان. ويرجح العديد من الأشخاص شرب شاي الكاموميل لتخفيف أعراض ذلك المرض.
9. علاج بطانة الرحم المهاجرة بكف مريم
تعتبر عشبة كف مريم من الأعشاب الشهيرة المستخدمة لعلاج البطانة المهاجرة، ويُعتقد بأنها تعدل من الخلل الهرموني، وبالتالي تخفيف الأعراض “نظريًا”، ولكن تأثيرها على مستويات هرمون الإستروجين غير معلوم إلى الآن، وما زالت هناك الحاجة لمزيد من الدراسات.
نظام غذائي لمرض بطانة الرحم المهاجرة
دائمًا ما ينصح الأطباء مريضات البطانة المهاجرة باتباع نظام غذائي صحي، إذ يمكن أن يؤثر في تخفيف الأعراض، وتتضمن النصائح ما يلي:
- تناول الأطعمة الغنية بالأوميجا 3 والأوميجا 6، إذ تشير بعض الدراسات أنها تقلل من الالتهابات.
- تجنب الدهون الضارة، لأنها تزيد من خطر الإصابة بالبطانة المهاجرة بنسبة تصل لـ 48%.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة، وذلك لأنها تساعد في تخفيف آلام الحوض.
- تجنب السكريات والأطعمة المصنعة.
- تناول الخضروات والفاكهة.
كما يُعتقد بأنه يمكن علاج بطانة الرحم المهاجرة بالعسل، إذ يحتوي العسل على مادة الكريسين الموجودة في الكاموميل.
تنويه؛ بجانب كل هذه الأعشاب والنظام الغذائي يجب ألا تهملي تناول العلاج الذي سيحدده لك الطبيب، حيث أن علاج بطانة الرحم المهاجرة في الغالب سيتطلب العلاج الدوائي أولا.