الوسواس القهري الفكري ينطوي على معاناتك من الكثير من الأفكار التدخلية المزعجة التي تتكرر في كثير من الأوقات على الرغم من محاولاتك المستميتة لتجنبها. تعرف معنا من خلال المقال الآتي على طرق علاج الوسواس القهري الفكري المختلفة وأيها يصلح لك.
الوسواس القهري الفكري
عادةً ما ينطوي الوسواس القهري الفكري على الأفكار المتطفلة أو التدخلية، وهي أفكار غير مرغوب فيها أو صور تجدها مزعجةولا تستطيع التخلص منها. وتعرف هذه الأفكار غير المرغوب فيها باسم الهواجس. يمكن أن تؤدي الأفكار المتطفلة أيضًا إلى إكراه، وهي الأشياء التي تقوم بها لمساعدتك في التعامل مع الأفكار غير المرغوب فيها (مثل الطقوس).
وغالبًا ما يركز محتوى الأفكار المتطفلة غير المرغوب فيها، مثل الصور الجنسية أو العنيفة أو غير المقبولة اجتماعيًا، ويخشى الأشخاص الذين يعانون من الأفكار المتطفلة غير المرغوب فيها أنهم قد يرتكبون الأفعال التي يتصوروها في أذهانهم.
وتتألف بعض الأفكار المتطفلة غير المرغوب فيها أيضاً من شكوك متكررة حول العلاقات أو القرارات الصغيرة والكبيرة أو الميل الجنسي أو الهوية أو تدخلات الأفكار حول الأمان أو الدين أو الوفاة أو المخاوف بشأن الأسئلة التي لا يمكن الإجابة عليها بثقة. بعضها مجرد أفكار غريبة لا معنى لها؛ قد تكون الأفكار المتطفلة غير المرغوب فيها صريحة للغاية، والكثير من الناس يشعرون بالخزي والقلق حيالها، وبالتالي يبقوها سراً.
كيف يمكن علاج الوسواس القهري الفكري ؟
يتم تعزيز الأفكار المتطفلة غير المرغوب فيها عن طريق التفاعل معها والقلق بشأنها، ومحاولة إبعادها. كما أنها تصبح أقوى بمحاولة تجنبها. لا تحاول تجنبها وتعامل معها كما لو أنها ليست مثيرة للاهتمام، وسوف تتلاشى في النهاية.
إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها للتغلب على الأفكار المتطفلة غير المرغوب فيها:
- قم بوصف هذه الأفكار بأنها “أفكار تدخلية” ليس أكثر.
- ذكّر نفسك بأن هذه الأفكار تلقائية ولا تعبر عنك بأي شكل من الأشكال.
- قم بقبول والسماح للأفكار ولا تحاول دفعهم بعيدًا.
- حاول التأقلم مع الأفكار حتى يمر الوقت وتختفي من تلقاء ذاتها.
- امنح نفسك الوقت، ليس هناك حاجة ملحة للتخلص من هذه الأفكار بين ليلة وضحاها.
- توقع أن تعود الأفكار مرة أخرى واستعد لمواجهتها.
- تابع كل ما كنت تفعله قبل التفكير التدخلي مع السماح للقلق أن يكون حاضراً لمعرفة المحفزات التي تدفع هذه الأفكار للظهور.
يمكن علاج الوسواس القهري الفكري أيضاً عن طريق تجنب الآتي:
- الانخراط مع الأفكار بأي شكل من الأشكال.
- دفع الأفكار من عقلك ومحاولة تجنباً عمداً.
- حاول معرفة ما تعنيه أفكارك أو لما بدأت في التفكير بها.
هذا النهج يمكن أن يكون من الصعب تطبيقه، ولكن بالنسبة لأي شخص يواصل تطبيقه لبضعة أسابيع، فهناك فرصة ممتازة لأن يروا انخفاضًا في وتيرة وشدة الأفكار المتطفلة غير المرغوب فيها.
علاج الوسواس القهري الفكري بالأدوية
تتم معالجة الأفكار المتطفلة في الوسواس القهري أو القلق أو الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة أو أي اضطراب أو تشخيص آخر على الأقل بطريقتين: العلاج أو الدواء.
هناك العديد من الأدوية المعتمدة لعلاج الوسواس القهري؛ يمكن أن يوجهك طبيبك العام أو الطبيب النفسي إلى الدواء المناسب، ولكن غالباً ما سيتم وصف أحد هذه الأدوية لك:
وفقًا للمؤسسة الدولية للوسواس القهري (IOCDF)، تمت الموافقة على هذه الأدوية لعلاج الوسواس القهري؛ إذا كنت تعاني من الاكتئاب أو القلق العام والأفكار المتطفلة، فمن المحتمل أن توصف هذه الأدوية أيضًا لك، حيث يتم تصنيفها على أنها مضادات اكتئاب.
ومع ذلك، فالأدوية ليست للجميع، وليس كل شخص بحاجة إلى تناول الدواء لـ علاج الوسواس القهري الفكري هناك طرق أخرى للعلاج.
علاج الوسواس القهري الفكري والعلاج النفسي
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
بالنسبة لأولئك الذين لا يرغبون في تناول الدواء، أو أولئك الذين لا يوصي الطبيب بتناولهم للدواء، أو أولئك الذين يعانون من حالات أكثر اعتدالًا من الأفكار التدخلية، هناك عدة أنواع من العلاج الحديث الذي قد يساعدك.
العلاج السلوكي المعرفي هو أحد أكثر أشكال العلاج شيوعًا والأكثر استخدامًا، وهو مناسب لمجموعة واسعة من التشخيصات. يلاحظ المعهد الوطني للصحة العقلية أن العلاج المعرفي السلوكي يمكن أن يكون فعالاً مثل الدواء لكثير من الناس، أو قد يؤدي إلى تقدم إضافي لأولئك الذين يتناولون الدواء أيضاً.
يساعد علاج الوسواس القهري الفكري بالعلاج السلوكي المعرفي على إنشاء استراتيجيات لإدارة أفكارهم ومشاعرهم غير المرغوب فيها والسلبية، ويوجههم من خلال تطوير طرق صحية للتكيف مع هذه الأفكار التدخلية.
العلاج بالقبول والالتزام (ACT)
العلاج بالقبول والالتزام، أو ACT ، يعد شكل من أشكال العلاج المعرفي السلوكي الذي يركز بشكل خاص على قبول أفكارك ومشاعرك كما هي بدلاً من محاولة تغييرها. هذا القبول يساعد أولئك الذين يعانون من الأفكار غير المرغوب فيها على قبول أن لديهم أفكار متطفلة وأنه يجب عليهم التوقف عن السماح لهذه الأفكار باستهلاك عقولهم.
يعتمد علاج الوسواس القهري الفكري بالقبول والالتزام على ستة مباديء أساسية:
- الانصهار المعرفي: تعلم تعيين أهمية أقل للأفكار السلبية والصور والمشاعر التدخلية.
- القبول: السماح للأفكار بالتدفق خلالك دون الشعور بالحزن الشديد أو الانزعاج.
- تواصل مع اللحظة الحالية: ركز على حالتك الحالية بدلاً من القلق بشأن المستقبل أو الماضي، والانفتاح على الأشياء التي تدور حولك.
- مراقبة الذات: أن تكون واعيًا لنفسك حالياً وسابقاً قبل بدء الأفكار التدخلية.
- القيم: تحديد ما هو الأكثر أهمية بالنسبة لك، وما هي المباديء التي تهدف إلى أن تحيا بها حياتك.
- العمل الملتزم: تحديد أهدافك بناءً على قيمك والأشياء التي تسعى جاهداً من أجلها، ثم تحقيق هذه الإنجازات.
علاج الوسواس القهري الفكري بالتنويم المغناطيسى
على الرغم من أن الأدلة على مدى فاعلية التنويم المغناطيسي ليست قوية مثل الأدوية والعلاج النفسي، إلا أنه لا يزال هناك بعض الثقة حول تطبيقه لعلاج الوسواس القهري.
حدد المعالج مارك تيريل الأسباب التي تجعل التنويم المغناطيسي فعالاً:
لاحظ تيريل أن معظم مرضاه المصابون بالوسواس القهري يتصرفون كأنهم منومون مغناطيسياً أثناء سلوكهم الهوسي وإكراهاته، حيث تصف الحالات أنها تعاني من نقص الانتباه والشعور بأن الوقت يمر بسرعة.
التنويم المغناطيسي هو وسيلة رائعة لاستخراج الخوف المسبب للوسواس القهري، ويساعد التنويم المغناطيسي الحالات على تعلم أنه عندما لا يستسلمون لإكراههم، لا يحدث شيء سيء. يمكن استخدام التنويم المغناطيسي لتخفيف حدة القلق حول عدم تنفيذ طقوس الوسواس القهري.
يمكنك سؤال الطبيب حول الجمع بين طرق العلاج المختلفة لتخفيف حدة الأفكار بقدر الإمكان؛ بعض الحالات تجد أن الجمع بين الأدوية والعلاج السلوكي المعرفي أو العلاج النفسي بوجه عام يساعد كثيراً في الحد من الوسواس القهري.. للمزيد من المعلومات حول طرق علاج الوسواس القهري الفكري تواصل مع أحد أطبائنا من هنا.