من الأدوية الشائعة أدوية علاج المغص عند الاطفال وتقلصات الجهاز الهضمي، حيث تبدأ كثيرات من الأمهات استخدام هذه الأدوية من الشهور الأولى في عمر طفلها للتغلب على مشاكل الانتفاخات و الغازات التي تسبب المغص وبكاء الطفل المستمر، ورغم أن هناك محاذير لاستخدام أدوية علاج المغص في الأطفال خاصة تحت سن 12 شهر، إلا أن المشكلة تتفاقم عندما يتناول الطفل جرعة زائدة من دواء المغص، وهذا ما سنناقشه في هذا المقال.
المجموعات الدوائية المستخدمة في علاج المغص للأطفال
- مجموعة أدوية هيوسيامين hyoscyamine : تعمل من خلال غلق المستقبلات العصبية الباراسبمثاوية في الجسم.
- مجموعة أدوية دايسيكلومين dicyclomine : تعمل من خلال تحفيز ارتخاء العضلات اللاإرادية في الأمعاء بجانب غلق المستقبلات العصبية الباراسمبثاوية في الجسم.
الفئات العمرية المسموح لها بأدوية علاج المغص للأطفال
- دواء هيوسيامين hyoscyamine : يمكن استخدامه من عمر شهر واحد في الأطفال تحت إشراف الطبيب.
- دواء دايسيكلومين dicyclomine : يمكن استخدامه في الأطفال أكبر من 6 أشهر تحت إشراف الطبيب.
الجرعات الآمنة لأدوية علاج المغص
تتمثل أهمية معرفة الأم بالجرعات الآمنة لأدوية المغص في أنها تعطي الأم مقدرة على اكتشاف ماذا إذا تناول طفلها كمية زائدة من الدواء؛ حيث تقوم الأم بمقارنة الكمية التي تناولها طفلها بالحد الأقصى للجرعة الآمنة لتحدد مدى خطورة الجرعة الزائدة بشكل مبدئي، بما يمكنها من التصرف بسرعة.
الجرعة الآمنة لدواء هيوسيامين hyoscyamine
في الأطفال أقل من سنتين يستخدم الدواء في صورة نقط، الجرعة تتكون من 3-11 نقطة اعتماداً على وزن الطفل مع إمكانية تكرار الجرعة حتى 3 مرات يومياً ، أما في الأطفال الأكبر فتعتمد الجرعة على وزن الطفل كما يلي :
- وزن 10-19 كجم يأخد 1.25 مللي شراب في كل جرعة.
- وزن 20-39 كجم يأخذ 2.5 مللي شراب في كل جرعة.
- وزن 40-49 كجم يأخذ 3.5 مللي شراب في كل جرعة.
- وزن فوق 50 كجم يأخذ 5 مللي شراب في كل جرعة.
الجرعة الآمنة لدواء دايسيكلومين dicyclomine
الطفل من عمر 6-24 شهر يأخذ 5 مجم في كل جرعة بحد أقصى 3 جرعات في اليوم، والطفل 2-14 سنة يأخذ 10 مجم في كل جرعة بحد أقصى 3 جرعات في اليوم.
أعراض الجرعة الزائدة لأدوية علاج المغص عند الاطفال
تتشابه أعراض الجرعة الزائدة لأدوية علاج المغص عند الاطفال بسبب نشأتها من تأثير الدواء المضاد للجهاز العصبي الباراسبمثاوي في الجسم، وهو جزء من الجهاز العصبي المسئول عن الحفاظ على توازن الوظائف الحيوية للجسم، لذا فإنه في حالة الجرعة الزائدة من أدوية المغص يحدث تعطيل شبه تام لعمل الجهاز العصبي الباراسمبثاوي في الجسم.
تظهر أعراض التسمم بجرعة زائدة من أدوية علاج المغص في الأطفال في صورة نعاس، توسع حدقة العين، الحمى، جفاف الفم، تسارع معدل دقات القلب، كما قد يحدث ارتفاع طفيف في ضغط الدم مع غثيان وقيء.
قد تظهر تغيرات على درجة حرارة المريض إما بالارتفاع الشديد أو الانخفاض الشديد، ولكن ارتفاع الحرارة الشديد هو الأكثر شيوعاً، أما أعراض الهياج العصبي، والارتباك، والهلوسة فقد تتطور مع التسمم المتوسط.
وفي حالات الجرعات الزائدة العالية فقد يحدث تسمم شديد يظهر في صورة: الهذيان مصحوب بهياج عصبي، ذهان، هلوسة، تشنجات، ارتفاع حرارة الجسم، وقد يتطور الأمر إلى الغيبوبة الكاملة.
الإسعافات الأولية للجرعة الزائدة لأدوية علاج المغص عند الاطفال
بمجرد شك الأم في تناول طفلها لجرعة زائدة من أدوية علاج المغص عند الاطفال يجب أن تقوم بالآتي قبل الانتقال بالطفل للمستشفى:
- إبعاد مصدر التسمم عن يد الطفل المصاب، وإبعاد العبوة عن باقي الأطفال في المنزل فوراً.
- التأكد من سلامة المجرى التنفسي للطفل، وانتظام معدل تنفسه، وانتظام ضربات قلبه، وفي حالة وجود خلل في أي من هذه المؤشرات يجب على الأم البدء فوراً في إجراءات الإنعاش ودعم الحياة الأساسية للطفل.
- لا داعي لمحاولة إجبار الطفل على التقيؤ، أو اعطائه مشروبات منزلية بكميات كبيرة؛ حيث أن هذه الإجراءات ذات فاعلية و تأثير منخفض، استغلال هذا الوقت الحرج في التحرك نحو المستشفى و الحصول على رعاية طبية له فائدة أكبر.
مع تحرك الأم مع طفلها للمستشفى ينبغي عليها أن تحتفظ بأكبر قدر ممكن من المعلومات التي تساعد طبيب الأطفال في الطوارئ على توقع الجرعة التي تناولها الطفل ونوعية الدواء؛ لذا ينصح ان تأخذ الأم عبوة الدواء التي تناولها الطفل معها لكي يتمكن الأطباء من معرفتها بشكل أسرع، و تجنباً لحدوث أي خطأ؛ إذ أن بعض الأمهات تحت الضغط و التوتر الشديد الناتج عن القلق يعطين معلومات خاطئة عن اسم الدواء الذي تناوله الطفل.
علاج الجرعة الزائدة من أدوية علاج المغص عند الاطفال في المستشفى
- أولاً : يتم التعامل السريع مع المريض بإعطائه أقراص فحم نشط في حالة وصوله للمستشفى خلال فترة قصيرة من تناول الجرعة الزائدة، مع إعطائه أدوية مهدئة في حالة تطور هياج عصبي، والتأكد من استقرار علاماته الحيوية تمهيداً لإعطائه دواء مضاد السمية.
- ثانياً : يستخدم دواء فيسوستجمين Physostigmine كمضاد سمية للأدوية المضادة للجهاز الباراسمبثاوي بشكل عام؛ لذا فإنه يكون مفيد في حالات الجرعة الزائدة من أدوية علاج المغص للأطفال كونها تندرج تحت نفس التصنيف.
- ثالثاً : لا يتم اللجوء لغسيل المعدة إلا بعد التأكد من استقرار الحالة العصبية للمريض، وقدرته على الحفاظ على فاعلية الممرات التنفسية وعدم حدوث تشنجات.
- رابعاً : يبقى المريض تحت الملاحظة والعلاجات الموجهة للتعامل مع الأعراض بجانب إجراءات الحفاظ على انتظام الوظائف الحيوية للجسم.
نؤكد على الأمهات بضرورة عدم اللجوء لاستخدام أدوية المغص في الأطفال الأقل من سنتين إلا تحت إشراف الطبيب، مع الحرص على عدم اعطاء الطفل عدد إضافي من نقط الدواء كمحاولة يائسة لإسكات بكائه؛ لما في الجرعات الزائدة من خطورة كبيرة على الأطفال صغار السن.
و في النهاية يجب أن تبعدي طفلك عن أدوية والاحتفاظ بأي دواء في المنزل بعيدا عن متناول يده، و استشيري أحد أطبائنا من هنا عن أي شيء يقلقك عن صحة طفلك.
اقرئي أيضا:
- طفلي شرب لوشن كلامين الخاص بالجلد .. كيف أنقذه ؟
- مخاطر تناول جرعة زائدة من دواء الحساسية للأطفال
- طفلي تناول جرعة زائدة من دواء وقف الاسهال.. كيف أتصرف؟