ظهر الكثير من الجدل مؤخرًا في الأوساط العلمية حول إمكانية علاج الزائدة الدودية بدون جراحة، والاكتفاء بالمضادات الحيوية فقط للمرضى الذين يعانون من التهاب الزائدة الدودية الخفيف والمتوسط، والذين لا يعانون من تراكم الصديد أو خطر إصابتها بالتمزق، ولكن ما زال مدى استجابة هؤلاء المرضى لعلاج المضادات الحيوية غير واضح، وما إذا كان من الممكن تكرار الإصابة بالتهاب الزائدة بعد مرور أسابيع أو شهور أو سنوات، وما زالت هناك دراسات قائمة في هذا الشأن.
وعلى الرغم من ظهور بعض الأدلة التي تدعم نظرية علاج التهاب الزائدة الدودية الخفيف بالمضادات الحيوية، إلا أنه توجد مخاوف في هذا الصدد تنتاب العلماء، إذ قد يصعب معرفة الزائدة الدودية غير المهددة بخطر المضاعفات إلا عند جراحة استئصال الزائدة، كما توضح بعض الجهات المعنية احتمالية تكرار الإصابة فيما بعد مع العلاج بالمضادات الحيوية وحده.
وفي دراسة سويدية أجريت على 252 ذكر مريض تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 50 سنة، وتم اختيارهم عشوائيًا للخضوع للجراحة أو لعلاج المضادات الحيوية، وتم استثناء أولئك المعرضون لخطر الإصابة بمضاعفات، وخضع بعض منهم إلى علاج المضادات الحيوية عن طريق الوريد لمدة يومين، ثم تناولها عن طريق الفم لمدة 10 أيام، وتم تحويل الذين لم يستجيبوا للعلاج بالمضادات الحيوية لمدة 24 ساعة إلى الجراحة العاجلة.
وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة ممن خضعوا للمضادات الحيوية استجابوا بالفعل للعلاج، ولكن تعرض الباقي منهم إلى نوبة جديدة من التهاب الزائدة، ومعظم هذه النوبات في السنة الأولى بعد العلاج، مما استدعى إجراء العملية الجراحية لاستئصالها.
وبصفة عامة، رغم اقتراح العلاج بالمضادات الحيوية كبديل فعال لعلاج التهاب الزائدة الخفيف إلا أن الجراحة ما زالت هي الخيار الأول للعلاج.