خشونة الصوت هو تغير غير طبيعي في الصوت، يحدث نتيجة التهاب الأحبال الصوتية، ويحدث هذا الالتهاب لأسباب متعددة، سنتحدث عنها بالتفصيل في هذا المقال، بالإضافة إلى أبرز الأعراض وكيفية العلاج.
أسباب خشونة الصوت
هناك عدد متنوع من الأسباب التي قد تتسبب في خشونة الصوت ومنها:
1. التهاب الحنجرة
يعتبر التهاب الحنجرة من أكثر الأسباب الشائعة، لحدوث غلظة بالصوت، ويحدث التهاب الحنجرة الحاد نتيجة الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي مثل الإنفلونزا، أو نتيجة فرط استخدام الصوت، مثل الحديث أوالغناء بصوت مرتفع، أو الحديث لفترة طويلة دون الاستراحة أو الحديث بصوت مرتفع أو منخفض جدًا.
وفي حالة عدم التعافي من غلظة الصوت بعد ثلاثة أسابيع، يتم تشخيص الحالة بالتهاب الحنجرة المزمن الذي يحدث نتيجة التدخين والإفراط في تناول الكحول، والإصابة بداء الارتداد المعدي المريئي وكثرة التعرض للأتربة والمواد الكيميائية التي تهيج الحنجرة.
2. العقيدات أو كيسات الأحبال الصوتية
تحدث خشونة الصوت في بعض الأحيان، نتيجة ظهور عقيدات أو كيسات الأحبال الصوتية، وهما عبارة عن أورام غير سرطانية تنشأ في الأحبال الصوتية، نتيجة كثرة الاحتكاك والضغط على الأحبال الصوتية.
3. نزيف الأحبال الصوتية
يحدث نزيف الأحبال الصوتية، عندما يتعرض أحد الأوعية الدموية التي تقع على سطح الأحبال الصوتية للتمزق، مما ينتج عنه حدوث خشونة للصوت وعدم القدرة على التحدث أو الغناء، وفي هذه الحالة يجب استراحة الصوت واستشارة الطبيب المختص.
4. شلل الحبل الصوتي
قد تتسبب الإصابة بشلل الحبل الصوتي في تغير الصوت ليصبح خشنًا، ويحدث شلل الحبل الصوتي عند عدم أداء أحد الأحبال الصوتية أو أكثر لوظيفته بالصورة المعتادة، ويحدث ذلك نتيجة التعرض لإصابة في الرأس أو الرقبة أو الصدر، أو بسبب مرض سرطان الغدة الدرقية أو سرطان الرئة.
5. الاضطربات العصبية
تتسبب بعض الاضطرابات العصبية، مثل السكتة الدماغية ومرض باركنسون وخلل التصويت التشنجي، في التأثير على بعض أجزاء الدماغ، التي تتحكم في عضلات الحلق والحنجرة، مما يتسبب في خشونة الصوت.
6. داء الارتداد المعدي المريئي
يحدث داء الارتداد المعدي المريئي عندما يصعد حمض المعدة للحلق، وقد يصل لأعلى الأحبال الصوتية، والذي مما يتسبب في حدوث ارتجاع المريء، وغالبًا ما يشعر من يعانون بداء الارتداد المعدي المريئي، بخشونة الصوت عند الاستيقاظ.
أعراض تصاحب خشونة الصوت
هناك عدد من الأعراض التي قد تصاحب خشونة الصوت، حسب سبب الإصابة، ومن هذه الأعراض:
- الشعور بوجود تورم أو كتلة في الحلق.
- جفاف الحلق.
- الحاجة الدائمة لتنظيف الحلق.
- الكحة المستمرة.
- التنقيط الأنفي الخلفي.
- صعوبة البلع.
- التهاب الحلق.
- وجود مخاط بالحلق.
- الشعور بمرارة في الحلق، وغالبًا ما يكون أحد أعراض الإصابة داء الارتداد المعدي المريئي.
متى تستشير الطبيب؟
في معظم الأحيان تكون هذه المشكلة عرضية ولا تستدعي القلق، ولكن إذا استمرت لمدة أكثر من 3 أسابيع، خاصة في حالة وجود أعراض الإنفلونزا أو البرد، لابد من سرعة استشارة الطبيب المختص عند رؤية هذه العلامات:
- سعال الدم.
- ظهور كتلة أو تورم في الرقبة.
- الألم عند الحديث أو البلع.
- صعوبة التنفس.
- فقدان الصوت لبضعة أيام.
ما هو علاج خشونة الصوت؟
يعتمد علاج خشونة الصوت على تشخيص المرض المسبب لهذه الإصابة، وفقًا لما يلي:
- في حالة غلظة الصوت نتيجة فرط استخدامه، في الصراخ أو التحدث بصوت عالي، أو نتيجة الإصابة بنزيف الأحبال الصوتية، يكون العلاج هو استراحة الصوت تمامًا، حتى عدم الهمس لأن ذلك يزيد من التهاب الأحبال الصوتية.
- في حالة العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد، يتم علاجها من خلال تناول الأدوية التي يصفها الطبيب المختص.
- في حالة الإصابة بالتهاب الحنجرة الحاد، يصف الطبيب المختص أدوية الكورتيكوسترويدات، أو المضادات الحيوية.
- في حالة الإصابة بداء الارتداد المعدي المريئي، يتم علاجه من خلال الأدوية المضادة للحموضة و مثبطات مضخات البروتون.
- في حالة الإصابة بالاضطرابات العصبية، يتم تناول أدوية معينة تساعد على علاج هذه الاضطرابات.
- في حالة الإصابة بشلل الحبل الصوتي، أوبعقيدات أو كيسات الأحبال الصوتية، قد يتم اللجوء للعمليات الجراحية لعلاج هذه الحالات.
- في حالة الإصابة بسرطان الحنجرة، يتم علاجه من خلال العلاج الإشعاعي أو الكيميائي أو المناعي، أو بالتدخل الجراحي.
كيفية تجنب خشونة الصوت
هناك عدد من النصائح التي تفيد في تجنب هذه الإصابة:
- التوقف عن التدخين.
- الحرص على غسل اليدين جيدًا، تجنبًا للإصابة بالعدوى، لأن هذه الإصابة غالبًا ما تأتي نتيجة، الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي.
- الحرص على ترطيب الجسم، من خلال شرب كمية مناسبة من الماء يوميًا.
- تجنب تناول المشروبات التي تزيد من الجفاف، مثل الكافيين والكحول.
- تجنب تناول مزيلات الاحتقان، التي تزيد من حدة غلظة الصوت.
- استخدام أقراص المص ومضغ العلكة، مما يساعد على تحفيز إفراز اللعاب، الذي يساهم في ترطيب الحلق.
- أخذ حمام ساخن، مما يساعد على فتح الممرات الهوائية.
- استخدام جهاز ترطيب الجو، الذي يساعد على فتح الممرات الهوائية، وتحسين التنفس.
- تجنب فرط استخدام الصوت، في الصراخ أو التحدث بصوت مرتفع، أو لفترات طويلة.
- تجنب تناول الأطعمة الحارة.
وفي النهاية تعتبر خشونة الصوت، من الاضطرابات التي لا تستدعي القلق في كثير من الأحيان، ولكن في حالة عدم تحسن هذه الحالة بعد ثلاثة أسابيع، لابد من سرعة استشارة الطبيب المختص، لتشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب.