من الصعب للغاية مقاومة تقبيل الأطفال وخاصة وهم صغار السن، وعلى الرغم من أن البعض يعتبر التقبيل نوع من أنواع الترابط اللمسي بينه وبين الطفل، إلا أنه يمكن أن يكون محفوفاً بالمخاطر أيضاً، خاصة إذا كان الشخص مصاب بعدوى ما، لذا سوف نتحدث في التالي عن أضرار ومخاطر تقبيل الأطفال وما يمكن للأم أن تفعل لتحمي طفلها من الإصابة بأي مرض.
مخاطر وأضرار تقبيل الأطفال
إظهار العاطفة أمر هام لنمو الطفل، فتقبيل الأبوين لطفلهم أمر طبيعي، ولكن في نفس الوقت يجب عمل اللازم حتى لا يُصاب الطفل بأي عدوى، ومن ضمن الأمور الهامة التي يجب مراعاتها هي تقبيل الآخرين للطفل، وخاصة في الشهور الأولى، وإليكم بعض أضرار تقبيل الرضيع أو الطفل المحتمل حدوثها في حالة كان الشخص الذي يقبله مريض أو يرتدي أو يأكل أي شيء يثير حساسية الطفل:
قرح البرد:
يمكن أن يُصاب الطفل بقرح البرد في حالة كان الشخص الذي يُقبله مصاب بها، وتحدث هذه القرح بسبب فيروس الهربس البسيط وتبدأ كبثور صغيرة الحجم حول الشفاه أو الفم، ولكن يمكن أن تنتشر لأجزاء أخرى من الوجه مثل الأنف والخدين والذقن.
وبمجرد دخول الفيروس للجسم، يبقى بداخل الجسم لمدى الحياة، وعلى الرغم من أن بعض الأطفال قد لا يصابون بقرح البرد مجدداً، إلا أن البعض منهم قد يعاني من نوبات مفاجئة منها في المستقبل، لذا يجب تجنب تقبيل الأطفال كلياً إذا وجدت هذه الحالة لدى الشخص المقابل.
الفيروس التنفسي المخلوي RSV:
التعرض للفيروس التنفسي الخلوي يمكن أن يؤدي لإصابة رئتي الطفل بحالة تجعل من الصعب عليه التنفس، كما أنه مرض معدي للغاية وقد يكون من الصعب تجنب إصابة الأطفال الصغار به، لذا في حالة تقبيل الأطفال من قِبَل شخص آخر مصاب بهذا الفيروس، سوف ينتقل الفيروس للطفل، ونظراً لأن ممرات الهواء لدى الأطفال صغيرة الحجم فقد يُسبب هذا الفيروس التهاب خطير جداً خاصة لدى الأطفال الخدج (المولودن قبل موعدهم) الذين يعانون من ضعف المناعة.
الحساسية:
تقبيل الأطفال من قبل شخص لديه بقايا من الطعام أو يستخدم منتجات عناية بالجلد يمكن أن تتسبب في حدوث الحساسية لدى الرضع، حيث أن بعض المكونات الموجودة بتلك المنتجات قد تكون ضارة للطفل، كما أن تلك المنتجات قد تجعل الطفل يتعرض لمواد كيميائية خطيرة. ومن الضروري أيضاً تحذير أي شخص تناول المكسرات أو منتجات الألبان أو أي أطعمة يُعرف عنها أنها من مسببات الحساسية بعدم تقبيل الطفل لمنع إصابة الطفل بأي رد فعل تحسسي.
أمراض التقبيل:
الاسم العلمي لهذه الأمراض هي كثرة الوحيدات Mononucleosis وهي عبارة عن عدوى تنتقل من خلال اللعاب، وعادة من خلال التقبيل، وعلى الرغم من أنه يحدث غالبا للمراهقين والبالغين إلا أنه يمكن أن يحدث للأطفال أيضاً.
وعند حدوثه للأطفال يمكن أن يتسبب في حدوث سيلان في الأنف أو تهيج كما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل تنفسية في بعض الحالات النادرة. وهي من الأمراض الفيروسية ويجب على الطفل تحمل المرض لحين يقوم الجهاز المناعي بالقضاء على الالتهاب، وهو مرض معدي ويمكن أن ينتقل بسهولة من طفل لآخر.
تجاويف الأسنان:
تُشير بعض البيانات إلى أن تقبيل الأطفال يمكن أن يؤدي لحدوث تجاويف في أسنان الأطفال، حيث يحتوي اللعاب على بكتيريا تُعرف باسم العقدية الطافرة Streptococcus mutans، والتي يمكن أن تؤدي لحدوث هذه التجاويف في حالة انتقالها بشكل غير مقصود للطفل عن طريق تقبيل أو مشاركة الطعام معه.
ضعف الجهاز المناعي:
يُعتبر الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض خلال الشهور الأولى حيث أن بكتيريا الأمعاء الخاصة بهم ما زالت تتطور وتنمو، ولذلك في حالة رغبة أي بالغ بالتواصل مع الطفل يجب الحرص على أن يقوم بغسل يديه جيداً ولا يُظهر أي أعراض للمرض، لمنع تعرض الطفل لأي جراثيم لا يتسطيع جهازهم المناعي مقاومتها.
مرض اليد والقدم والفم:
مرض اليد والقدم والفم هو مرض يحدث عادة للأطفال في مرحلة مبكرة من الطفولة وينتج عنه قرح تنتشر في الجسم وحول الفم ويمكن أن ينتشر نتيجة التواصل المباشر مثل التقبيل. وعند إصابة الطفل به يشعر الطفل بالتعب واحتقان الحلق والعصبية أو التهيج والحمى أيضاً، لذا يجب التأكد من عدم اقتراب أي شخض بالغ أو طفل مصاب بهذه الحالة من الاقنراب من الطفل أو نقبيله، حتى عن طريق اليدين.
تقبيل الأطفال في الفم
الأطفال في عمر شهرين يعتمدون بشكل كلي على الفم، حيث يقومون بمص الأصابع أو عمل أصوات أو التواصل بشكل ما مع الأشخاص أمامهم، لذا يُعتبر الفم في تلك الفترة المبكرة من النمو جزء مهم للطفل، وعادة ما يميل البعض إلى تقبيل الأطفال من الفم كنوع من أنواع الحب، ولكن نظراً لأهمية الفم في تلك المرحلة ينصح العديد من الخبراء بتجنب تقبيل الأطفال في الفم، وخاصة إذا كان هذا الشخص لا يعيش في نفس المنزل، حيث أن هذا يزيد من نسبة انتقال الجراثيم.
وكما ذكرنا سابقاً توجد بعض الأمراض مثل أمراض التقبيل التي يتمكن أن تنتقل للطفل عن طريق اللعاب، ففي حالة تقبل شخص مصاب لفم الطفل يزيد احتمال انتقال العدوى التي لديه إلى الطفل عن طريق بعض اللعاب.
وعلى الرغم من أن التقبيل يمكن أن يكون علامة تُشير لحب الطفل، إلا أن الأم والأب يجب أن يضعوا سلامة الطفل عين الاعتبار، وخاصة في حالة ضعف الجهاز المناعي للطفل، ويحرصوا على تقليل تقبيل الأشخاص للآخرين لطفلهم والحفاظ على النظافة الشخصية للطفل.
هل تقبيل الطفل من الفم يسبب الريالة؟
لا يوجد الكثير من البيانات التي تُشير إلى ارتباط تقبيل الأطفال من الفم يمكن أن يؤدي إلى إسالة اللعاب، ولكن كما ذكرنا سابقاً تقبيل الفم عامة يمكن أن يُسبب بعض المخاطر والأضرار ويمكن أن يتسبب في انتقال بكتيريا أو أي ملوثات أخرى للطفل ويحعله يُصاب بالمرض، وقد يكون هذا هو سبب وراء سيلان اللعاب، ولكن ننصح بضرورة زيارة طبيب متخصص في حالة الشعور بالقلق لمعرفة السبب الصحيح وراء حدوث هذه المشكلة ومعرفة العلاج المناسب لها.
ما هي فوائد تقبيل الطفل؟
على الرغم من أضرار تقبيل الأطفال السابق ذكرها، إلا أن تقبيل طفلك ليس دائماً مضر مع الحرص على الابتعاد عن فمه، فيمكنك كأم استخدام تلك الطريقة لإظهار عاطفتك تجاهه وتقوية العلاقة بينكما، وبعض خبراء الصحة يعتقدون أن تقبيل الطفل يمكن أن يقدم بعض الفوائد الصحية كالتالي:
- يمكن أن يعزز من صحة الطفل المناعية، حيث يمكن لتلك القبلة أن تساعد في التخلص من البكتيريا الموجودة على جلد الطفل، وخاصة في منطقة الوجه وبمجرد دخول تلك البكتيريا لجسم الأم، يتم عمل أجسام مضادة لمحاربة العدوى، وهذه الأجسام المضادة يمكن أن تنتقل للطفل من خلال الرضاعة، مما يدعم ويعزز الجهاز المناعي لهم.
- زيادة نسبة الذكاء، فوفقاً لدراسة تم إجراؤها بكلية الطب بجامعة واشنطن، أشارت صور الدماغ للأطفال المشاركين في التجربة أن إظهار العاطفة بشكل إيجابي من قبل الأبوين قام بتعزيز تطور الدماغ، حيث وجد أن قرن آمون أو الحُصين (من الأجزاء الدماغية المسئولة عن التعليم والذاكرة) في الدماغ لدى الأطفال الذين تلقوا نسبة كبيرة من مظاهر الحب، بما في ذلك التقبيل، أكبر مقارنة بالأطفال الذين لم يتلقوا نفس النسبة.
كيف تحمين طفلك من مخاطر التقبيل؟
توجد بكتيريا على كل جزء من أجزاء الجسم، وعادة ما تكون تلك البكتيريا غير ضارة للبالغين، ولكنها يمكن أن تؤثر على الأطفال والرضع بسبب عدم اكتمال نمو الجهاز المناعي، لذا يُنصح بشدة بضرورة اتخاذ بعض التدابير الوقائية أثناء احتضان أو تقبيل الأطفال، مع حث الآخرين على تطبيقها أيضاً، وتتضمن التالي:
- الحفاظ بانتظام على النظافة الشخصية للجسم ونظافة الفم.
- الحفاظ على النظافة الشخصية للطفل، وخاصة مع كثرة اللعاب.
- غسل اليدين قبل حمل الطفل.
- تحميم الطفل بصورة منتظمة.
- استخدام مناديل مبللة لتنظيف فم ووجه الطفل.
- تعليم الآخرين، بما في ذلك الأصدقاء والأقارب، عن ضرورة اتباع نفس التدابير عند الرغبة في تقبيل أي طفل.
- وضع الأدوات الشخصية ومنتجات النظافة الخاصة بالطفل في مكان منفصل عن الأدوات الخاصة بالآخرين في المنزل.
- تجنب لمس الطفل بعد لمس أي أغراض أو أماكن قد تحمل الجراثيم والبكتيريا، مثل التلفاز وجهاز التحكم ومنشفة الأطباق والهواتف وغيرهم.
- إبعاد أي شخص مصاب بعدوى أو التهاب بعيداً عن الطفل ورفض تقبيلهم للطفل رفضاً تاماً.
وإلى جانب ما سبق ذكره يجب الانتباه لظهور أي عرض من الأعراض التالية بعد تقبيل الأطفال وخاصة من قِبَل أي شخص يظهر عليه علامات مرض، وإذا تمت ملاحظة أي منها يجب الذهاب للطبيب على الفور:
- الحمى.
- الكحة.
- العطس.
- سيلان الأنف أو احتقانه.
- الاحتقان.
- طفح الجلد.
- احتقان الحلق.
- تورم الغدد الليمفاوية.
- الإسهال.
- التقيؤ.
- صعوبة التنفس.
- التعب.