اعتاد الكثير منا التردد على العطارين لطلب الأعشاب والوصفات المُجربة نظرًا لثقتهم الكبيرة في أن العودة للطبيعة هي الحل الأكثر أمانًا ورغبتهم في الابتعاد عن استخدام الأدوية والعقاقير الطبية، فهل هذا هو الحل الأمثل؟ وهل يغني ذلك عن زيارة الأطباء؟ هذا ما سنلقي عليه الضوء في السطور القادمة من خلال تعرفنا على إحدى هذه الأعشاب وهى حبة الملوك.
ما هي حبة الملوك؟
تنمو شجرة حبة الملوك في آسيا وبالتحديد في الهند وإندونيسيا، وهي من فصيلة الفربيونيات، وقد بدأ استخدامها الطبي في القرن السادس عشر في الصين بعد اكتشاف قدرتها الكبيرة في علاج الإمساك، ولحبة الملوك فوائد وأضرار مثل باقي النباتات العشبية المستخدمة في الطب البديل، ولكن هناك الكثير من المخاوف من مدى سُمية وخطورة هذه الحبة على وجه الخصوص تجعلنا نتعامل معها بمزيد من الحذر ولا نبادر باستخدامها دون استشارة الطبيب.
فوائد حبة الملوك
على الرغم من آثارها الجانبية الخطيرة إلا أن بعض المرضى اعتادوا على استخدامها لبعض الدواعي الطبية وإن كانت الأبحاث والدراسات الطبية التي تدعم تلك الاستخدامات غير كافية، ومن هذه الاستخدامات:
- مشاكل الحوصلة المرارية.
- علاج إنسداد الأمعاء.
- الملاريا.
- تفريغ وتنظيف محتويات المعدة والأمعاء.
ولهذه الحبة بعض الاستخدامات الموضعية في تخفيف آلام العضلات والمفاصل إذا استخدمت على الجلد بشكل مباشر ومن هذه الاستخدامات:
- تخفيف آلام المفاصل المصاحب لمرض الروماتيزم.
- علاج الآلام الناتجة عن مرض النقرس.
- علاج آلام الأعصاب.
- التهاب الشعب الهوائية.
أضرار حبة الملوك
لا شك أن استخدام تلك الحبة عن طريق الفم أو حتى عن طريق الجلد قد يحمل لك الكثير من المخاطر، ويكفي أن تعلم أن نقطة واحدة من الزيت المستخلص من حبة الملوك كافية أن تحدث آثارًا جانبية، وأن استخدام ٢٠ نقطة من نفس الزيت قد تؤدي بكل أسف إلى الوفاة.
ومن أضرار حبة الملوك عند تناولها عن طريق الفم:
- حرقة بالفم.
- قيء.
- غثيان.
- تقلصات عنيفة بالأمعاء.
- شعور بالإعياء.
وهناك بعض الأضرار المصاحبة لاستخدام تلك الحبة عن طريق الجلد مثل:
- شعور بالحكة.
- تهيج الجلد.
- ظهور بعض التقرحات الجلدية.
حبة الملوك والحمل والرضاعة
قد يحمل استخدام تلك الحبة بعض الفوائد والمخاطر في ذات الوقت لكثير من المرضى، ولكن حين نتطرق إلى استخدامه أثناء الحمل فلا ينبغي أن يصبح خيارًا أو حلًا علاجيًا على الإطلاق، فاستخدام تلك الحبة في منتهى الخطورة على المرأة الحامل وقد يؤدي إلى الإجهاض، كما أنه غير آمن ولا يجب استخدامه أثناء الرضاعة الطبيعية.
الجرعة الآمنة من حبة الملوك
يعتمد اختيار وتحديد الجرعة الآمنة من تلك الحبة على العديد من العوامل منها سن المريض ووزنه وحالته العامة، وحتى الآن لم تتمكن الأبحاث الطبية من تحديد تلك الجرعة الآمنة التي تُجنب المريض حدوث مخاطر أو آثار جانبية، وهذا يجعلنا نؤكد على ضرورة توخي الحذر في التعامل مع حبة الملوك بوجه خاص لما قد تحمله من مخاطر للعديد من المرضى.
وفي النهاية لا نستطيع أن ننكر ما يحمله الطب البديل من فوائد عظيمة لكثير من المرضى، ولكن ينبغي أن نعيد النظر إلى كثير من الأعشاب والنباتات المستخدمة فيه لأنها تشكل سلاح ذو حدين، فهي في نهاية الأمر شأنها شأن كافة الأدوية والعقاقير الطبية التي تحتوي على مواد آمنة ومواد أخرى غير آمنة، وقد يؤدي تناولها دون الرجوع إلى الطبيب إلى مشاكل ومخاطر نحن فى غنى عنها.