على الرغم من أن الكثير من المنومات والمهدئات تصنف ضمن الأدوية المخدرة التي لا يتم صرفها من الصيدلية دون توصية شديدة من الطبيب المختص، إلا ان استخدامها يتعدى تمكين الشخص من القدرة على النوم حيث يتم استخدمها كمضاد للقلق والتشنجات، وقد يجدها طفل صغير وهنا يأتي التساؤل، ماذا لو تناول طفل جرعة زائدة من الحبوب المنومة ؟

مخاطر الحبوب المنومة

تتمثل خطورة هذه الأدوية في سهولة إدمان واعتياد الشخص عليها، وللأدوية المنومة أنواع مختلفة أشهرها باربيتورات Barbiturate والبينزوديازبين benzodiazepine ، والتي تعمل على إضعاف وتقليل استجابة المخ للمستقبلات العصبية (مستقبلات جاباGABA)، والتي قد تتفاقم تأثيرها في حالة زيادة الجرعة أو التسمم بها وخاصة في الأطفال.

أعراض تسمم الاطفال بـ جرعة زائدة من الحبوب المنومة

تقوم الأدوية المنومة بإضعاف النشاط العام للمخ والتأثير على جذع المخ المسؤول عن الوظائف الحيوية بالجسم، مما يترتب عليه ظهور أعراض مثل:

اضطراب التوازن واختلال التناسق الحركي.
اختلال في التركيز وهذيان.
اضطراب في الكلام وارتخاء في العضلات
ضعف أو انعدام في الانعكاسات الحركية
اختلال في الوعي قد يصل لغيبوبة.
ضعف في التنفس وانخفاض شديد في الحرارة وضيق في حدقة العين.
ضعف شديد في ضربات القلب وانخفاض في الضغط.

الإسعافات الأولية في حالة تسمم طفل بأدوية المنومة

يجب عدم انتظار ظهور الأعراض وتبليغ الإسعاف أو الطوارئ، وحتى وصول الطفل للمشفى يتم عمل تنفس صناعي له في حالة إصابته بغيبوبة، أو ضعف شديد في التنفس، مع محاولة تدفئة الطفل إذا حدث انخفاض شديد في درجة حرارته.

مضاعفات تناول جرعة زائدة من الحبوب المنومة

تظهر المضاعفات في حالة التسمم بالأدوية المنومة في صورة حاد :

غيبوبة.
إصابات أو ارتجاج في المخ نتيجة فقدان التوازن والسقوط على الرأس.
التهاب رئوي.
هناك احتمال وفاة واحد من كل عشرة مصابين بتسمم المنومات وخاصة الباربيتورات Barbiturate أو أحد مشتقاتها، وذلك نتيجة مضاعفات في الرئة أو القلب أو الانخفاض الشديد في الضغط ودرجة الحرارة.

أما في حالة ظهور الأعراض في صورة معتدلة وعدم تفاقمها فيمكن للطفل الخروج من المشفى في مدة تتراوح من 6 ساعات وحتى 24 ساعة حسب نوع وكمية الدواء المنوم.

علاج تسمم طفل بأدوية المنومة

الدواء الوحيد الذي يعمل عمل الترياق في حالة التسمم بدواء البينزوديازبين benzodiazepine هو الفلومازينيل flumazenil وليس له تأثير واضح في حالة التسمم بأنواع الأدوية المنومة الأخرى.

ولكن يتم عمل غسيل للمعدة واستخدام الفحم النشط، لتقليل امتصاص الجسم للدواء المنوم عامة، وفي بعض الحالات قد يستخدم غسيل الكلى الدموي للتخلص من الدواء في الدم، بالإضافة لضرورة تعويض الجسم بالمحاليل اللازمة واستخدام أجهزة التنفس الصناعي في حالة هبوط معدل التنفس في الطفل بشكل كبير مع متابعة علاماته الحيوية باستمرار.

وأخيراً ، فإن الاحتفاظ بهذه الأدوية بعيداً عن متناول الأطفال يمثل القاعدة الأساسية لحماية الطفل من مخاطر التسمم بها، والتي قد تؤدي لآثار مدمرة على الجهاز العصبي و المخ، وإذا كان هناك ما يقلقك بخصوص صحة طفلك، يمكنك استشارة أحد اطبائنا من هنا.