إن صدمة استقبال خبر أن مرض أحد الأشخاص المقربين وصل لمراحله الأخيرة ولا يستجيب لأي علاج أمرًا عصيبًا وثقيلًا على النفس، ويتطلب التأقلم مع حالة المريض الكثير من الصبر والإيمان بقضاء الله عز وجل. في السطور التالية، سنتعرف على معنى مرض العضال والأعراض التي يعانيها المريض، وطبيعة الرعاية الصحية التي يحتاجها.
ما هو المرض العضال؟
مرض العضال Terminal illness ليس مرضًا بحد ذاته، لكنه مصطلح يشير إلى أي مرض لا يستجيب للأساليب العلاجية المتبعة، ما يزيد من تفاقم الحالة مع الوقت مؤديًا إلى الوفاة.
وتعد بعض الأمراض عُضالًا في حد ذاتها، وبعضها يتطور مع الوقت حتى يخبر الطبيب أهل المريض أن حالته لا تستجيب لأي أسلوب علاجي ولم تعد هناك أساليب علاجية أخرى. أما إجابة السؤال كم سيعيش المريض فهي تعتمد على طبيعة المرض وشدته وتشير المصادر إلى أنها قد تتراوح بين الأيام والسنين، ولكن تذكّر دائمًا أن الأعمار بيد الله وحده.
أمراض تصنف كمرض عضال
تشير المصادر إلى بعض الأمراض الشائعة المصنفة كمرض عضال ومن ضمنها:
- فشل القلب المتقدم Advanced heart failure: ويطلق عليه أيضًا فشل القلب الاحتقاني وهو حالة يفشل فيها القلب بضخ ما يكفي من الدم لسد احتياجات الجسم، ويبدأ العلاج بالأدوية وإجراء تغييرات في نمط الحياة، لكن قد يتطور المرض مع العلاجات ولا يستجيب الجسم للعلاجات.
- المراحل الأخيرة من السرطان End-stage cancer: يوضح أحد المصادر أن علاجات بعض أنواع السرطانات قد تكون فعالة عند بعض الأشخاص، ولا يستجيب لها أشخاص آخرون، ما يسبب نمو وانتشار السرطان.
- الخرف Dementia: الخرف هو فقدان الوظائف الإدراكية بما فيها التفكير والذاكرة، ورغم أن المراحل المبكرة قد تكون خفيفة، فإنه قد يتطور مع الوقت مسببًا فقدان قدرة المريض على العناية بنفسه، وفقدان وظائفه الحركية.
- التصلب الجانبي الضموري Amyotrophic lateral sclerosis: وهو اضطراب نادر في الأعصاب المسئولة عن عضلات الحركات الإرادية مثل المشي والتحدث، ومع الوقت قد يؤدي المرض إلى فقدان الوظائف الحركية بما فيها القدرة التحدث وحتى التنفس.
- أمراض الكلى المزمنة: أمراض الكلى المزمنة هي فشل الكلى في فلترة الدم بصورة صحيحة، ما يؤثر في تراكم الفضلات في الدم، ويمكن لعلاجات مثل الأدوية والغسيل الكلوي أو عملية زراعة الكلى من إبطاء تفاقم المشكلة، إلا أنه مع إهمال هذه العلاجات فقد يهدد هذا المرض الحياة.
- مرض الانسداد الرئوي المزمن COPD، وهو مرض يشير إلى وجود مشكلات في التنفس وتدفق الهواء إلى الرئتين، ويمكن للأدوية وتغييرات في نمط الحياة والعلاجات الأخرى مثل العلاج بالأكسجين من إيقاف تفاقم المرض.
- الإيدز: ينجم الإيدز عن فيروس نقص المناعة البشرية الذي يزيد من تفاقم الحالة مع إهمال علاجه مؤديًا إلى الإيدز، الذي يسبب ضعف شديد في المناعة وبالتالي عدم قدرة الجسم على مكافحة الأمراض.
علامات وأعراض مرض العضال
توجد العديد من الأعراض التي يعانيها المرضى في مراحل الأمراض المتأخرة، ويسعى الفريق الطبي جاهدًا في تخفيف وإدارة أعراض أي مرض عضال التي قد تتضمن:
- الألم: يلازم الشعور بالألم الكثير من الأمراض بما فيها الأمراض المستعصية والمراحل المتأخرة، ولحسن الحظ يمكن السيطرة على الآلام الناجمة بالأدوية.
- ضيق التنفس: يعاني مرضى بعض الأمراض من صعوبات في التنفس، ويتبع الفريق الطبي البروتوكولات اللازمة للتعامل مع هذه المشكلة.
- القلق والاكتئاب: نظرًا لإدراك المريض أن حالته غير قابلة للعلاج.
- فقدان الشهية والعطش: ويسبب عدم رغبة المريض في تناول الطعام والشراب إزعاجًا لذويه.
- الغثيان والقيء: الناجمين عن المرض أو الأدوية أو أي أعراض أخرى.
- الإمساك: ينجم عن بعض الأدوية أو بسبب انعدام الحركة ونقص الألياف وشرب السوائل.
- سلس البول أو البراز: وقد ينجمان عن الجراحة أو المرض نفسه.
- الانفصال عما حوله: يركز المريض فيما بداخله وينفصل عن العالم الخارجي المحيط بما فيها الأهل والأصدقاء، وقد يشتاق مرضى آخرون لأحبائهم، وفي كلتا الحالتين ينصح باحترام رغباتهم.
الرعاية التي يحتاجها شخص مصاب بمرض عضال
مع تفاقم المرض أو الأعراض الجانبية للأدوية والعلاجات الأخرى، يحتاج المريض إلى رعاية خاصة، ومن وسائل الرعاية هي الرعاية التلطيفية Palliative care، وهو نوع من الرعاية التي تساعد المريض في الإدارة الأعراض وتخفيف الألم والشعور ببعض التحسن، لكنها لا تعالج المرض نفسه، فعلى سبيل المثال، يمكن استكمال العلاج الكيماوي لإبطاء نمو الورم، وقد يخضع بعض المرضى لاستئصال الورم إذا سمحت حالتهم بذلك (حسب رؤية الطبيب المعالج).
وقد تتبع وسائل رعاية أخرى، حيث يركز الفريق الطبي على تلبية احتياجات المريض الجسدية والنفسية والاجتماعية والدينية والعاطفية، بحيث يتم تحسين جودة حياته.
وفي الختام، توجد بعض الأمراض المتفاقمة التي لا تستجيب لأي علاج ويطلق على أي مرض منها مرض عضال، ويبقى الحل هو السيطرة على الأعراض ومحاولة التأقلم، ويحصل المريض على الدعم اللازم من شتى جوانب الحياة، ويتم توعية ذويه بالرضا بقضاء الله وقدره.