تزخر الأعمال السينمائية والدرامية بالكثير من القصص والمشاهد التي تدور حول الاضطرابات والأمراض النفسية، وربما قد تكون رأيت من قبل تقنية العلاج النفسي التي تنطوي على العلاج بالصدمة أو العلاج بالتعرض كما يُطلق عليه من الناحية السينمائية، وهي الموضوع الذي سنتناوله اليوم من الناحية الطبية والنفسية، فتابع معنا عزيزي القارئ هذا المقال لتتعرف على كل ما يخص مصطلح العلاج بالصدمة.
ما هو العلاج بالصدمة؟
علاج التعرض أو العلاج بالصدمة هو علاج نفسي تم تطويره لمساعدة الناس على مواجهة مخاوفهم، عندما يخاف الناس من شيء ما، فإنهم يميلون إلى تجنب الأشياء أو الأنشطة أو المواقف المخيفة، على الرغم من أن هذا التجنب قد يساعد في تقليل مشاعر الخوف على المدى القصير، إلا أنه على المدى الطويل يمكن أن يجعل الخوف يصبح أسوأ.
في مثل هذه الحالات، قد يوصي طبيب نفسي ببرنامج علاجي للتعرض للمساعدة في كسر نمط التجنب والخوف لدى المرضى، في هذا النوع من العلاج، يخلق علماء النفس بيئة آمنة يمكن من خلالها “تعريض” الأفراد للأشياء التي يخشونها ويتجنبونها، يساعد التعرض للكائنات أو الأنشطة أو المواقف المخيفة في بيئة آمنة في تقليل الخوف وتقليل التفادي بعد ذلك.
استخدامات العلاج بالصدمة
لقد ثبت أن علاج التعرض او الصدمة هو عنصر علاجي مفيد في التخفيف من مجموعة من المشكلات، بما في ذلك ما يلي:
- الاضطرابات العصبية التي تندرج تحت مُسمى الرهاب (الفوبيا).
- اضطراب القلق الاجتماعي.
- اضطراب الوسواس القهري.
- اضطراب الإجهاد ما بعد الصدمة.
- اضطراب القلق العام.
أنواع العلاج بالصدمة
هناك العديد من الاختلافات في العلاج بالتعرض، يمكن أن يساعدك طبيبك النفسي في تحديد الإستراتيجية الأفضل لك، وتشمل هذه الاستراتيجيات ما يلي:
العلاج بالصدمة المباشرة مع الجسم الحي
وهو مواجهة مباشرة لكائن أو موقف أو نشاط يخشاه الشخص في الحياة الحقيقية، على سبيل المثال، قد يتم توجيه تعليمات إلى شخص لديه خوف من الثعابين للتعامل مع الثعبان، أو قد يتم توجيه شخص لديه قلق اجتماعي لإلقاء خطاب أمام جمهور.
العلاج بالتعرض التخيّلي
وهو تصور جسم الكائن أو الموقف أو النشاط المخيفين بوضوح، على سبيل المثال، قد يُطلب من شخص يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة أن يتذكر ويصف تجربته الصادمة من أجل الحد من مشاعر الخوف.
التعرض للواقع الافتراضي
في بعض الحالات، يمكن استخدام تقنية الواقع الافتراضي عندما يكون التعرض مع الجسم الحي غير عملي، على سبيل المثال، قد يقوم شخص خائف من الطيران برحلة افتراضية في مكتب الطبيب النفسي، باستخدام جهاز يوفر مشاهد وأصوات وروائح الطائرة.
التعرض للإدراك
وهو إحضار متعمد للأحاسيس الجسدية غير المؤذية، ولكن الخوف على سبيل المثال، قد يُطلب من شخص يعاني من اضطراب الهلع أن يعمل في مكانه من أجل رفع سرعة قلبه، وبالتالي يدرك أن هذا الإحساس غير خطير.
طرق العلاج بالتعرض
يمكن أيضاً أن يتم علاج التعرض أو العلاج بالصدمة بطرق مختلفة، وتشمل هذه الطرق ما يلي:
- التعرض المتدرج، يساعد أخصائي علم النفس على بناء تسلسل هرمي للخوف من التعرض، يتم فيه ترتيب الأشياء أو الأنشطة أو المواقف التي يتم الخوف منها وفقًا للصعوبة، وهي تبدأ بالتعرضات الخفيفة أو المعتدلة الصعبة، ثم تتقدم إلى أصعب منها.
- التعرض الفيضاني، ويقصد به استخدام التسلسل الهرمي للخوف من التعرض للبدء في التعرض لأصعب المهام.
- إزالة الحساسية المنهجية، في بعض الحالات، يمكن دمج التعرض مع تمارين الاسترخاء لجعل الشخص يشعر بمزيد من التحكم وربط الأشياء أو الأنشطة أو المواقف التي تخشى من الاسترخاء.
نتائج العلاج بالصدمة
يُعتقد أن علاج التعرض يساعد في عدة طرق، بما في ذلك:
- التعود، بمرور الوقت، يجد الناس أن ردود أفعالهم تجاه الأشياء أو المواقف المخيفة تتناقص.
- الانقراض، يمكن أن يساعد التعرض في إضعاف الارتباطات التي تم تعلمها مسبقًا بين الأشياء أو الأنشطة أو المواقف المخيفة والنتائج السيئة.
- الفعالية الذاتية، يمكن أن يساعد التعرض في إظهار أن المريض هو قادر على مواجهة مخاوفه ويمكنه إدارة مشاعر القلق.
- المعالجة العاطفية، أثناء التعرض، يمكن للعميل أن يتعلم إرفاق معتقدات جديدة أكثر واقعية حول الأشياء أو الأنشطة أو المواقف التي يمكن أن تخيفه، ويمكن أن يصبح أكثر راحة مع التجربة من الخوف.
هل العلاج بالصدمة آمن؟
رغم أنه قد يكون فعالاً في بعض الحالات، ولكن عادة ما يفضل الأطباء تأجيل هذا النمط من العلاج لحين تجربة الطرق الأخرى.
وذلك لأنه يجب توخي الحذر قدر الإمكان حيث قد ينتج عن هذا النوع من العلاج بعض الأضرار والمخاطر مثل الانتكاسة للمريض، لذا من المهم التأكد من مدى كفاءة المعالج النفسي ومناقشة النتائج المتوقعة معه.
إن تعريض شخص ما لمخاوفه أو صدماته السابقة دون أن يتعلم المريض أولاً تقنيات المواجهة المصاحبة له، مثل الاسترخاء أو اليقظه أو تمارين الصور، يمكن أن يؤدي إلى إعادة تعرض الشخص للصدمة من قبل الحدث أو الخوف، لذلك يتم إجراء علاج التعرض عادةً في إطار علاج نفسي مع معالج تم تدريبه، ولديه خبرة في هذه التقنية وتمارين المواجهة ذات الصلة.