لا بد أن سمعت أحد يستخدم مصطلح العقل الباطن، فهل تعلم ما هو؟ إذا كانت الإجابة لا، تعرف معنا من المقال التالي على المقصود بالعقل الباطني وكيف يعمل ويتحكم بالأفكار، وأيضاً بعض النصائح والتقنيات التي سوف تساعدك في استخدام فوة عقلك الباطن ومعلومات أخرى غيرها.
ما هو العقل الباطن؟
العقل الباطني هو جزء الدماغ الذي يقوم بعمل القرارات بدون الحاجة إلى التفكير فيهم بشكل نشط. ويختلف العقل الباطن عن العقل الواعي أو conscious mind والذي يشمل الأفكار التي نفكر فيها في أي وقت. كما أنه يختلف عن العقل اللاواعي The unconscious mind والذي يقوم بحفظ الأحداث الماضية والتجارب التي لا نتذكرها على الإطلاق.
فعند تعلم العزف على آلة موسيقية جديدة، يقوم الإنسان أولاً بالتفكير في ترجمة النوتة الموسيقية وتحريك الأصابع لتعلم كل نغمة، ومع الممارسة يجد الإنسان نفسه قادر على عزف أي أغنية، وهكذا يعمل العقل الباطن.
ولكنه أكثر من تعلم مهارة جديدة، فيتم استخدامه لمعالجة المعلومات ويؤثر على كل شيء نفكر فيه أو نقوله أو نقوم به. فهو يقوم بتخزين المبادئ والقيم ويحدد الذكريات ويراقب المعلومات المحيطة بنا، ثم يقرر نوع المعلومات التي يقوم بإرسالها للعقل الواعي وما يجب تخزينه لوقت لاحق.
وإعادة برمجة هذا العقل على شيءٍ ما عادة ما يستغرق من 3 إلى 4 أسابيع ولكن قد يتطلب الأمر مدة أطول من هذا. وتعتمد طول المدة على مدى ترسخ السلوك أو العادة التي ترغب بتغييرها، وأيضاً مدى المعتقدات التي تؤمن بها. وعادة ما يتم وصف هذا العقل على أنه كل ما يدركه الشخص (يكون واعي به) في الوقت الحالي أو كل ما يشعر به أو يقوم به أو يراه أو يلمسه أو يختبره.
كيف يعمل العقل الباطن؟
يمكن مقارنة العقل الباطن بقيادة طائرة على وضعية الطيار الآلي، فهو دائماً ما يقوم بتشغيل برامج للتحكم في كيفية المشي والجلوس والتنفس والحديث وغيرهم، فنحن غير مضطرين للتفكير في مثل تلك الأمور، فهي تحدث نتيجة المعلومات التي تم تخزينها في الدماغ والتي نقابلها على مدار اليوم.
كما يمكن أن يساعد في الحفاظ على التوازن بين مئات من المواد الكيميائية في الخلايا من خلال الجهاز العصبي اللاإرادي، كما يؤثر على الحالة العقلية عن طريق جعلك تفكر وتتصرف بطريقة متناسقة مع الأفعال والأقوال التي قمت بها ف الماضي.
وهو المسئول عن جعلك تشعر بعدم الراحة عاطفياً وجسدياً عند محاولة فعل شيء جديد أو مختلف أو عند تغيير أي عادة سلوكية معتادة. فالخوف والشعور بعدم الراحة يعتبران العلامات الجسدية التي تُشير إلى أن هذا العقل تم تفعيله.
فيمكن أن تشعر بأن عقلك الباطن يعيدك مرة أخرى لمنطقة الراحة (الكومفرت زون) في كل مرة تحاول تجربة شيء جديد، وحتى مجرد التفكير في تجربة شيء جديد قد يتسبب في تشغيل عقلك الباطن المعتاد على السلوكيات الماضية والتي تم تكوينها بمرور الأيام، لذا يكون من الصعب الخروج من منطقة الراحة أحياناً. لذا تعلم عادات جديدة يمكن أن تساعد في تغيير ما اعتاد عليه.
نصائح لتحسين وتقوية العقل الباطن
يتحكم عقلك الباطن بشكل كبير في السلوكيات الإيجابية والسلبية، ومفتاح تقوية وتحسين العقل الباطن هو تدريب العقل على إنتاج أو تبني سلوكيات إيجابية جديدة. ويمكن استخدام الوعي لإعادة برمجة أو إعادة تدريب عقلك الباطني على فعل الأشياء المفيدة للشخص في الوقت الحالي أو في المستقبل. ويمكن تقوية وتحسين العقل الباطن باتباع الخطوات التالية:
1- التعرف على العوائق:
يجب على الشخص أولاً التعرف على العوائق والمخاوف التي تمنعه من تحقيق أهدافه، ثم التفكير بأن هذه العوائق يمكن تخطيها وأن مدى صعوبتها ما هو إلا أكار متراكمة في العقل. وجدير بالذكر أن هذه العوائق والمخاوف يمكن أن تكون نفسية مثل أفكار سلبية أو عوائق جسدية مثل الرغبة في فقدان الوزن ولكن عوضاً عن عمل مجهود لتحقيق هذا تقوم بإضاعة الوقت المخصص للتمرن.
2- التخلي عن الأفكار المحدودة
بمجرد التعرف على العوائق والأفكار التي تجعل من الصعب التقدم، يجب تقبلها واحتوائها ثم البدء في التخلي عنها، وقد يتطلب هذا أحياناً إحضار ذكريات مؤلمة أو مشاعر مؤلمة في العقل الواعي حتى تتم مواجهة تلك الآلام والتخلي عنها. فبمجرد فهم الأسباب وراء المشاعر المختلفة يستطيع الشخص مواجهة تلك الأسباب وتغيير استجابته تجاه تلك المشاعر لاستجابة أفضل.
3- التفكير الإيجابي:
الأفكار والأفعال التي يتم وضعها في العقل الواعي يمكن أن تساعد في إعادة برمجة العقل الباطن في وقت قصير، فعند إدخال الأفكار الإيجابية يمكن أن يساعد هذا في إعادة برمجة المشاعر وكيفية الشفاء من الأزمات وتغيير العادات التي بدورها تساعد في تحسين جودة الحياة والسعي نحو الأهداف والتركيز على تحقيقها.
فعند تغيير نبرة التحدث مع النفس عن مواجهة العائق، سوف يستمع العقل الباطني للنبرة الجديدة، كما اعتاد أن يستمع لك في الماضي عند التحدث بتشاؤمية، وبمرور الوقت يقوم العقل الباطن باتباعك ويفقد أي اهتمام بالعادات الماضية لأنه وجد عادات جديدة.
ومفتاح الوصول لهذا هو تخيل ما ترغب في حدوثه ووضع خطة لكيفية تعاملك مع العوائق باستخدام العقل الواعي واختيار اتباع الخطة الموضوعة.
4- ترك القيادة للعقل الباطن
في نهاية المطاف تهدف كل الخطوات السابقة إلى إرخاء العقل الواعي وترك العقل الباطن ليتولى القيادة، وبمجرد تغيير طريقة الإجابة على ما يحدث، سوف يفترض العقل الباطن بأن هذه هي الطريقة الواجب استخدامها. وباستخدام الأقوال والأفعال والأفكار الصحيحة، يتم تكوين طريقة جديدة للعقل الباطن للبحث عن الطرق الإيجابية والفعالة للاستجابة.