لا يتربط الشعور بالوحدة بكثرة الأشخاص المحيطين، فقد يشعر الشخص بالوحدة وسط الأهل والأصدقاء وشريك الحياة، وفي هذا المقال سنتحدث عن أبرز الأسباب التي تؤدي للشعور بالوحدة، وبعض الوسائل الممكنة للتغلب على هذا الشعور.
أسباب الشعور بالوحدة
تعتبر الوحدة من المشاعر شديدة التعقيد، التي تشعر الشخص بالفراغ والانعزال والشعور بأنه شخص غير مرغوب به من جانب الآخرين، وهناك بعض الأسباب التي قد تؤدي للشعور بالوحدة وهي:
1. التغيرات الحياتية
تؤثر بعض المواقف المتعلقة ببعض التغيرات الحياتية، على زيادة الشعور بالوحدة، مثل الانتقال للإقامة في مكان أو بلد جديد، أو الطلاق أو فقدان شخص عزيز سواء بالانفصال العاطفي أو الموت.
2. الاضطرابات النفسية
تتسبب بعض الاضطرابات النفسية في زيادة الإحساس بالوحدة، مثل مرض الاكتئاب الذي يُشعر المريض بعدم القدرة على التفاعل مع الآخرين، ويعتبر من أبرز أعراض الاكتئاب هو الوحدة والرغبة في الانعزال عن الآخرين.
3. تدني تقدير الذات
يحدث الإحساس بالوحدة في بعض الأحيان، بسبب شعور الشخص بتدني تقديره لذاته، وعدم ثقته بنفسه، مما يدفعه للشعور بعدم الأهمية، فيزيد شعوره بالوحدة، التي قد تتطور لتصبح وحدة مزمنة.
4. نمط الشخصية
يعتبر نمط الشخصية من العوامل التي تؤثر على زيادة الإحساس بالوحدة، على سبيل المثال يزيد الإحساس بالوحدة عند الأشخاص الانطوائيين، الذين يفضلون العزلة وعدم تكوين صداقات جديدة.
5. الشعور بالوحدة وسط الناس
كشفت إحدى الدراسات التي أجريت سنة 2021، أن بعض الأشخاص لا يشعرون بالارتياح في التواجد وسط مجموعة كبيرة من الأشخاص، وعلى ذلك يزيد لديهم الشعور بالوحدة، وعلى الجانب الآخر، قد يزيد شعور الشخص بالارتياح عند التواجد مع صديق مقرب لتناول العشاء أو مشاهدة فيلم في السينما، لذلك يعتمد الشعور بالارتياح على مدى شعور الفرد بجودة الصداقة وليس العدد.
الشعور بالوحدة مع الزوج
يشعر العديد من المتزوجين بالوحدة العاطفية مع الشريك، وهناك بعض الدلائل التي تشير لذلك وهي:
- عدم مشاركة الزوجين لما حدث معهما أثناء اليوم، أو عدم اهتمام أحدهما بالاستماع للطرف الآخر.
- انعدام الرغبة في التقارب الجسدي وممارسة العلاقة الحميمة.
- عدم الرغبة في قضاء الوقت مع الشريك، وتفضيل غيرها من الأمور.
- الإحساس بالوحدة حتى مع تواجد الطرف الآخر في نفس المكان.
- تجنب مشاركة أفكارك مع الطرف الآخر، تجنبًا لسوء فهم الشريك أو حكمه عليك.
وهناك بعض الحلول التي يمكن تنفيذها، عند ملاحظة بعض الدلائل التي تحدثنا عنها، ومن هذه الحلول:
- التحدث مع الشريك بصورة مباشرة، عن إحساسك بالوحدة تجاهه.
- زيادة التقارب الجسدي مع الشريك، مما يساعد على إفراز هرمون الأوكسيتوسين المشهور بأنه هرمون الحب.
- التخطيط لقضاء مزيد من الوقت مع الشريك.
- الجلوس مع الشريك يوميًا، للتحدث عن النقاط الإيجابية في العلاقة، والتي تتعلق بأبسط الأمور على سبيل المثال شكره على إلقاء القمامة.
- مشاركة الطرفين للأمور التي تزعج كلا منهما في الشريك، ومحاولة تعديل هذه السلوكيات.
ماذا تفعل عند شعورك بالوحدة؟
هناك عدد من السلوكيات التي يمكن تنفيذها، لعلاج الشعور بالوحدة أو للحد منه، ونذكر منها ما يلي:
1. التقبل
يعتبر الشعور بالوحدة من المشاعر التي تحدث للجميع، لذلك عندما ينتابك هذا الشعور، حاول التفكير في هذا الشعور بمنظور آخر، وهو أنه فرصة جيدة للتفكير العميق والإبداعي، وممارسة بعض الهوايات المفيدة مثل قراءة الكتب والشعر، أو الاستماع للموسيقى المفضلة، وتقبل فكرة أن الإنسان يحتاج من حين لآخر وقت خاص به.
2. الشعور بالامتنان
أكدت إحدى الدراسات التي أجريت سنة 2019 أن الشعور بالشكر والامتنان، ساهم في الحد من مشاعر الوحدة، ويمكن ممارسة ذلك من خلال كتابة الأشياء الإيجابية التي حدثت خلال اليوم، وشكر الأشخاص الذين تشعر تجاههم بالامتنان واستدعاء التجارب الجيدة التي حدثت في الماضي.
3. املأ المنزل بالأصوات
يتسبب الشعور بالصمت المحيط بزيادة الإحساس بالوحدة، وللحد من ذلك يمكن الاستماع للموسيقى أو الكتب السمعية، أو تشغيل الراديو أو التليفزيون، أو فتح نوافذ المنزل لسماع أصوات العصافير، مما يساعد على صرف الانتباه عن الأفكار السلبية والتفكير بالوحدة.
4. مكالمة صديق
أشارت إحدى الدراسات التي أجريت سنة 2021، إلى أن المكالمة التليفونية مع صديق حتى ولو كانت لمدة بسيطة على سبيل المثال عشر دقائق، تساعد على الحد من الإحساس بالوحدة.
5. الخروج من المنزل
عند الإحساس بالوحدة ننصحك بالخروخ من المنزل، من أجل ممارسة رياضة المشي أو للتنزه في الحدائق أو غيرها من الأماكن التي تفضلها، مما ينعكس إيجابيًا على الصحة النفسية.
6. التحدث عن مشاعرك
يساعد التحدث عن مشاعرك للأشخاص المقربين، على الحد من الإحساس بالوحدة والتفكير سويًا في الحلول الممكنة، وفي حالة الشعور بالخجل من ذلك يمكن تدوين الأفكار، للتخلص من المشاعر السلبية.
تعتبر الوحدة من المشاعر التي تصيب الجميع، والتي يجب أن نتقبل أنها جزء من الحياة، وللحد منها يمكن تطبيق بعض النصائح التي ذكرناها في المقال، وإذا طال لديك هذا الشعور وأصبح يؤثر على علاقاتك وحياتك ننصحك باستشارة أخصائي نفسي لمساعدتك.