ينتقل الدم والأكسجين في دورة محكمة ومنظمة وبشكل مستمر تُعرف باسم الدورة الدموية، وعلى الرغم من أهميتها البالغة قد لا يعرف الكثير ما يكفي من المعلومات عنها، لذا يمكنكم متابعة الفقرات التالية لتتعرفوا على الدورة الدموية بشكل مفصل ومكوناتها وكيف تعمل وأهميتها وما هي الأمراض التي تؤثر عليها وكيف تقي نفسك من تلك الأمراض.
ما هي الدورة الدموية؟
يجتمع القلب والأوعية الدموية ليكونا ما يُعرف باسم نظام الدورة الدموية Circulatory System أو ما يُعرف أيضاً بنظام القلب والأوعية الدموية Cardiovascular System، الذي تتضمن وظائفه الأساسية تزويد العضلات والأعضاء والأنسجة بالأكسجين والهرمونات والمغذيات، كما يساعد في التخلص من الفصلات الضارة.
ويقوم القلب بضخ الدم عبر الجسم من خلال شبكة من الشرايين والأوردة، وتحرك الدم من خلال هذه الشبكة هو ما يُعرف بالدورة الدموية، حيث يقوم هذا النظام بتزويد جميع أنسجة الجسم بكمية الدم المطلوبة للعمل بطريقة صحيحة وفعالة.
ويتكون نظام الدورة الدموية من التالي:
- القلب: عضو عضلي يقوم يضخ الدم خلال الجسم.
- الأوعية الدموية: تتضمن الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية.
- الدم: يتكون من خلايا بيضاء وحمراء وبلازما وصفائح.
ويحتوي الجسم على أكثر من 600,000 ميل من الأوعية الدموية التي تقوم بتوزيع ما يقرب من 5.6 لتر من الدم يومياً. كما أن نظام الدورة الدموية له 3 دورات أساسية، حيث يقوم الدم بالانتقال من خلال القلب عن طريق هذه الدورات في نظام متتالي ومستمر. وتتضمن تلك الدورات ما يلي:
- الدورة الدموية الصغرى (الدورة الدموية الرئوية) Pulmonary Circulation: تقوم هذه الدورة بحمل الدم بدون الأكسجين من القلب إلى الرئتين، وتقوم الأوردة الرئوية بإعادة الدم المؤكسج إلى القلب.
- الدورة الدموية الكبرى (الدورة الجهازية) Systemic Circulation: خلال هذه الدورة، يسافر الدم مع الأكسجين والمغذيات والهرمونات من القلب إلى باقي أجزاء الجسم. وفي الأوردة يقوم الدم بالتقاط الفضلات، بينما يقوم الجسم باستخدام الأكسجين والمغذيات والهرمونات.
- الدورة التاجية Coronary Circulation: تتضمن هذه الدورة شرايين القلب، حيث يتم تزويد عضلة القلب بالدم المؤكسج، وأثناء هذه الدورة يتم إعادة الدم غير المؤكسج إلى غرفة القلب اليمنى العلوية (الأذين) ليتم إرساله إلى الرئتين ليُصبح مؤكسج.
أهمية الدورة الدموية
تتمثل وظيفة نظام الدورة الدموية في نقل الدم خلال الجسم، وهذا الدوران يحافظ على عمل الأعضاء والعضلات والأنسجة الصحية، للحفاظ على حياة الشخص. كما يساعد هذا النظام في تخليص الجسم من الفصلات أو البقايا، والتي يمكن أن تتضمن:
- ثاني أكسيد الكربون الناتج عن التنفس.
- منتجات ثانوية كيميائية تنتج من أعضاء الجسم.
- بقايا أو فضلات ناتجة من الأطعمة والمشروبات التي تدخل الجسم.
كيف تعمل الدورة الدموية؟
يعمل نظام الدورة الدموية بمساعدة الأوعية الدموية التي تحتوي على الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية، وتعمل هذه الأوعية الدموية مع القلب والرئتين لدوران الدم بشكل متواصل داخل الجسم، وإليكم كيف يحدث هذا:
- يقوم البطين الأيمن للقلب بإرسال الدم قليل الأكسجين إلى الرئتين، ويقوم هذا الدم بالتنقل أو السفر خلال الشريان الرئوي الرئيسي.
- تقوم خلايا الدم بالتقاط الأكسجين في الرئتين.
- يقوم الشريان الرئوي بعد ذلك بحمل الدم المؤكسج من الرئتين إلى الأذين الأيسر للقلب.
- يقوم الأذين الأيسر بإرسال الدم المؤكسج إلى البطين الأيسر للقلب، ويقوم هذا الجزء العضلي من القلب بضخ الدم للجسم من خلال الشرايين.
- وبمجرد تحرك الدم خلال الجسم وأعضاؤه، يقوم بجمع ونقل المغذيات والهرمونات والفضلات من الجسم.
- تقوم الأوردة بحمل الدم غير المؤكسج وثاني أكسيد الكربون وإعادته إلى القلب، والذي بدوره يقوم بإرسال هذا الدم إلى الرئتين، التي تعمل على التخلص من تلك المخلفات عن طريق التنفس (الزفير).
أمراض تؤثر على الدورة الدموية
توجد حالات صحية عديدة يمكن أن تؤثر على نظام الدورة الدموية، وتتضمن أبرز تلك الحالات ما يلي:
- تمدد الأوعية الدموية Aneurysm: يحدث عندما تضعف جدران الشرايين وتتضخم، وهذا الضعف يمكن أن ينتج عنه انتفاخات عند مرور الدم خلال الشريان، وقد تتمزق هذه الانتفاخات مسببة مضاعفات خطيرة تهدد الحياة.
- ارنفاع ضغط الدم High blood pressure: تعمل الشرايين بجد لتدوير الدم خلا الجسم، وعند زيادة ضغط الدم على جدران الأوعية بشكل كبير، يُصاب الشخص بارتفاع ضغط الدم. وعندما تُصبح الشرايين أقل مرونة يصل الدم والأكسجين للأعضاء بصورة أقل، مما يجعل الشخص عرضة لأمراض القلب والأوعية.
- تصلب الشرايين Atherosclerosis: ارتفاع الكوليسترول والسكري يمكن أن يؤدي لتراكم الدهون والمواد الأخرى في الدم، وتكون هذه المواد ترسبات على جدران الشرايين والإصابة بتصلب الشرايين الذي يزيد من خطر التعرض للجلطات والسكتات وأمراض الكبد ومرض الشريان المحيطي.
- الأمراض الوريدية Venous diseases: تؤثر هذه الأمراض على الأوردة في الجزء السفلي من الجسم نتيجة عدم تدفق الدم مرة أخرى إلى القلب وأوردة الساق مثل القصور الوريدي المزمن ودوالي الساقين، بالإضافة غلى حالة الخثار الوريدي العميق التي يمكن أن تؤدي لحدوث مضاعفات مهددة للحياة.
نصائح لتعزيز صحة الدورة الدموية
هذه النصائح والخطوات التالية يمكن أن تساعد في حماية وتعزيز نظام الدورة الدموية:
- يجب ممارسة النشاط الجسدي لمدة لا تقل عن 150 دقيقة كل أسبوع.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضراوات والألياف، والتقليل من نسبة الدهون المشبعة والأطعمة المصنعة.
- التخلص من التوتر وإيجاد طرق صحية لعمل هذا، مثل تقنيات الاسترخاء.
- الحفاظ على وزن صحي.
- علاج أو التحكم في الحالات الصحية التي يمكن أن تؤثر على الصحة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول.
- الإقلاع عن التدخين والحصول على أي مساعدة ممكنة لتحقيق هذا في حالة مواجهة أي صعوبة.