يعد الكبد من أهم اعضاء جسم الانسان حيث انه يقوم بالعديد من العمليات الاساسية داخل الجسم كـ التمثيل الغذائي و تنقية الجسم من السموم وتخزين سكر الجلوكوز في الصورة المركبة له وهي الجليكوجين & انتاج العصارة الصفراوية ، ولهذا فان حدوث اي خلل في هذا العضو قد يتسبب في العديد من الامراض التي تؤثر علي حياة الانسان وقيامه بوظائفه وعلي هذا النحو نستعرض احد اهم هذه الامراض وهو التهاب الكبد الوبائي B .
ماذا عن فيرس بي ؟
فيروس بي هو أحد الفيروسات التي تصيب الكبد من ضمن انواع اخري كـ سي او دي وغيرهم حيث DNA
يقوم هذا الفيرس بمهاجمة خلايا الكبد ، وعلي الفور يقوم الجسم بانتاج الاجسام المضادة لهذا الفيرس ونتيجة لهذا التفاعل يحدث تلف بخلايا الكبد ومع مرور الوقت يقوم الفيرس بتدمير الجهاز المناعي للجسم وينتهي الأمر بالالتهاب الكبدي .
أسباب الإصابة بفيروس بي :
ينتقل هذا الفيرس من شخص لأخر عن طريق الدم ، السائل المنوي ، الإفرازات المهبلية وإفرازات الجسم الأخري من بول وبراز وعرق و دموع حيث يتم لك من خلال :
-إعادة استخدام الأدوات الطبية المستعملة كالإبر .
-العلاقات الجنسية مع الاشخاص الحاملين للفيرس .
-من الأم المصابة لطفلها أثناء مروره في قناة المهبل .
-الأشخاص العاملين بالمجال الطبي هم أيضاً عرضة للإصابة .
-العيش في الأماكن الموبوءة بهذا المرض .
أعراض فيروس بي والمخاطر الناتجة عنه :
هناك صورتان من هذا المرض أحداهما حادة تستغرق أقل من 6 أشهر والأخري مزمنة تستغرق أكثر من 6 أشهر
فاذا تمت العدوى في مرحلة ما بعد البلوغ فان احتمالية التحول للحالة المزمنة لاتتخطي 10% أما إذا حدثت العدوي في مرحلة ما قبل البلوغ تصل هذه الإحتمالية الي 30% وتبلغ هذه النسبة اقصاها في الأطفال حديثي الولادة المصابين بالفيرس حيث تصل الي 95% ويمر هذا المرض بثلاث مراحل أولهما :
1- مرحلة ما قبل اليرقان :
حيث غالباً يشتكي المريض من الآلام بالبطن والمفاصل والعضلات و ارتفاع درجة الحرارة و غثيان وقيء واسهال ، حالة من الضعف العام .
2- مرحلة اليرقان :
– وتتميز هذه المرحلة بتغير درجة لون البول الي القتامة تصبغ أنسجة الجسم كالجلد والعينين الي اللون الأصفر
3- مرحلة النقاهة :
– وفي هذه المرحلة تختفي معظم الأعراض السابقة ويشعر المريض بتحسن ملحوظ في حالته العامة أما الصورة المزمنة لالتهاب الكبد الوبائي قد تؤدي لدخول الكبد في العديد من المضاعفات الاخري كـ تليف الكبد – سرطان الكبد – الفشل الكبدي – وقد يخرج الأمر خارج نطاق الكبد ليؤدي الي امراض الكلي أو الأنيميا
تشخيص التهاب الكبد الوبائي بي:
لتحديد اذا ما كان الشخص الذي تعرض للإصابة حامل للمرض أم مصاب بالمرض ؟ فالشخص الحامل للمرض لا تبدو عليه أعراض المرض كما أن أنزيمات الكبد لديه تكون في معدلها الطبيعي :
( ALT up to 55 &AST up to 49)
أما الشخص المصاب فهو تبدو عليه أعراض المرض جلية بالإضافة الي ارتفاع ملحوظ في انزيمات الكبد & وجود الفيرس في حالة نشطة حيث تكون نتيجة تحليل الفيرس إيجابية :
+ve HBeAG
طرق علاج فيروس بي والوقاية منه:
هل من الممكن أن يكون هناك وقاية من هذا المرض ؟ قد تبدو الإجابة غريبة حيث أنه هناك وقاية قبل أو حتى بعد الإصابة تتمثل في المصل المضاد لفيرس بي (Hepatitis B immunoglobulin)
إذ أن بعد التعرض للإصابة بالفيرس أيا كان طريقة الإصابة به قد ينجو الشخص من حدوث مضاعفات المرض والحد من انتشاره إذا قام بأخذ المصل المضاد في خلال 12 ساعة فقط من تعرضه للاصابة بغض النظر عن كونه حقن بالمصل قبل ذلك او لا.
يمكن أخذ هذا المصل علي مدي 0 ، 1 ، 6 أشهر حيث يقوم الجسم بتكوين الاجسام المضادة له (HBsAG )<<<<<<<<(HBsAB)
من يحتاج إلى اللقاح ؟
– الاطفال من عمر يوم الي شهر للأمهات الحاملين للمرض في خلال 12 ساعة من الولادة
– كل العاملين بالمجال الطبي
– كل السكان في المناطق الموبوءة بالمرض
علاج التهاب الكبد الوبائي بي :
أما بالنسبة للعلاج منه فانه يختلف عما غذا كانت الحالة حادة أو مزمنة ففي حالات الإصابة الحادة لا يحتاج المريض الي التدخل بالأدوية فقط يكفيه اتباع نظام في حياته من التغذية السليمة و شرب السوائل و الراحة و سيتكفل جسمه بمقاومة هذا النوع من العدوي
وفي الحالات المزمنة يبدو الموضوع أصعب حيث يتوجب علي المريض اتباع برنامج كامل من العلاج المنتظم بمعرفة الطبيب يتمثل في :
-مضادات الفيرس مثل: Lamivudine – adefovir – telbivudine – entecavir
–الإنترفيرون Interferon alpha2b
– واذا باءت هذه المحاولات بالفشل قد يلجأ المريض الي خيار أخر وهو زرع الكبد.
متى يمكن التوقف عن علاج فيروس بي؟
هناك اتجاهان :
– بعض الاطباء يرون أن المرضى يمكنهم التوقف عن العلاج بعد سنة كاملة من اختفاء الفيروس من الدم وسلبية نتيجة ال (بي سي ار) دون انتظار ظهور مضادات الفيروس علي سطحه.
-والبعض الاخر يفضل الإستمرار في العلاج إلى حين ظهور مضادات الفيروس علي سطحه.
حـول الـعالم :
هناك 2 بليون شخص حول العالم مصابين بهذا الفيروس منهم 400 مليون شخص هم من يعانون من المرحلة المزمنة له واكدت الاحصائيات انه هناك حوالي من 10 الي 30 مليون شخص يصابوا سنوياً بفيروس بي وأيضاً حوالي 1 مليون شخص يموتون كل عام من هذا المرض أو مضاعفاته اي بمعدل شخصان كل دقيقة أما البلد الحاصلة علي النصيب الأكبر من انتشاره بها فهي الولايات المتحدة الامريكية حيث أنها تملك حوالي 12 مليون مصاب ، أما عن مصر فهي أيضا لديها نصيب وفير من فيرس بي ولكن لا يقارن بالطبع بمدي إنتشار فيروس سي داخل مصر حيث أن المصابين بفيروس بي داخل مصر يمثلون حوالي 10% من سكانها لكنه منتشر اكثر في الوجه البحري عن قبليها وأيضاً نسبته أعلي في الذكور مقارنة بالاناث .
فيروس بي والحمل :
إن الاصابة بفيروس بي أثناء الحمل لايؤثر بأي شكل علي الجنين أما بعد الولادة يجب أن يتم تطعيم الطفل مباشرة بالمصل المضاد كجرعة أولي تليها الاخري بشهر ثم 6 اشهر وجرعة واحدة فقط من الاميونوجلوبيلين حيث يتم ذلك في خلال 12 ساعة فقط من الولادة اذ انه يزيد من فرصة الوقاية للطفل بنسبة تصل الي 90% تأتي بعد ذلك مرحلة الرضاعة حيث ينصح معظم الأطباء بأن تقوم الأم المصابة بفيرس بي بـالرضاعة الطبيعية لمولودها حيث أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطورة الاصابة بالعدوي لدي الطفل
هل الإصابة بفيرس بي تؤدي إلى الإصابة بفيرس سي أو العكس ؟
لا يوجد رابط بينهما حيث ان لكل منهما طرق انتقاله المختلفة فإذا توفرت البيئة المحيطة لإنتشار العدوي تحدث الإصابة فلاهما يؤثر علي الكبد بطريقته ومن الممكن أيضاً أن يكون المريض حامل لـ فيرس بي و سي معاً ولكن ليس كـ مضاعفة من احدهما للاخر .
أيهما الأخطر بي أم سي ؟
باختصار فان التهاب الكبد الوبائي سي هو من أخطر أمراض العصر وذلك لانه الأكثر انتشاراً
أما عن التهاب الكبد الوبائي بي إذا أصيب به شخص فإنه أخطر بكثير من فيرس سي .
كيف يؤثر كل منهما على الآخر ؟ HBV و HIV
تأثير الايدز علي الحالات المصابة بـ فيرس بي ليس بهين حيث أنه يزيد من نسبة حدوث تليف الكبد ويتسبب ايضاً في عدم استجابة مريض الكبد للعلاج وارتفاع ملحوظ في انزيمات الكبد وفي النهاية فإنه يزيد من فرص حدوث الوفاة من 2الي 3 مرات أكثر.
أما عن تأثير فيرس بي علي حالات الايدز كان يعتقد سابقاً ان فيرس بي يزيد من حدة مرض الايدز وينتهي بالمريض الي الوفاة أما الدراسات الحديثة فقد أثبتت انه لا تأثير نهائياً لهذا الفيرس علي مرض الايدز ولا علي مضاعفاته ولا يتسبب حتي في الوفاة.
وفي الختام …
لأن الهدف الأسمى في الحياة هو المحافظة علي صحة الانسان فخير طريق هو الوقاية . الوقاية من كل ما يسببه وعدم الاستهانة بهذا المرض لأن عواقبه وخيمة أما عن تدخل المريض في دوائر مفرغة بين المضاعفات والعلاج قد تودي بحياة الانسان في أي لحظة .