وجود مشاكل في الغدد الليمفاوية يمكن أن يترتب عليه مشاكل وأعراض مؤلمة مختلفة، وأحياناً قد تكون هذه المشاكل بسيطة أو متوسطة ويمكن التعامل معها بالعلاجات المناسبة، ولكن هل يمكن أن تكون هذه المشاكل خطيرة أو يتم الخلط بين الالتهاب البسيط وبين مشكلة أكثر تعقيداً كمرض السرطان؟ لنتعرف سوياً من الفقرات التالي على الفرق بين التهاب الغدد اللمفاوية والسرطان في الغدد الليمفاوية بالتفصيل.
الفرق بين التهاب الغدد اللمفاوية والسرطان من حيث التعريف
إليكم الفرق بين التهاب الغدد اللمفاوية والسرطان في تلك الغدد من حيث التعريف الطبي والأعراض للمرضين:
التهاب الغدد اللمفاوية:
التهاب الغدد أو العقد الليمفاوية هو إحدى مضاعفات الالتهابات أو العدوى البكتيرية، والغدد أو العقد الليمفاوية هي تكاوين صغيرة تقوم بتنقية ما يُعرف بالسائل الليمفاوي وتحتوي على كمية كبيرة من خلايا الدم البيضاء التي تقوم بمحاربة العدوى أو الالتهابات. ويحدث التهاب الغدد الليمفاوية عندما تُصبح هذه الغدة ملتهبة أو متورمة أحياناً كرد فعل لوجود بكتيريا أو فيروسات أو فطريات.
كما يمكن أن يحدث هذا الالتهاب بعد حدوث بعض التهابات الجلد أو الالتهايات الأخرى الناتجة عن بعض أنواع البكتيريا مثل المكورات العقدية أو المكورات العنقودية، وأحياناً يحدث نتيجة التهابات نادرة مثل مرض السل أو مرض خدش القطة.
ويمكن أن تتضمن بعض أعراض وعلامات هذا الالتهاب ما يلي:
- احمرار وضعف الجلد المحيط بالعقد الليمفاوية.
- تورم أو تصلب العقد الليمفاوية.
- الحمى.
- قد تعطي العقد الليمفاوية شعور بأنها مطاطية في حالة وجود أو تكون خراج بهم.
سرطان الغدد الليمفاوية:
ننتقل الآن إلى الجزء الثاني من سؤال ما الفرق بين التهاب الغدد اللمفاوية والسرطان، ونوضح أنه يمكن أن يظهر السرطان في العقد أو الغدد الليمفاوية بطريقتين:
1- اللمفوما Lymphoma
هو سرطان يبدأ في العقد الليمفاوية أو الخلايا اللمفاوية نفسها ويوجد له نوعان:
ويُعتبر سرطان اللمفوما غير الهودجكن هو أكثر الأنواع شيوعاً، وكلا النوعين يتضمنا أو يؤثرا على أنواع مختلفة من الخلايا الليمفاوية وكل نوع ينمو بمعدل مختلف ويستجيب بطريقة مختلفة للعلاجات المتوفرة.
2- السرطان المنتشر للغدد الليمفاوية
عندما تنفصل الخلايا السرطانية من الورم يمكن أن تنتقل أو تسافر لأجزاء أخرى من الجسم عن طريق مجرى الدم أو الجهاز الليمفاوي، وفي حالة انتقال هذه الخلايا من خلال الجهاز الليمفاوي يمكن أن تنتهي هذه الخلايا داخل الغدد أو العقد الليمفاوية. وعادة ما تنتشر تلك الخلايا السرطانية في العقد القريبة من الورم نفسه، والتي كانت تعمل على تنقية تلك الخلايا السرطانية أو القضاء عليها ولكن لم ينجح الأمر.
وفي حالة وجود سرطان منتشر في العقد الليمفاوية يمكن أن تُصبح أكبر في الحجم، ولكن عادة لا يمكن التعرف على الخلايا غير الطبيعية من خلال الأعراض والفحص الجسدي لذا يقوم الطبيب باستخدام التحاليل أو فحوصات التصوير للبحث عن الغدد اللمفاوية المتضخمة الموجودة بعمق في الجسم.
الفرق بين التهاب الغدد اللمفاوية والسرطان من حيث العلاج
بعد التعرف على الفرق بين التهاب الغدد اللمفاوية والسرطان من حيث التعريف والأعراض، إليكم كيف يتم تشخيصهما وعلاجهما:
علاج التهاب الغدد اللمفاوية:
حتى يستطيع الطبيب اكتشاف وتشخيص هذه الحالة عادة ما يقوم بفحص جسدي للغدد اللمفاوية، والبحث عن علامات الإصابة أو العدوى حول العقد الليمقاوبة المتورمة أو الملتهبة.
كما يمكن عمل خزعة أو مزرعة دم للمنطقة المصابة أو العقد المصابة للكشف عن سبب الالتهاب، ومزرعة الدم عادة ما تساعد في معرفة نوع الالتهاب أو البكتيريا المنتشرة، وخاصة في مجرى الدم.
وتتضمن أبرز العلاجات المستخدمة للتعامل مع هذا الالتهاب ما يلي:
- المضادات الحيوية.
- مسكنات الألم.
- الأدوية المضادة للالتهابات.
- الكمادات الباردة لتقليل الالتهاب والألم.
- الجراحة عند وجود خراج يجب تفريغه.
علاج سرطان الغدد الليمفاوية:
تتوفر علاجات فعالة لسرطان اللمفوما وتعتمد النتائج على نوع اللمفوما ومرحلتها، وعلى الرغم من هذا فالأطباء وخبراء الصحة غير متأكدين من سبب حدوث اللمفوما، ولكنها تحدث عندما تبدأ خلايا الدم البيضاء المحاربة للعدوى في تكوين طفرة جينية، وهذه الطفرة تتسبب في تضاعف الخلايا بشكل سريع مما يترتب عليه وجود خلايا ليمفاوية معتلة أو مريضة عديدة تستمر في التضاعف.
كما تسمح هذه الطفرة أيضاً في استمرار بقاء الخلايا بينما قد تموت الخلايا الطبيعية الأخرى، ويترتب على هذا وجود خلايا ليمفاوية مريضة وغير فعالة عديدة في العقد الليمفاوية، ويؤدي هذا لتورم هذه العقد والكبد والطحال أيضاً.
أما في حالة السرطان المنتشر للغدد اللمفاوية يُعتبر القيام بخزعة والحصول على عينة وفحصها مجهرياً هو الطريقة الوحيدة الأكيدة للتعرف عليه وفي حالة إيجاد السرطان في أكثر من عقدة ليمفاوية، قد يتطلب الأمر القيام بالمزيد من الفحوصات لتحديد مرحلة السرطان وأفضل خيارات العلاج.
ويختلف علاج السرطان المنتشر للغدد الليمفاوية وفقاً لموقع السرطان وحجم الورم واحتمال انتشار الورم لأجزاء أخرى من الجسم. وقد تتضمن خيارات العلاج:
- الجراحة.
- العلاج الكيماوي.
- العلاج بالإشعاع.
- زراعة الخلايا الجزعية.
- العلاج المناعي.
- العلاج الموجه.
وجدير بالذكر أن إزالة العقد الليمفاوية جراحياً لعلاج السرطان يزيد من ضعف الجهاز المناعي، حيث أن الإزالة أو الاستئصال الجراحي يجعل المنطقة المصابة من الجسم غير قادرة على تصريف السائل الليمفاوي مما يؤدي لتراكمه والإصابة بحالة تُعرف بالوذمة الليمفاوية Lymphedema التي تتسبب في حدوث مشاكل مستمرة.