في حياتنا، نمر بمواقف عديدة، قد تدفعنا لنشعر بالخجل من أنفسنا، فما هي العوامل التي تلعب دورا في تكوين هذا الشعور، سنوضحها لك في هذا المقال، وأيضا طرق التخلص من الخجل .
ما هو الخجل من الذات ؟
هي مشاعر مؤلمة تظهر كاستجابة، لشعورك بالفشل في تحقيق الحالة المثالية التي تريدها، وهي مشاعر تشمل الذات بأكملها، وعملية التفكير في الخجل تنطوي على الاهتمام الذاتي.
ومن أعراض الخجل، احمرار الوجه، تجنب النظر للآخرين، والرغبه في الاختفاء من أمام الناس، وكثيرا ما يوصف الحرج بأنه شكل خفيف من الخجل، وهو ينتج عن تجاوزات اجتماعية تافهة (مثل التعثر والتجشؤ).
الخجل يختلف عن الشعور بالذنب، فالشعور بالذنب ينطوي على تقييم سلبي لسلوك معين، وعادة ما تكون تجربة أقل إيلاما، لأن الهدف منها هو رفض سلوك معين، وليس الذات بأكملها.
يمكن النظر إلى الشعور بالذنب، على أنه عاطفة أكثر فائدة، لأنها تحفز إجراء محدد وتصحيحي (مثل الإعتذار، والجهود الرامية إلى التراجع عن الضرر الذي لحق به).
ما هي العوامل التي تسبب الخجل من الذات؟
هناك مجموعة من العوامل التي تسهم في تكوين هذا النوع من الخجل وهي:
1. الوعي الذاتي
لتشعر بالخجل، يجب أن يكون لديك الوعي الذاتي لحكم الآخرين عليك، أنت على دراية بمجموعة من القواعد (أو المعايير الاجتماعية) التي تحدد ما إذا كانت أفعالك “صحيحة” أم “خاطئة”، على سبيل المثال، إذا ارتديت ملابس عادية، وكانت مناسبة رسمية تتطلب ارتداء ملابس رسمية، ستشعر بأن الجميع ينظر إليك.
2. اللوم الذاتي
الخجل والذنب، هما مشاعر اللوم الذاتي، في سياق الحياة اليومية، والأشياء السيئة تحدث حتما، ووفقا لنظرية الإسناد النفسية، فإن الناس تميل للبحث عن تفسيرات سببية، عند حدوث أي موقف أو أمر ما، لابد أن هناك سبب قد أدى له، فإن حدث موقف سئ شعرت أنك السبب فيه، ستلوم نفسك، لذا من يلقي اللوم على نفسه، هو الأكثر عرضة للشعور بالخجل من النفس والذنب.
على سبيل المثال، من خلال إسناد مسؤولية السمنة بشكل غير صحيح في الغالب إلى شخصية الشخص الذي يعاني منها بدلا من البيئة، مما يترتب عليه، أن يشعر ذلك الشخص بالخجل من نفسه.
3. المعايير الاجتماعية
لدينا جميعا معتقدات حول ما هي المعايير أو القواعد المقبولة بشأن سلوكياتنا، وأفكارنا، ومشاعرنا، لتقييمها والحكم عليها، على سبيل المثال، في الجنازات، نعلم أن الضحك، أو التعبير عن الفرح، أو الشعور بالسعادة بأن الشخص قد مات ليس هو القاعدة، وإن قمنا بالتعبير عن السعادة وقتها، فذلك سلوك غير مقبول.
4. السمة الشخصية
الأشخاص ذوي الوعي الذاتي المرتفع، هم أكثر عرضة للشعور بالخجل، ومن ناحية أخرى، يقوم بعض الأفراد بإلقاء اللوم على الآخرين، أو يحاولون تجنب إلقاء اللوم على أنفسهم.
5. احترام الذات
ويعرف تقدير الذات بأنه موقف شخصي تجاه الذات، عندما يفكر شخص ما في ضعف نفسه، وعندما يواجه الأحداث السلبية، فإنه يميل إلى إلقاء اللوم على “النفس السيئة”، وعلاوة على ذلك، الخبرات المتكررة من الخجل تقلل من احترام الذات.
التخلص من الخجل
يسبب الخجل الشعور بالألم، مما يجعل الشخص يرغب بشدة في التخلص من الخجل والمشاعر التي يسببها في نفسه.
في محاولة للهرب من مشاعر الخجل المؤلمة، يميل الأفراد لخداع أنفسهم، واللجوء إلى الحيل الدفاعية، مثل إلقاء اللوم والغضب على الآخرين، وبهذه الطريقة، قد يستعيد بعض الأفراد الخجلون شعورهم بالسيطرة، والتفوق في حياتهم، ولكن تكلفة هذا على المدى بعيد كبيرة جدا، وقد تؤدي لتدمير علاقاته بالآخرين.
إذا كان الشخص لا يعترف بأنه يعاني من شعور الخجل من الذات، فهو يركز على حالة عاطفية أخرى، وهو ما يسمى بالاستبدال العاطفي، فهو قد يلقى باللوم على غيره، أو يشعر بالغضب، ومع ذلك، الاستبدال هو شكل من أشكال الخداع الذاتي: فهو يخفف من الألم وعدم الراحة، ولكن لا يغير الشعور.
إن عدم الاعتراف بالخجل، قد يسبب إرتباكا للشخص، ويجعله ضحية لمشاعره، فالأفضل ملاحظتها، والاعتراف بها حتى يمكن التعامل معها والتغلب عليها، والطريقة الأكثر صحة للتعامل معه هي:
- أولا علينا أن نتقبل مشاعر الخجل، ونسمح لها أن تتبدد مع مرور الوقت، مثلها مثل كل الأحداث التي تحدث لنا بدون قصدنا، وفي نهاية المطاف تتلاشى، ليحل محلها عواطف أخرى، لا عاطفة تستمر إلى الأبد.
- ثانيا، تغيير المعايير، أو القواعد، إذا لم يتم انتهاك أي معيار، فلا يوجد سبب للقلق من الخجل.
- ثالثا، تجنب لعبة اللوم الذاتي، لأنه كلما زاد اللوم، أدى لزيادة مشاعر الخجل من الذات.
إن أهم شئ لتنجح في التخلص من الخجل ، هو أن تسامح نفسك، وتتقبلها كما هي، ونرجو أن تكون استفدت من المقال، ويمكنك استشارة أحد أطبائنا عن أي مشكلة صحية أو نفسية تواجهك من هنا.
اقرأ أيضا :
- التغيير…كيف تغير حياتك للأفضل؟
- التفكير الايجابي…تأثيره على صحتك و طرق تعزيزه
- تعرف على الخيال ودوره في الصحة النفسية