يتوفر مركب البربرين في العديد من النباتات والأعشاب، ويُعتقد بوجود فوائد صحية كثيرة له مثل دوره في تعزيز فقدان الوزن وتنظيم مستويات السكر والوقاية من بعض الأمراض المزمنة، وسنتعرف في هذا المقال على هذه المادة بالتفصيل.
ما هو البربرين؟
البربرين Berberine هو مركب كيميائي يوجد طبيعيًا في العديد من النباتات والأعشاب، وينتمي للمجموعة الكيميائية التي تسمى القلويدات Alkaloids، ويتميز بلونه الأصفر ولذلك يُستخدم كصبغة، وله طعم مُر، ويُستخدم في الطب الشعبي الصيني.
إذن فكلمة عشبة البربرين غير دقيقة، والصحيح “مركّب البربرين”، فهو ليس عشبة بحد ذاته لكنه مركّب يوجد في العديد من النباتات مثل:
- برباريس أريستاتا (الكركم الشجري).
- البرباريس الأوروبي Barberry.
- عشبة كوبتس تريفوليا Coptis trifolia، والمعروفة باسم عشبة خيط الذهب.
- نبات خاتم الذهب goldenseal واسمه العلمي Hydrastis canadensis.
وخضع هذا المركّب للكثير من الدراسات لتقييم فوائده الصحية وتحديد آلية عمله في الجسم، ومن آلية عمله في الجسم -وفقًا لدراسات على الحيوانات- هي تنشيط إنزيم معين ذو الدور البارز في تنظيم عملية الأيض ومستويات الطاقة، كما أنه ينشط الجزيئات داخل الخلايا وقد يؤثر في تشغيل وإيقاف بعض الجينات، ومن ثم المساعدة في حماية الجسم من بعض الأمراض المزمنة.
وتتوفر حبوب بربرين (كبسولات) كمكملات غذائية في العديد من الأماكن، وينصح باستشارة الطبيب أولًا قبل تناولها لتقييم فوائدها بالضبط.
فوائد البربرين
تشير المصادر إلى وجود الكثير من الفوائد لمركب البربرين، ونذكر لك منها ما يلي:
فوائد البربرين للسكري
وفقًا للمصادر، توجد الكثير من الدراسات تفيد أن هذا المركّب الكيميائي يساعد في تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم، وذلك عن طريق الحد من مقاومة الإنسولين، وزيادة عملية تكسير السكر في الخلايا، وتخفيض إنتاج السكر في الكبد، وإبطاء تكسير الكربوهيدرات في الأمعاء، وكذلك زيادة البكتيريا النافعة.
وفي دراسة أجريت عام 2008 على 116 مريض سكري تناولوا 1 جرام يوميًا من حبوب البربيرين يوميًا، ولوحظ انخفاض مستوى السكر بعد فحص الصائم بنسبة تصل إلى 20%.
وفي دراسة ثلاثية التعمية (أي أن المرضى والأطباء ومحللي البيانات لم يفرّقوا بين المرضى الذين حصلوا على الدواء الفعلي، والمرضى الذين حصلوا على الدواء الوهمي Placebo)، فتم وصف جرعة 480 مجم من مكملات البربرين يوميًا، وهي جرعة منخفضة نوعًا لعدم معرفتهم بمدى أمانها، وبعد 12 أسبوع لوحظ بانخفاض مستويات السكر في الدم.
ووفقًا لمراجعة على عدة دراسات، ربما يكون البربيرين فعالًا من أدوية فموية للسكري مثل الميتفورمين. وبصفة عامة، ينصح باستشارة الطبيب أولًا، وإجراء تغييرات في نمط الحياة، واستخدام الأدوية الموصوفة وعدم إيقافها من تلقاء نفسك.
خفض مستويات الكوليسترول
توجد بعض الأبحاث التي تقترح إمكانية مساعدة البربرين في خفض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، وزيادة مستوى الكوليسترول النافع.
فوائد البربرين لضغط الدم
تشير المصادر إلى وجود دراسة تقترح أن تناول المكمل الغذائي لهذا المركب مع تناول دواء لعلاج ارتفاع ضغط الدم يعزز من تأثيره ويقلل من ضغط الدم، وأوضحت دراسة أخرى في الصين أن تناول حبوب البربرين مع إجراء تغييرات في نمط الحياة، فإنها ساعدت في خفض ضغط الدم مقارنة بمن قاموا بإجراء تغييرات في نمط الحياة فقط، أو تناولوا الدواء الوهمي.
قد يساعد في فقدان الوزن
يُعتقد أن مكملات البربرين قد تكون مفيدة في فقدان الوزن، إذ يشير أحد المصادر إلى وجود دراسة مدتها 12 أسبوع على أشخاص يعانون من زيادة الوزن حصلوا على جرعة 500 مجم ثلاث مرات يوميًا قد فقدوا كمية من الدهون تُقدر بحوالي 2 كيلوجرام.
ويبدو أن هذا المركّب قد يثبط نمو الخلايا الدهنية أيضًا، ما قد يساعد في فقدان الوزن، لكن ما زالت هناك الحاجة للمزيد من الدراسات لمعرفة الفوائد الفعلية له في خفض الوزن.
قد يساعد في متلازمة تكيس المبايض
قد تسبب متلازمة تكيس المبايض PCOS العقم عند الكثير من النساء، وهي عبارة عن اضطرابات هرمونية وارتفاع في هرمون الذكورة عند الإناث، وكما سبق الذكر، قد يساعد تناول المكملات الغذائية لهذا المركب في خفض مستويات السكر والكوليسترول والدهون الثلاثية.
فوائد صحية أخرى
فيما يلي بعض الفوائد الصحية الأخرى المذكورة في بعض المصادر:
- قد يفيد في تخفيف أعراض قرحة الفم Canker sores مثل الاحمرار والألم وحجم القرحة نفسها إذا تم استخدام جل يحتوي على هذا المركب.
- قد يساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب كما هو موضح في دراسات الحيوانات.
- قد يكون مضاد للأكسدة والالتهابات.
- قد يحد من نمو البكتيريا والفيروسات والفطريات كما توضح الدراسات المختبرية.
- قد يقلل من تراكم الدهون على الكبد وبالتالي الحد من الكبد الدهني.
أضرار البربرين وآثاره الجانبية
وفقًا لما هو مذكور في المصادر، فإن هذا المركب يعد آمنًا ما دام يتم تناوله بالجرعة الموصى بها وهي 1500 مجم كحد أقصى لمدة 6 شهور، وكذلك يعد آمنًا عند الاستخدام الموضعي على الجلد.
ومن الآثار الجانبية المحتملة لهذا الدواء اضطرابات الجهاز الهضمي متضمنة الإسهال أو الإمساك أو ألم البطن أو الغازات.
وبوجه عام، ينصح باستشارة الطبيب أولًا قبل الحصول على أي مكملات غذائية، خاصة إذا كنت تعاني أي مرض من الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع الضغط والكوليسترول، أو كنت تتناول أي أدوية، فقد تحدث تفاعلات دوائية، ويؤكد أحد المصادر وجوب منع تناوله مع بعض الأدوية مثل السيكلوسبورين.
تنبيهات هامة قبل تناول مكمل البربرين
- يجب العلم أن هذا الدواء قد يتداخل مع تأثيرات أدوية أخرى مثل أدوية السكري كالميتفورمين، فقد يسبب هذا الدواء خفض في مستويات السكر، وكذلك الأمر عند تناوله مع أدوية لنفس الغرض، ما قد يؤدي إلى انخفاض حاد، ولذلك يجب إبلاغ الطبيب بشأن كافة الأدوية والمكملات الغذائية والعشبية التي تتناولها.
- لا يجب تناول حبوب البيربرين في فترتي الحمل والرضاعة، إذ قد يؤثر هذا الدواء في الجنين أو على الرضيع.
- لا يعد هذا المركب آمنًا للأطفال حديثي الولادة، فقد يسبب لهم اليرقان kernicterus الذي يسبب تلف في خلايا المخ.
- لا توجد دراسات كافية عن مدى أمان استخدام هذا المكمل الغذائي لفترات طويلة.
- قد تحدث الآثار الجانبية عند تناول جرعات زائدة.
وفي الختام، ما زالت تجرى دراسات لمعرفة الفوائد الصحية المختلفة لمركب البربرين، ويجب الحصول على الاستشارة الطبية قبل تناول المكملات الغذائية المحتوية عليه خاصة إن كنت من أصحاب الأمراض المزمنة أو تتناول بعض الأدوية.