الأوتار تعتبر من الأجزاء الهامة جداً في جسم الإنسان على الرغم من صغر حجمها، فتجعل العظام في الجسم تتحرك سواء في حالة تقلص أو استرخاء العضلات، وقد تتعرض للتلف والإصابة خاصة مع تقدم العمر أو في حالة الإصابة أو بسب كثرة استخدامها، لهذا قد يلجأ الكثير من الأشخاص لاتباع تمارين بسيطة ومتوازنة من أجل الحفاظ عليها من التلف والمشاكل الصحية، تابع معنا لمعرفة المزيد عن الأوتار وعن كل ما يخصها.
ما هي الأوتار؟
الأوتار – Tendon جزء هام جداً في الجسم لأنها تربط العضلات بالعظام، وبهذا فهي التي تسمح لنا بتحريك أطرافنا، بالإضافة لدورها في منع إصابة عضلات الجسم، لأنها تقوم بامتصاص تأثير أي إصابة قد تتعرض لها العضلة خلال الحركات اليومية كالقفز أو الجري أو أي حركة أخرى.
شكل الأوتار وتكوينها
تعتبر من أقوى أعضاء الجسم وهي عبارة عن أحبال ليفية من نسيج سميك، قوي ومرن في نفس الوقت لكي يسمح لأعضاء جسمك بالحركة، وهي شديدة من حيث مقاومة التمزق، ولكن هي غير قابلة للتمدد، وقد تتعرض للإصابة في حالة الإجهاد، وهذا يستغرق الكثير من الوقت للشفاء.
أحجام وأشكال الأوتار تختلف من منطقة لأخرى في الجسم حسب حجم العضلات التي تتواجد بجانبها وترتبط بها، ففي العادة الوتر الأوسع والأقصر يكون مربوط بالعضلة التي تؤدي حركات أكثر قوة، أما الوتر الرقيق يكون مربوط بالعضلات التي تكون حركاتها حساسة أكثر.
بالبحث في علم تشريح الأوتار فقد أوضح العلماء أن الأوتار تحتوي على ألياف كولاجين، بالإضافة للأعصاب والأوعية الدموية. والتكوين النهائي لشكل الوتر يكون أشبه بالحبل مع ألياف كولاجينية، هذه الألياف تكون مرتبة مع بعضها البعض في شكل حزم، يجتمعان معاً وهذا ما يجعل الوتر قوي جداً. وألياف الكولاجين الموجودة في الوتر تتكون من:
- الحزم الأولية، وهي حزم صغيرة الحجم.
- الحزم الثانوية، وتكون عبارة عن مجموعات مكونة من الحويصلات الفرعية.
- الحزم من المرحلة الثالثة، هذه المجموعة تحتوي على حزم هي التي تشكل الوتر نفسه.
أما الأوتار نفسها فتتكون من خمس أجزاء، هي:
الجزء الأول يعرف بإسم Endotenon
أو ما يعرف بغمد الوتر، وهو عبارة عن نسيج يحيط بالحزم الأولية والثانوية والثالثية الموجودة في ألياف الكولاجين، هذا الجزء يساعد هذه الحزم على الانزلاق داخل الوتر.
الجزء الثاني يعرف بإسم Epitenon
هذا الجزء عبارة عن طبقة رقيقة من النسيج الضام، تحيط الوتر كله.
الجزء الثالث هو Paratenon
عبارة عن طبقة من النسيج الضام لكن فضفاضة، لكي يستطيع الوتر التحرك ضد أنسجة Epitenon، وأيضاً ضد الأنسجة الأخرى التي قد يلمسها الوتر، لكنها تقع خارج نسيج Epitenon.
الجزء الرابع يعرف بإسم Sharpey fibers
وهي عبارة عن ألياف الكولاجين التي تحدثنا عنها، وهي تربط الوتر بالعظام.
الجزء الخامس هو Sheath (synovium)
وهو عبارة عن غشاء زلالي، حيث أن بعض أوتار الجسم مثل الموجودة في القدم واليد تحتوي على هذا الغشاء لكي يقوم بحماية الوتر حيث يعتبر واقي له، يقوم بإنتاج سائل للتشحيم يطلق عليه سائل زلالي، وهو ما يجعل الوتر ينزلق بسهولة ويلتقي بالعظم والعضلة.
وظيفة الأوتار
وظيفتها أنه في حالة انقباض العضلات تقوم الأوتار بسحب العظام المتصلة بهذه العضلات، لكي تتحرك بحرية، يمكننا أن نقول أنها تعتبر مثل الأذرع التي تحرك عظام الجسم في حالة تقلص أو تمدد العضلات.
أين توجد الأوتار؟
توجد في جميع أنحاء الجسم، فجسم الإنسان يحتوي على آلاف الأوتار، تبدأ من الرأس إلى أصابع القدمين، ومن أكثر المناطق التي تتواجد بها:
- الكوعين.
- الكتفين.
- الركبة.
- الكعب.
- معصم اليد.
أما أكبر أوتار الجسم هو وتر العرقوب الذي يربط بين عضلة الربلة وعظام الكعب.
أشهر أمراض الأوتار
هناك بعض الاضطرابات والمشاكل الصحية التي يمكن أن تصيب الوتر، هذه المشاكل تزداد مع تقدم العمر لأنها تصبح أرق كما يقل تدفق الدم بها، وهذا ما يتسبب في ضعفها. أما عن أشهر الأمراض التي تصيبها، هي:
- إجهاد الأوتار، هذه الحالة تعبر عن الوتر المشدود أو المجهد، تحدث نتيجة شد الوتر وتمزقه، التوائه أو سحبه، على الأغلب تحدث بكثرة في أوتار الذراع والساق.
- التهاب الأوتار، وأشهر أنواع هذه الالتهابات، التهاب الأوتار الرضفي، والتهاب الكفة المدورة، التهاب اللقيمة أو ما يسمى مرفق لاعب التنس.
- التهاب غمد الوتر، من أشهر أنواع هذا الالتهاب الإصبع الزنادية، والتهاب غمد الوتر DeQuervain.
- إصابة وتر العضلة ذات الرأسين، تحدث بسبب حدوث تمزق دقيق في الوتر.
- ضعف وتر القصبة الخلفي في الساق، يتعرض للضعف بسبب التمزق أو الالتهاب أو الإصابة أو كثرة الاستخدام.
- تمزق الكفة المدورة، تحدث نتيجة لانفصال أوتار الكتف عن جزء الجسم العلوي.
كيفية الحفاظ على صحة الوتر
يمكن أن تساعد بعض الأشياء على التقليل من المخاطر والمشاكل التي يتعرض لها الوتر، منها:
- ممارسة التمارين، حيث أن التمارين المتوازنة وتمارين القوة والمرونة، تساعد على ذلك كثيراً وتجنبك إرهاق أوتار جسمك.
- التحلي بالهدوء والاسترخاء، خاصة في حالة التعب أو التوتر، لكي تقلل من تعرضك للإصابة.
- التوقف عن أي نشاط في حال شعورك بأي ألم، وراقب هل سيتكرر الألم مرة أخرى مع مواظبة هذا النشاط أم لا.
- من الأفضل التمدد بعد ممارسة التمارين، حتى لا تتألم أوتارك وتكون عرضة للإصابة.
- يفضل الإحماء قبل أي تمرين، لأن هذا يجعل معدلات تدفق الدم في الجسم أفضل ويفك الأوتار.
- ارتداء حذاء مريح ومناسب أثناء ممارسة التمارين، لكي تحافظ على استقامة جسدك.
- أخذ وقت كافي من الراحة وعدم العمل في أيام الراحة والعطلات يساعد على تقليل فرص إصابة الوتر أو إجهاده.