يشعر المرء منّا بالصداع أو بتقلصات في البطن فيتجه إلى الدرج الذي يحتفظ فيه بالأدوية غير الموصوفة بروشتة طبية ويسحب أول شريط دواء يقابله لمعالجة مشكلته، فيُفاجأ بانتهاء صلاحية الدواء منذ عدة أسابيع أو أشهر، فيتساءل ما هي المشكلة من تناول الأدوية منتهية الصلاحية الشريط ما زال بأكمله؟ تابع هذا المقال لمزيد من التفاصيل.
مقدمة عن الأدوية منتهية الصلاحية
يعد أي دواء منتهي الصلاحية عند مرور فترة زمنية من الوقت بعد التاريخ المدوّن على كل عبوة، وكذلك المدون على المنتج نفسه سواء أكان شريط أو أمبول أو مرهم أو أي منتج صيدلاني آخر، وتختلف مدة صلاحية الدواء باختلاف الشكل الدوائي، فعلى سبيل المثال مدة صلاحية الحبوب الجافة غير مدة صلاحية الشراب، وكلاهما غير مدة صلاحية الحقن؛ ويرجع ذلك إلى تغير الخصائص الكيميائية والفيزيائية للدواء ومكوناته الإضافية، ناهيك عن العوامل الخارجية مثل الرطوبة والحرارة والتخزين التي تؤثر في الصلاحية.
وتشدد الجهات المعنية على ضرورة عدم تناول الأدوية منتهية الصلاحية نظرًا لارتفاع احتمالية تعرضك للأذى، بل توجد إرشادات للفريق الطبي والمتخصصين في كيفية التخلص الآمن من تلك الأدوية.
وتجد المصنع يدوّن تاريخًا تقريبيًا على عبوات الأدوية يتراوح ما بين سنة إلى 5 سنوات بعد اختبار استقرار الدواء، ومع ذلك من غير المضمون استمرار تاريخ الصلاحية بعد فتحها.
هل يمكن استخدام الدواء بعد انتهاء الصلاحية؟
توصي منظمة الغذاء والدواء الأمريكية ومنظمة الصحة العالمية بأهمية عدم تناول أدوية منتهية الصلاحية نظرًا لارتفاع مشكلاتها الصحية، إذ إنك لا تعرف كيفية تخزين الدواء قبل شرائه وتاريخ التصنيع الأصلي وتركيبته الكيميائية، إذ تتأثر فاعلية وقوة الدواء بعد ذلك، ونضرب لك مثالًا على ذلك استخدام المضاد الحيوية “تيتراسيكلين”، إذ إن تناوله تالفًا قد يؤثر بالسلب في الكلى بمرض يعرف باسم متلازمة فانكوني Fanconi Syndrome.
وبصفة عامة، تبدو الأشكال الدوائية الصلبة مثل الأقراص والكبسولات أكثر استقرارًا بعد انقضاء تاريخ انتهاء الصلاحية، على عكس أدوية الشراب كمحلول الأموكسيسيلين على سبيل المثال الذي يفقد فاعليته بعد انتهاء صلاحية الدواء، وكغيره من بعض المضادات الحيوية منتهية الصلاحية الأخرى، قد يتسبب في مشكلة صحية بل قد تحدث مقاومة المضاد الحيوي.
وبالنسبة للمواد الفعالة التي تُصنع في شكل محلول -بجانب أدوية الشراب- مثل الحقن أو قطرات العين والأنف والأذن، يجب التخلص منها فور انتهاء صلاحيتها نظرًا لكوْنها بيئة خصبة لنمو البكتيريا في المحلول.
أدوية سريعة التلف
وفقًا للمصادر، لا يجب استخدام الأدوية منتهية الصلاحية بعد انتهاء فترة صلاحيتها المدونة على العبوة وفي النشرة الدوائية، فبعض الأدوية قد تكون صالحة الاستخدام لفترة ما على الرف في الصيدلية، وبمجرد فتحها واستخدامها تصبح مدة الصلاحية قصيرة، وإليك أمثلة:
- مضادات الحيوية المُحضّرة، حيث تُباع مساحيق للمضادات الحيوية في عبوات، ويجب إضافة إليها ماء مقطر لتحضيرها قبل تناولها، وسيخبرك الصيدلي بتاريخ الانتهاء المتوقع بعد التحضير (قد يتراوح ما بين أسبوع إلى أسبوعين).
- قطرة العين، إذ عادة يصبح تاريخ إنهاء قطرات العين 4 أسابيع بعد فتحها نظرًا لكوْن العين أكثر حساسية للبكتيريا.
- النيتروجليسرين لعلاج الذبحة الصدرية يفقد فاعليته بسرعة بعد فتح عبوته وتركه فترة من الوقت.
- الأنسولين يتحلل ويتكسر بمجرد انتهاء مدة الصلاحية.
- التطعيمات والحقن، فلا يجب استخدامها بمجرد الوصول للتاريخ المدوّن، وكذلك لا ينبغي استخدامها بعد فتح الأمبول وتركه فترة من الوقت، ولا يجب استخدامها مطلقًا في حال تغير لون وصفاء المحلول أو ظهور حبيبات طافية على سطحه.
كيف أعرف أن الدواء منتهي الصلاحية؟
يمكنك معرفة تاريخ انتهاء صلاحية الدواء بمنتهى البساطة من خلال قراءته على العبوة أو المنتج نفسه أو النشرة المرفقة، وإذا لم تجدها استشر الصيدلي قبل استخدامه، وبوجه عام لا يجب استخدام أي دواء يبدو قديمًا أو مشققًا (في حالة الأقراص) أو ذو رائحة نفاذة أو جاف (كما في حالة المراهم والكريمات) سواء أكان منتهي الصلاحية أم غير منتهي.
أعراض تناول دواء منتهي الصلاحية
لا يمكن الجزم بظهور أعراض بعد تناول الأدوية منتهية الصلاحية، لكن قد تحمل مخاطر صحية كما سبق وذكرنا، فقد تهدد صحة الكبد والكلى على أسوأ الفروض، ووفقًا لمنظمة الغذاء والدواء، تفقد هذه الأدوية فاعليتها، فتتفاقم الحالة الصحية للمريض، وضربت مثال على ذلك بالمضادات الحيوية منتهية الصلاحية التي لا تؤثر في البكتيريا وينجم عنها مقاومة البكتيريا وتفاقم أعراض العدوى.
وربما قد يعاني بعض الأشخاص من الغثيان والقيء والإسهال وأعراض أخرى بعد تناول الأدوية منتهية الصلاحية، أو عدوى العينين بعد استخدام قطرات تالفة، وبصفة عامة ينصح باستشارة الطبيب أو الصيدلي لمعرفة الخطوات الواجب فعلها بالضبط في هذه الحالة.