تعرض الطفل للعنف ليس بالشئ العادي على الإطلاق، وليس بالأمر الذي يمكن أن ينسى أو تختفي آثاره بسهولة كم يعتقد البعض، بل أن اثر العنف على الاطفال قد يكون أكبر مما تتصور، فالعنف باختلاف أنواعه يؤثر بشكل كبير على الطفل والمراهق أيضا! لذلك تابع معنا المقال التالي لتعرف كيف يكون اثر العنف على الاطفال بالشئ المرعب أكثر مما تعتقد.
اثر العنف على الاطفال والمراهقين
الأطفال الذين ينشأون في بيئة عنيفة في المنزل غالبا يكونون أكثر عرضة للقلق والتوتر المرتبط بالخوف، بالإضافة إلى الصدمة النفسية والعاطفية، ويظهر اثر العنف على الاطفال من خلال الشعور بالقلق من المستقبل على عكس من هم في سنهم ممن يعيشون حياة طبيعية، ويختلف اثر العنف على الاطفال كالتالي:
أولا: الصدمة العاطفية والنفسية
ليس بالغريب أن يمر الطفل المعرض للعنف المنزلي بحالات من الصدمة النفسية والعاطفية في تلك البيئة العنيفة والمليئة بالمشاكل خاصة إن كان يرى نماذج أخرى للعنف أمامه كتعرض أمه للعنف أو التهديد أو الإيذاء بأي شكل وكيفية استجابة الأم لذلك الأذى.
فقد أثبتبت بعض الأبحاث التي أجريت أن حوالي 90% من الأطفال الذين واجهوا العنف في منازلهم شهدوا على حالات من تعرض أمهاتهم للعنف أيضا! مما أثر بشدة على أطفالهن.
ثانيا: التعرض المباشر للإصابة
قد يمتد تأثير العنف المنزلي لأكثر من مجرد توبيخ أو تهديد إلى تعرض الطفل لحادثة بالخطأ! فقد يتعرض الأطفال للجروح سواء عند تعرضهم هم أنفسهم لذلك أو حتى تعرض أمهاتهم للعنف! فبعض الأطفال يقومون بالدفاع عن أمهاتهم فيتعرضوا بذلك للإصابة بدورهم.
تختلف أشكال الإصابة التي يمكن أن يتعرض لها الطفل سواء بإصابة جسدية أو الاعتداء الجنسي أو غيرها من أنواع الايذاء وآثارها المختلفة، وقد تكون الفتيات هنا أكثر عرضة لذلك النوع من الإيذاء والاعتداء الجنسي كما أوضحت بعض الدراسات، بل إن الأم التي تتعرض للأذى والعنف من قبل زوجها تكون الإبنة هنا معرضة بشكل كبير للعنف أيضا باختلاف أنواعه.
بل أثبتت دراسة أن هناك احتمال بنسبة 70% أن تكون الإصابة التي يتعرض لها الطفل شديدة، وأن 80% من نسبة الوفيات في الأطفال المعرضون للعنف تكون بسبب عنف الأب.
ثالثا: أثر الانفصال على الأطفال
هناك أبحاث تظهر أن يمكن يلجأ بعض الذكور إلى استخدام العنف كوسيلة لمنع زوجته من الرحيل! أو إجبارها على ترك أبنائها في المنزل مع الأب، حتى قد يلجأ البعض إلى أخذ الأبناء بعيدا عن علم الأم أو اختطافهم وفي بعض الحالات قد يصل لقتل الأطفال انتقاما من الأم!
كيف يؤثر العنف المنزلي على الأطفال؟
يظهر اثر العنف على الاطفال فيما يلي:
- ضعف التركيز.
- العدوانية وفرط النشاط والتمرد.
- اضطرابات النوم.
- شعور متدني باحترام الذات.
- البرود العاطفي.
- الحذر والخوف الدائم من المستقبل.
- أعراض جسدية.
أثر العنف المنزلي على المراهقين
- الاكتئاب والقلق.
- المعاملة السيئة للوالدين.
- الاستمرار في حماية الأم والتعرض للعنف.
- الصراع الدائم بين الأب والإبن.
- عدم القدرة على التواصل مع الغير.
- اضطرابات في الشهية.
- الفشل الدراسي.
- عدم الثقة في النفس.
- الشعور بالعار.
- الهروب من المدرسة.
- الابتعاد عن التواجد في المنزل بصورة مستمرة.
- الانعزال والسلوك العنيف.
- إمكانية إدمان الكحول.
- المشاركة في أفعال خطيرة وضد القانون.
- الكوابيس.
- الرغبة في الانتحار.
- الدخول في علاقة عاطفية بشكل مبكر للهروب من الضغوط في المنزل.
عوامل مرتبطة بمدى أثر العنف على الطفل
يتوقف اثر العنف على الاطفال على عدة عوامل مختلفة يتعرض لها الطفل مثل:
- المدة الزمنية التي تعرض فيها الطفل للعنف.
- عمر الطفل عند تعرضه للعنف.
- نوع العنف الذي تعرض له الطفل.
- وجود ضغوط إضافية مثل الفقر، العيش في بيئة عنيفة، مرض عقلي أو أي اضطرابات في الحياة الأسرية والعائلية بشكل عام.
- مدى ارتباط الطفل أو المراهق بالطرف الغير المسئ وشعوره بالآمان معه.
- الخلفية الثقافية للطفل.
- قدرة الطفل على التعامل وتجاربه الناجحة.
- مستوى الأسرة الصحي والتعليمي والمعيشي والخدمات، ووجود البطالة من عدمه.
تظهر بعض الإحصائيات أن السلوك العنيف يمكن أن يكون مكتسب، وبالتالي هناك احتمالية أن يتعلم الطفل هذا السلوك وأن يكبر بنفس الطباع معتقدا أنه شئ عادي وينقل ما مر به إلى أفراد آخرين، لذلك يجب الاهتمام بالطفل وتوفير الرعاية له وللأم أيضا حتى يساعد ذلك على الاتزان النفسي وعدم الشعور بالقلق من المستقبل، إن كان هناك شكوى يمكنك استشارة أحد أطبائنا .. من هنا.
اقرأ أيضا: