يحرص الكثيرون على التبرع بالدم، لإنقاذ حياة الآخرين التي تكون حياتهم مهددة، بسبب فقدهم للدماء لأسباب مختلفة، فماذا عمّن يتلقى الدم؟ هل هناك أضرار يتعرض لها عند نقل دم شخص آخر له، فمن المهم معرفة هذه الأضرار عزيزي القارئ في حالة لا قدر الله إن كان سيتم نقل الدم لك أو لشخص تعرفه، لذا في هذا المقال سنوضح لك مضاعفات نقل الدم وأسبابها.
مضاعفات نقل الدم
قد ظهر مشاكل بعد نقل الدم للبعض، وقد تظهر على شكل ردود فعل مناعية وغير مناعية، وقد يصاب بالحساسية، والتهابات أخرى تحدث بسبب رد فعل الجسم على نقل الدم له، أو يتعرض لعدوى فيروسية.
مضاعفات نقل الدم المناعية
هو رد فعل من الجهاز المناعي على تلقي الدم، وهو رد فعل تحسسي شديد، ويحدث إذا كانت فصيلة دم المتبرع متوافقة وقد لا تتوافق مع فصيلة المتلقي، وهذا من الأخطاء النادرة التي يحاول الأطباء تحاشيها، وأحيانا يحدث حتى مع تطابق فصيلة الدم.
سيقوم الأطباء بإيقاف عملية نقل الدم عند ملاحظتهم لردود الفعل المناعية، إلا أنهم لن يستطيعوا في البداية تحديد درجة خطورتها، وسنوضح هذه الاستجابات المناعية:
صدمة الحساسية
وقد تحدث خلال دقائق من عملية النقل، حيث يعاني المريض من أعراض الحساسية المعروفة مثل ضيق التنفس والطفح الجلدي، وبالرغم من ندرة الأمر إلا أنه من مضاعفات نقل الدم المهددة لحياة الشخص.
نقل الدم الانحلالي العاجل
تؤدي إلى تدمير كريات الدم الحمراء مباشرة بعد عملية النقل، وقد تحدث حتى مع مطابقة فصيلة الدم، ويزيد خطرها إن لم تتوقف عملية نقل الدم، وسببها عدم قدرة الجسم على تمييز الدم الجديد، فيبدأ الجهاز المناعي في مهاجمة الدم الجديد.
مهاجمة رئتي المريض
هي أحد مضاعفات نقل الدم النادرة وتتعلق بإصابات الرئة، حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الرئتين، مما يؤدي إلى صعوبة التنفس وأعراض أخرى، ويتم علاج معظم الحالات.
داء الطعم ضد الثوي
وهي حالة نادرة تقوم فيها خلايا الدم البيضاء الموجودة بالدم المنقول بمهاجمة نخاع العظام الموجود بجسمك، وتحدث بسبب ضعف الجهاز المناعي.
مضاعفات نقل الدم غير المناعية
- قد يؤدي نقل الدم إلى احتباس السوائل في الجسم نتيجة نقل الكثير من الدماء إليه بعد نزيف شديد، ويتم علاجه باستخدام الأدوية، خاصة إذا احتبس الكثير من البول.
- احتمال الإصابة بمرض ترسب الأصبغة الدموية hemochromatosis، إذ يفرط الجسم في امتصاص الحديد، مما يؤدي إلى زيادة الحديد في الجسم وترسبه على أعضاء الجسم خاصة الكبد.
العدوى
تحدث العدوى كإحدى مخاطر نقل الدم، بسبب إصابة المتبرع بأمراض فيروسية معدية، أو تلوت الدماء المنقولة، وهي قليلا ما تحدث إذ يتم فحص المتبرع لتأكد من عدم إصابته بالأمراض، وفحص الدماء، والحرص على حمايتها من أي تلوث.
العدوى الفيروسية
من مشاكل بعد نقل الدم الشهيرة التي قد يتعرض لها الشخص احتمالية إصابته بفيروس التهاب الكبد الوبائي C أو التهاب الكبد الوبائي ب فيروس نقص المناعة البشري أو فيروس زيكا أو فيروس غرب النيل وهي إحدى مضاعفات نقل الدم المحتملة.
العدوى البكتيرية
العدوى البكتيري أيضا من مخاطر نقل الدم المحتملة، حيث أنه من الممكن أن يكون الدم ملوثا بالبكتيريا أو الطفيليات، وقد يحدث هذا التلوث البكتيري أثناء أو بعد التبرع، وقد يؤدي إلى عدوى جهازية، ولكن هذا الخطر صغير ونادر بسبب الاحتياطات التي يتم تطبيقها لحماية الدم، المشكلة الأكبر في عمليات نقل الصفائح الدموية، لأنها تخزن في درجة حرارة الغرفة، فإذا وجدت أي بكتيريا، فإنها سوف تنمو وتسبب العدوى عند استخدام هذه الصفائح الدموية.
ماذا يحدث إذا نقل دم غير مطابق؟
يحدث ما يُعرف باسم تفاعلات نقل الدم الانحلالية، وهي حالة خطيرة جدًا ولكنها نادرة، وتؤدي لمهاجمة جسمك لخلايا الدم الجديدة، مما قد يؤدي إلى إطلاق مواد قد تؤثر على الكلى.
وفي حالة حدوثها يعاني المريض من أعراض مثل:
- الحمى وارتفاع في درجة الحرارة.
- تغير لون البول للون الداكن.
- رعشة الجسم.
- الإصابة بالغثيان.
- آلام في منطقة الصدر والظهر.
هل نقل الدم يغير لون البشرة؟
نعم، يمكن أن يحدث تغير في البشرة لدى بعض الأشخاص، فوفقًا لواحدة من الحالات عانى رجل قد تجاوز الـ 60 ويخضع لعمليات نقل الدم لتغير في بشرة الوجه وعند دراسة الحالة وجد أن هذا التغير يرتبط بعمليات النقل التي يخضع لها.
هل نقل الدم يسبب جلطة؟
نعم يمكن أن يؤدي نقل الدم في بعض الحالات إلى حدوث جلطة دموية في الساق تُعرف باسم الخثار الوريدي العميق، والتي يمكن أن تنتقل للرئة ليصاب المريض بجلطة في الرئة تُعرف باسم الانصمام الرئوي.
هل نقل الدم يسبب الوفاة؟
بالرغم من أن نقل الدم آمن في أغلب الحالات، إلا أن هناك احتمالية لحدوث الوفاة بعد عملية نقل الدم خاصة إذا حدوث نوع من العدوى أثناء عملية النقل، فيمكن أن تكون معدلات الوفاة في هذه الحالة هي 15%.