تُسبب زيادة الوزن أثناء الحمل مشكلة كبيرة للحامل لتخيلها أنها لن تعود لرشاقتها مرة أخرى، ومن المعروف أن أثناء الحمل يزيد وزن المرأة حوالي من 10 إلى 12 كيلو جرام إلا أن الكثير من النساء لا يستطعن نفسياً أن يتقبلن هذه الزيادة في الوزن، ويكون لديهم رغبة كبيرة في خسارة الوزن بعد الحمل والولادة، فكيف يمكن ذلك؟
حقائق عن زيادة الوزن بعد الحمل
المرأة في حاجة إلى فهم مدى كون زيادة الوزن هذا أمر طبيعي جداً خلال فترة الحمل، و أن زيادة الوزن حوالي 10-12 كيلوجرام هو أوسع نطاق يُمكن تقبله لزيادة الوزن أثناء الحمل، وهذا قد يختلف وفقاً لوزن المرأة قبل الحمل؛ و بالتالي تُنصح المرأة السمينة أن تحاول البقاء في الحد الأدنى من نطاق الوزن الزائد خلال فترة الحمل.
يبدو أن هناك شائعة بأن خسارة الوزن بعد الحمل لا يمكن أن يكون ناجحاً إلا إذا حدث بسرعة، فبطريقة ما تشعر العديد من النساء أنه إذا لم تفقد كل الوزن الزائد أثناء الحمل في خلال سنة بعد الولادة، فإن هناك شيئاً خطأ يحدث معهم، أو أنها ليست طبيعية، أو أنها فشلت بطريقة ما.
ولكن في الواقع فإن الحقيقة هي أن خسارة الوزن بعد الحمل يُمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً جداً و أحياناً بضع سنوات، دون أن يتم ملاحظة وجود أمراً خاطيء.
فإن فقدان الوزن تدريجياً هو القاعدة وليس الاستثناء، وأن معدل فقدان الوزن يعتمد على عدة عوامل، منها ما إذا كانت هناك مضاعفات أثناء الحمل أو الولادة، وذلك لأن مضاعفات الحمل يُمكن أن تجعل المرأة تشعر بأنها ضعيفة أو تؤثر على معدل حركتها.
ويمكن لبعض الأمراض مثل التهاب الغدة الدرقية ما بعد الولادة والذى يُعتبر من المضاعفات الشائعة والتي تظهر بعد الولادة بفترة قصيرة يُمكن أن يسبب معاناة هائلة في خسارة الوزن بعد الحمل وذلك إذا كان التهاب الغدة شديد.
هناك العديد من العوامل الأخرى منها ما إذا كانت المرأة لديها أمراض طبية أخرى أو تأخذ من الأدوية ما يجعل من الصعب فقدان الوزن في المقام الأول (سواء بعد الحمل أو في وقت آخر في حياتها).
توجد هناك أيضاً شائعة البحث عن أفضل طريقة لفقدان الوزن بعد الحمل، فهناك عدد لا يُحصى من العوامل التي تساهم في هذا الخلط، بدءاً من حقيقة أنه لا يوجد ما يكفي من الأبحاث حول نوعية برامج فقدان الوزن الآمنة للأم (وخاصةً الأم المرضعة) بعد الولادة.
وهذا النقص في البحوث بدوره يعني أن الأطباء يترددون في السماح للمرأة بعد الولادة باتباع أي “حمية غذائية قاسية “، نتيجة لذلك يوصي باتباع حمية أقل حدة، الأمر الذى قد يستغرق وقتاً أطول للعمل بها، وبالتالي فهي أقل جاذبية ومحبطة للغاية لكثير من النساء.
كيف يُمكن خسارة الوزن بعد الحمل؟
ينبغي أن يكون للمرأة توقعات واقعية حول كم من الوقت يستغرق لإنقاص وزنها، فإن فقدان حوالي 0.5-1 كيلوجرام في الأسبوع هو في الواقع نجاح كبير، ويجب على المرأة أيضاً أن تتذكر أنه لم يثبت بالأدلة العلمية وجود حمية غذائية معينة أكثر آمناً أو فعالية عن غيرها، وأنها لا تستطيع المجازفة بالشعور بالسوء من حرمان نفسها من بعض العناصر الغذائية في الحميات الغذائية القاسية.
وبالإضافة إلى ذلك، إذا كانت امرأة مُرضعة، فإنها بالضرورة لا تريد أن تضر تغذية طفلها عن طريق الحميات الغذائية القاسية التي تتضمن الحرمان الزائد من الطعام.
في البداية، يجب على المرأة محاولة خسارة الوزن بعد الحمل والولادة بنفسها من خلال تناول نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية كل يوم، حتى لو كان هذا التمرين هو المشي فقط فإنه ضرورة لابد منها. لأن عدم ممارسة الرياضة هو ما يفسد عملية خسارة الوزن في كثير من الأحيان، فإن فقدان الوزن ببساطة لا يكون مُرضي إذا كانت ممارسة الرياضة غير متوفرة.
ويُعد هذا الأمر صحيح لأسباب كثيرة، منها أن التمارين الرياضية تُساعد على الحفاظ على التمثيل الغذائي في الجسم وحمايته من النقصان الشديد أثناء اتباع الحمية الغذائية، كذلك فإن فقدان الوزن باتباع حمية غذائية مع الرضاعة مع ممارسة الرياضة يُعد أسهل كثيراً عنه دون ذلك.
إذا فشلت كل هذه الجهود
إذا فشلت جهود المرأة، بمعنى أنها مارست كافة الأساليب المُعدة لخسارة الوزن بشكل سليم لمدة عام بما في ذلك ممارسة الرياضة يومياً دون الحصول على نتائج ملحوظة، فإنها قد تحتاج إلى مساعدة إضافية.
فعلى سبيل المثال، قد تحتاج إلى تقييم للبحث عن ما إذا كانت تعاني من أي من الحالات الطبية المؤدية إلى حدوث مشاكل التحكم في الوزن (مثل أمراض الغدة الدرقية والتي هي شائعة الحدوث بعد الحمل كما سبق الذكر).
وعلى الرغم من أن هناك اختلافات شاسعة في طرق التحكم في الوزن المختلفة، فإن جميع خبراء خسارة الوزن يعتقدون أن خطط النظام الغذائي يجب أن يتم إعدادها بصورة فردية إذا كانت المرأة تخطط للحفاظ على فقدان الوزن.
وذلك لأن الخطط الفردية هي السبيل الوحيد للوصول إلى أذواقهم الغذائية الخاصة، و محفزات تناول الطعام لديهنَّ، ومعوقات الوقت التي سوف تواجهها كل سيدة.
هذا ما يفسر سبب كون خطط إنقاص الوزن الجماعية تؤدي في كثير من الأحيان إلى خسارة الوزن مبدئياً و لكن عادةً ما يتبع هذه الخسارة زيادة سريعة الوزن، فهذه البرامج لا تقدم برامج طعام فردية مصممة خصيصاً لكل امرأة لتعظيم فرصها في الحفاظ على الوزن.
استشارة أخصائي التغذية
تُعد استشارة اختصاصي التغذية هي الطريقة المثلى للحصول على خطة فردية، فإن اختصاصي التغذية سوف يستعرض بعض القضايا الرئيسية مثل: الأغذية المفضلة للمرأة، ومحفزات تناول الطعام لديها، من هو الشخص الذي يعد وجبات الطعام و تفاصيل الجدول الزمني لها من أجل وضع خطة فردية ملائمة لتفاصيل حياتها المختلفة.
بالإضافة إلى ذلك فإنه عندما تتبع المرأة خطة التغذية التي أعدها اختصاصي التغذية، فإنها تكون بحاجة للحفاظ على ممارسة الرياضة يومياً لتحسين فقدان الوزن لها.
أخيراً، يجب أن تكون التوقعات واقعية بشأن خسارة الوزن بعد الحمل والولادة، فنحن بشر فقط، وفقدان الوزن السريع لا يبقى طويلاً لكن فقدان الوزن التدريجي بمعدل (0.5-1 كيلوجرام في الأسبوع) يُمكن أن يبقى طويلاً، وتذكري أن أكبر مؤشر للحفاظ على الوزن بعد مرحلة فقدان الوزن هو المواظبة على ممارسة الرياضة ولا تقلقي يُمكنكِ أن تفعلي ذلك.