هل سبق وسمعت عزيزي القارئ عن الحجامة؟ هل تعرف ما هي؟ وهل تتساءل عن فوائدها العلاجية التي طالما نسمع عنها؟ هل تقدم الحجامة بالفعل العلاج لكل تلك الأمراض كما هو منسوب إليها أم أنها تعالج حالات معينة فقط؟ وهل لها أضرار أو آثار جانبية؟ تابع المقال التالي لتتعرف على إجابات لكل تلك التساؤلات وأكثر.
ما هي الحجامة ؟
هي تعتبر أحد أنواع الطب البديل ويرجع تاريخ نشأتها لمصر القديمة، ثم تم استخدامها في الطب الصيني بكثرة بعد ذلك. ويتضمن العلاج بالحجامة وضع الأكواب المصنوعة إما من الزجاج، الخيزران أو الفخّار على الجلد؛ لعمل الشفط، والذي يقوم بدوره في المساعدة على تنشيط الدورة الدموية وتدفق الدم وعلاج الكثير من الأمراض.
وتناولت بعض الدراسات فوائد الحجامة في علاج بعض الحالات والأمراض المختلفة، ولكن ما زالت الدراسات جارية لاكتشاف فوائد العلاج بها في العديد من الحالات الآخرى، وقد وجدت الدراسات أنه يعطي أفضل نتيجة إذا تم استخدامه مع علاجات أخرى من الطب البديل مثل الوخز بالإبر الصينية والتأمل واليوجا.
ويعتقد العديد أن الحجامة تساعد على موازنة الين واليانغ (أو السلبية والإيجابية) داخل الجسم، ويساعد استعادة التوازن بين هذين الطرفين في مقاومة الجسم لمسببات الأمراض وكذلك قدرته على زيادة تدفق الدم وتقليل الألم.
انواع الحجامة العلاجية
قديماً تم إنشاء الشفط بشكل أساسي من خلال استخدام الحرارة، حيث تم تسخين الكؤوس في الأصل بالنار ثم وضعها على الجلد، وعندما تبرد الكؤوس، تجتذب الجلد بالداخل.
وغالبًا ما يتم إجراء الحجامة الحديثة باستخدام أكواب زجاجية مستديرة مثل الكرات ومفتوحة من طرف واحد. وتشمل أنواع الحجامة التالي:
- حجامة الجافة: وهي طريقة شفط فقط.
- حجامة الرطبة: والتي تتضمن كل من الشفط والنزيف الطبي المتحكم فيه.
- حجامة المنزلقة (حجامة بالزيت): هي تقنية يتم فيها وضع زيوت التدليك، وتُعلق الأكواب بالجسم ثم تنزلق عبر المنطقة المراد علاجها.
- حجامة النار: وهو أحد أنواع الحجامة، الذي يتم استخدام كاسات الهواء النارية بها، وتُستخدم في علاج آلام الظهر خاصةً في حالات الإصابات الرياضية.
- حجامة الموكسا: ويتم استخدام عشبة الموكسا في هذا النوع من حجامة؛ لعلاج وجع المعدة وآلام الروماتيزم.
- حجامة السريعة (حجامة الفارغة): وهي تتضمن التطبيق المتكرر السريع للأكواب، مع الحد الأدنى من الاحتفاظ بهها على الجلد. مما يقلل الاحتقان الموضعي وينشط الدورة الدموية في منطقة أوسع.
فوائد الحجامة
بعد معرفة ما هي الأنواع المختلفة للحجامة فقد تتساءل كيف يمكن أن تساعدك هذه الأنواع؟
فإليك أهم الفوائد والأسباب للبدء بها:
- قد تكون فعالة بشكل خاص في تخفيف الظروف التي تخلق آلام العضلات.
- قد تكون فعالة في علاج مشاكل الجهاز الهضمي أيضًا.
- يمكن استخدامها في علاج مشاكل الجلد، بالإضافة لغيرها من الحالات التي يتم علاجها عادةً باستخدام العلاج بالإبر.
- قد يساعد العلاج بالحجامة أيضًا في تكوين أنسجة ضامة جديدة وإنشاء أوعية دموية جديدة في الأنسجة.
- إزالة خلايا الدم الميتة من نظام القلب والأوعية الدموية، مما يساعد في تنقية الدم وزيادة خلايا الدم الحمراء والبيضاء.
- المساعدة في علاج أمراض الرئة، فهي تعد علاج فعال لأمراض الرئة مثل السعال المزمن والربو واحتقان الشعب الهوائية.
- تنظيف الأوردة والشرايين والشعيرات الدموية.
- التخلص من السموم داخل الجسم.
- تحفيز الجهاز اللمفاوي.
- يساعد في موازنة الطاقة الحيوية داخل الجسم.
- تقوية جهاز المناعة، مما يساعد في دوران الدم بشكل أكثر سلاسة وبالتالي يساعد ذلك في مقاومة الأمراض.
- تعزيز نشاط الخلايا، فالعلاج بها تساعد دوران الدم النظيف في جميع أنحاء الجسم، مما يساعد في زيادة إفرازات الهرمونات، وتأخير عملية الشيخوخة في أجزاء كثيرة من الجسم.
وتُشير بعض الدراسات التي أجريت إلى أن القوة العلاجية للحجامة قد تكون أكثر من مجرد تأثير وهمي، حيث وجد الباحثون أن علاج الحجامة قد يساعد في الحالات التالية، من بين أمور أخرى:
- الحزام الناري.
- شلل في الوجه.
- حب الشباب.
- فتق القرص القطني.
- سرطان عنق الرحم.
ومع ذلك، فإن الخبراء يعترفون بأن معظم الدراسات ما زالت تحتاج إلى مزيد من البحث؛ لتقييم فوائد الحجامة والفعالية الحقيقية لها في حالات معينة.
فوائد الحجامه للبشره
- تساعد في خفض مستوى ثاني أكسيد الكربون وزيادة مستوى الأكسجين في الدم، مما يسمح للدم بالدوران بشكل أكثر نشاطًا.
- تقوية الجلد والأنسجة الضامة.
- تحفيز الخلايا المسؤولة عن إنتاج الكولاجين.
- استرخاء توتر العضلات.
- تفتيح البشرة.
- التقليل من ظهور الندبات والخطوط الدقيقة والتجاعيد.
- تقليل الانتفاخ.
- تحسين توصيل المغذيات للبشرة.
- تساعد على تقليل ظهور السيلوليت (دهون تحت الجلد).
- قد يساعد العلاج بها في تقليل علامات التمدد والندوب، فهو يساعد على إزالة الوذمة (السوائل الزائدة).
فوائد الحجامة للاعصاب
يعتمد هذا العلاج على تحفيز الأعصاب الحسية للجلد، وذلك له تأثير جيد ليس فقط على الجهاز العصبي الأوتوماتيكي نفسه ولكن أيضًا على الأعضاء المختلفة الخاضعة لسيطرته.
وتؤثر جميع طرق الحجامة على الجهاز العصبي ولكن بدرجة معينة. فمثلاً عند علاج الظهر بالحجامة، يعد هذا العلاج موجه بشكل أساسي إلى الخط المركزي (أعصاب العمود الفقري والأعصاب السمبثاوية)، وبالإضافة لذلك فهو موجه للأعصاب السمبثاوية بجانبه.
وتعد الحجامة علاج فعال بعض حالات الأعصاب، مثل:
- متلازمة الشعور بالضيق العام.
- الصداع المزمن.
- الدوخة.
- الخمول (الإرهاق العقلي أو الجسدي).
- تيبس الكتفين.
- الإرهاق.
- الألم الجسدي.
كما أنها فعالة ضد الأمراض المزمنة الذاتية، مثل:
- ارتفاع ضغط الدم.
- الألم العصبي.
- الروماتيزم.
فوائد الحجامة للظهر
وتشمل زيادة تدفق الدورة الدموية مما يساعد في تخفيف توتر العضلات وتعزيز إصلاح الخلايا.
أضرار الحجامة
لم تُذكر العديد من الآثار الجانبية المرتبطة بالحجامة، فعادة ما تحدث الآثار الجانبية أثناء العلاج أو بعده مباشرة، على سبيل المثال:
- قد تشعر بالدوار أو الإغماء خلال فترة علاجك أو بعد فترة قصيرة من الجلسة.
- قد تواجه أيضًا التعرق أو الغثيان.
- تعب الجسم بشكل عام.
- الأرق.
مخاطر ما بعد العلاج:
- قد يتهيج الجلد المحيط بحافة الكأس ويتسم بنمط دائري.
- احتمالية الإصابة بالعدوى، وهو ما يعتبر خطر وارد بعد الخضوع للعلاج بها، ولكن الخطر صغير وعادة ما يتم تجنبه إذا اتبع طبيبك الطرق الصحيحة لتنظيف جلدك والسيطرة على العدوى قبل وبعد الجلسة.
- انتشار المرض، فقد يؤدي عدم تعقيم الأدوات المستخدمة في العلاج إلى تلوث الدم، بالإضافة لانتقال بعض الأمراض التي تنتقل بالدم، مثل التهاب الكبد الوبائي.
شروط الحجامة
حتى تستطيع الاستفادة من فوائد الحجامة بشكل كامل في حالات معينة، يجب أن تنتبه لللشروط الآتية:
- يجب على طبيبك ارتداء غطاء واقٍ للملابس، وقفازات يمكن التخلص منها، ونظارات واقية أو حماية أخرى على العين.
- يجب أن يستخدم الطبيب أيضًا معدات نظيفة، ويكون لديه لقاحات منتظمة لضمان الحماية ضد أمراض معينة، مثل التهاب الكبد.
- دائماً قم بالبحث عن الممارسين بدقة لحماية سلامتك الخاصة.
وفي حالة أنك واجهت أيًا من المشكلات فاستشر طبيبك، فقد يقدم لك علاجات أو خطوات يمكنك اتخاذها قبل جلستك لتجنب أي إزعاج.