ما هي علاقة الاكتئاب بالوسواس القهري ؟ وهل يمكن التحكم في وإدارة كلاهما في نفس الوقت؟ تعرفوا معنا على العلاقة بين هذه الاضطرابات النفسية وكيفية التحكم بهما عن طريق تمييز أعراضهما من خلال المقال الآتي.
ما هي علاقة الاكتئاب بالوسواس القهري ؟
الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري معرضون لخطر أكبر للإصابة بأشكال أخرى من الأمراض العقلية، وأحد الأمراض الأكثر شيوعاً في هذه الحالة هو اضطراب الاكتئاب الشديد.
تشير البحوث إلى أن ما يصل إلى ثلثي الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري سوف يعانون من نوبة اكتئابية كبيرة في وقت ما خلال فترة مرضهم. قد تختلف الأسباب، بدايةً من من الإجهاد والتوتر التفاعلي إلى سلوك الهوس القهري إلى التغيرات الكيميائية الحيوية في المخ التي يمكن أن تغير الحالة المزاجية والسلوك.
وقد يكون الاكتئاب خطيرًا بشكل خاص عند الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري لأنه قد يؤثر على قدرتهم على الالتزام بمعالجة أعراض الوسواس القهري.
الاكتئاب الشديد وتفهمه بشكل أكبر
الاكتئاب الشديد هو أكثر من مجرد الشعور بالحزن. لكي يتم تشخيصك بالاكتئاب يجب أن تعاني من الحزن الشديد وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تثير اهتمامك لمدة أسبوعين على الأقل؛ بالإضافة إلى ذلك يجب أن تظهر حوالي أربعة من الأعراض التالية كل يوم تقريباً خلال فترة الأسبوعين نفسها:
- فقدان الشهية وتناول كميات ضئيلة جداً من الطعام، أو العكس تماماً.
- النوم أكثر من اللازم أو قلة النوم والأرق.
- الشعور إما بالإحباط أو الذنب دون سبب محدد.
- الشعور بعدم وجود طاقة لعمل أي شيء على الإطلاق.
- وجود أفكار متكررة حيال الموت والانتحار.
- مواجهة صعوبة في التفكير أو التركيز.
- الشعور إما بتباطؤ أو تململ بشكل ملحوظ.
عادةً ستكون هذه الأعراض شديدة بما يكفي بحيث تسبب لك بعض القلق أو المتاعب في العمل أو بالمنزل.
تفهم علاقة الاكتئاب بالوسواس القهري
غالبًا ما يحدث الاكتئاب عند الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري بعد ظهور أعراض الوسواس القهري، ويشير هذا إلى أن الاكتئاب قد يكون مرتبطًا بالإجهاد الشخصي للتعايش مع الوسواس القهري أو المشكلات التي تطورت في المنزل أو العمل نتيجة لهذا المرض.
يعتقد العلماء أيضًا أنه قد تكون هناك عوامل كيميائية حيوية تساهم في حدوث الاكتئاب، على سبيل المثال الوسواس القهري والاكتئاب يتميزان بتغيرات في إنتاج ونشاط السيروتونين، وهي مادة كيميائية تنقل الإشارات بين الخلايا العصبية، مع هذه التغييرات الكيميائية الحيوية يمكن أن تأتي التغييرات السلوكية، والتي قد تتشابه في الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري والاكتئاب.
قد يستمر الوسواس القهري مقارنةً بالاكتئاب ببساطة عن طريق تعزيز خلل أساسي في كيمياء الجسم الحيوية.
تشير معظم الأدلة أيضًا إلى أن أعراض الاكتئاب مرتبطة بشكل أكثر فعالية بالهواجس المزعجة (الأفكار السلبية التي لا يمكنك التخلص منها) بدلاً من الإكراه أو القهر (السلوكيات المتكررة التي لا يمكنك التحكم بها).
مضاعفات علاج المرضين معاً
يحتاج مرض الوسواس القهري والاكتئاب إلى علاجهما كل على حدة، لكل منهما علاج مخصص له من المفترض أن يتم تخصيصه بحيث يكون ملائم لكل حالة على المدى البعيد. عندما يحدث الاثنان معًا، يجب اللجوء لأخصائي يعرف كيف يمكن علاج هذا التشخيص المزدوج.
يميل الاكتئاب الشديد إلى التأثير على قدرة الشخص على الحفاظ على الالتزام بالعلاج الدوائي، هذا العرض لا يرتبط فقط بالاكتئاب بل يمكن ملاحظته أيضاً في مرضى الوسواس القهري، بل وعند أخذ أي دواء مزمن يتطلب أخذه يومياً.
في كثير من الأحيان، يمكن أن تؤدي مشاعر اليأس المستمرة إلى اليأس وعدم إيجاد فائدة من وراء تناول الدواء، في هذه الحالة عادةً ما يكون الشخص أقل اهتمامًا بتناول عقاقيره أو الاستمالة أو الأكل بشكل صحيح أو التفاعل مع الآخرين.
هذه الأعراض قد تكون خطيرة عند علاج كلاً من الاكتئاب والوسواس القهري، وذلك لأن النوع المخصص من الأدوية لعلاج كلاً من المرضين يتطلب مستويات عالية من الالتزام لتحقيق التأثير المطلوب، أي فجوة في العلاج يمكن أن تعيدك لنقطة البداية.
لتخفيف القلق الناتج عن تناول الأدوية لفترات طويلة، سيحتاج المعالج غالبًا إلى علاج الاكتئاب أولاً قبل معالجة الوسواس القهري.
من ناحية أخرى، فإن استخدام مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، والتي يشيع استخدامها لعلاج الاكتئاب، معروفة أيضًا بأنها فعالة في إدارة العديد من أعراض الوسواس القهري.
في النهاية، إذا تم تشخيصك بالوسواس القهري وبعد فترة شعرت بأنك تعاني من أعراض الاكتئاب، فلا تتردد في التواصل مع الطبيب على الفور، لا تنتظر حدوث أي مضاعفات. للمزيد من المعلومات حول علاقة الاكتئاب بالوسواس القهري وكيفية إدارة كلاهما وعلاجهما على المدى البعيد تواصلوا معنا، ولا تنسوا ترك استشاراتكم الطبية لنا عبر هذا الرابط.