مرض الذئبة أصبح أكثر شهرة حول العالم في الفترة الأخيرة، ويسأل العديد من الأشخاص عن كيفية علاج الذئبة الحمراء، وكيف يمكن أن يتعايش مريض الذئبة حياة طبيعية قدر الإمكان؟ سنتعرف على إجابات كل هذه الأسئلة في السطور القادمة.
هل يمكن علاج الذئبة الحمراء نهائيا؟
الذئبة الحمراء مرض مناعي مزمن لا يوجد علاج نهائي له، ولكن يمكن التعايش معه إذا كان هناك تشخيص مبكر للحالة ومتابعة مستمرة لها والتزام بالعلاج والتعليمات التي يخبرك بها الطبيب، ولكن تظل هناك نسبة قليلة من الأشخاص المصابين، قد لا يستطيعون العيش بشكل طبيعي خصوصا في حال كان هناك مضاعفات مثل حدوث تلف شديد للكلى.
ويهدف علاج مرض الذئبة المتوفر حاليا إلى السيطرة على الأعراض، وتحسين جودة حياة المريض، من خلال:
- خفض فرص حدوث تلف لأعضاء الجسم.
- منع أو تقليل حدوث النوبات الخاصة بالذئبة.
- محاولة منع جهاز مناعة الجسم من مهاجمة الأعضاء والأنسجة.
علاج الذئبة الحمراء والسيطرة على الأعراض
يتم تحديد علاج الذئبة حسب شدة الحالة وتشخيصها، وما الذي تحتاج إليه بالضبط، ويكون العلاج شامل لمجموعة من الأدوية، وعادات حياتية يجب الالتزام بها، وغيرها من العلاجات التي يحددها الطبيب.
علاج الذئبة بالأدوية
هناك مجموعة من الأدوية التي سيختار منها الطبيب ما يناسب حالة المريض، ومن هذه الأدوية:
الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية
يتم استخدامها من أجل علاج بعض الأعراض المزعجة مثل الحمى والتورم والألم، ولكن يجب الحرص واستخدامها تحت إشراف الطبيب، فقد ينتج عنها بعض الأعراض الجانبية مثل مشكلة في الكلى أو القلب ونزيف المعدة.
الكورتيكوستيرويدات
يتم استخدام هذه الأدوية وغيرها من أجل محاربة الالتهاب الناتج عن الذئبة، أو المضاعفات التي قد تنتج عنها، وأيضا قد تسبب بعض الآثار الجانبية مثل رفع الضغط، والإصابة بالسكري وحدوث ترقق للعظام، خصوصا مع الجرعات العالية.
الأدوية المضادة للملاريا
يمكن أن تساعد هذه الأدوية في خفض خطر حدوث نوبات الذئبة، وقد ينتج عنها بعض الأضرار مثل اضطرابات المعدة وقد تؤثر على صحة العين والشبكية أحيانا.
الأدوية التي تحقن في الوريد
من أجل التقليل من الأعراض التي تنتج عن الذئبة، وقد ينتج عن هذه الأدوية أعراض جانبية مثل الإسهال والغثيان وبشكل نادر قد تسبب الاكتئاب.
علاج الذئبة الشديدة
- مثبطات المناعة: قد يتم استخدامها في الحالات الخطيرة من المرض، وقد ينتج عنها آثار جانبية مثل احتمالية الإصابة بالعدوى وزيادة فرص الإصابة بالسرطان، وحدوث تلف بالكبد.
- العلاج الكيميائي: قد يستخدم أيضا في علاج الذئبة في الحالات الخطيرة، وخصوصا في حال عدم فاعلية العلاجات الأخرى، أو تأثير المرض على أعضاء الجسم الأساسية.
علاج مضاعفات الذئبة
قد ينتج عن المرض ظهور أعراض ومشكلات صحية أخرى مختلفة، وقد يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية من أجل السيطرة عليها وعلاجها مثل:
- مضادات حيوية لعلاج العدوى.
- أدوية من أجل خفض الضغط المرتفع.
- أدوية من أجل هشاشة العظام.
علاج الذئبة طبيعيا
بعض الأشخاص يفضلون الطب البديل في علاج المرض، ومنها استخدام المكملات والمراهم والعلاج بالإبر، وغيرها من الوسائل الأخرى غير الدوائية للعلاج، لكن حسب الأبحاث الحالية، لا يمكن الجزم بفاعلية هذه الطرق كعلاج، ومازال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث للتأكد.
لذلك من المهم جدا عدم التوقف عن الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، واستبدالها بأي من الوسائل السابقة، ويجب التحدث مع الطبيب أولا.
هل يمكن علاج الذئبة الحمراء بالأعشاب والمكملات؟
بعض الأشخاص كما ذكرنا يفضلون الاتجاه إلى الطبيعة من أجل علاج أي مشكلة صحية تصيبهم، رغم نقص الأبحاث والمعلومات التي تؤكد على فاعلية أي علاج طبيعي سواء كأعشاب أو مكملات، ومن المكملات العشبية والغذائية المحتملة التي يعتقد أنه يمكن أن يكون لها دور في تحسين أعراض المرض (وليس علاجه):
مكملات الكركمين
يعتقد أنه يوجد لمكملات الكركمين دور فيما يتعلق بنشاط المرض، وذلك حسب دراسة أجريت في وقت سابق، ولكن تم ذكر أنه مازال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث للتأكد، ولا يمكن التوصية بأي جرعات حاليا.
الشاي الأخضر
نظرا لأن الشاي الأخضر له خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، تم اقتراح فوائده في دراسة سابقة لتثبيط المناعة الذاتية بجانب خصائص أخرى، ولكن لم يتم إثبات فعاليته أو مدى تأثيره على مرض الذئبة على وجه التحديد.
مكملات أوميجا 3
أو كما يعرف بزيت السمك، وتعتبر هذه الدهون صحية خصوصا للقلب، ورغم أنه لا يمكن علاج المرض من خلال مكمل أوميجا 3، إلا أن بعض الأبحاث وجدت أن هذا المكمل قد يساعد على خفض الالتهابات في الجسم للأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية، كما قد يساعد على تقليل الشعور بالتعب، وتعزيز صحة القلب.
مكملات فيتامين د
فيتامين د له دور مهم في تعزيز صحة جهاز المناعة، كما يمكن أن يساعد على التحكم في بعض أنواع الالتهابات، وكما أنه في الغالب مرضى الذئبة يعانون من نقص في مستوى فيتامين د.
نصائح للتعايش مع مرض الذئبة
صحيح أنه لا يمكن علاج المرض بشكل نهائي، ولكن هناك بعض النصائح التي يمكن أن يساعد اتباعها على تقليل حدة الأعراض وخصوصا النوبات، مثل:
ممارسة التمارين الرياضية
صحيح أن الألم خصوصا في المفاصل قد يجعل من الصعب الحركة بسهولة، لكن ممارسة بعض التمارين المناسبة للحالة، وليست الأنواع المجهدة، يمكن أن يساعد بشكل إيجابي أكثر، ويمكن المناقشة مع الطبيب حول التمارين المناسبة.
ابتعد عن أشعة الشمس
قد تسبب أشعة الشمس حدوث مشكلة أكبر للمصابين بالمرض، لذلك يجب قدر الإمكان تجنب ساعات الذروة التي تشتد فيها أشعة الشمس، ويجب أن ترتدي ملابس واقية ووضع واقي ضد الشمس.
عادات صحية أخرى
أيضا يجب الاهتمام بالعادات التالية:
- الحصول على قسط كاف من النوم.
- تناول الطعام الصحي، وخصوصا الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة.
- الابتعاد عن مصادر التوتر قدر الإمكان ومحاولة اتباع تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا والتأمل.
- حاول تكوين شبكة دعم من العائلة والأصدقاء.
- التواصل مع أشخاص آخرين يعانون من المرض، والتحدث معهم، فذلك يجعلك محاط بأشخاص متفهمين أكثر لحالتك.
- الابتعاد عن التدخين.
- الحفاظ على الوزن.
- المتابعة المستمرة مع الطبيب.
- الإبلاغ عن أي أعراض جديدة أو مستمرة.